11-06-2009, 09:50 AM
|
#368
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة السابعة والأربعين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن العفريت قال :
فإن جميلك لا يضيع عندنا .
ثم إنه صاح صيحة عظيمة بصوت هائل وإذا بجماعة قد أقبلوا عليه فسألهم عن القرد فقال واحد منهم :
أنا أعرف مستقره .
قال العفريت :
أين مستقره ?
قال الأخر :
في مدينة النحاس التي لا تطلع عليها الشمس .
فقال العفريت :
يا أبا محمد خذ عبد من عبيدنا وهو يحملك على ظهره ويعلمك كيف تأخذ الصبية واعلم أن ذلك العبد مارد من المردة فإذا حملك لا تذكر اسم الله وهو حاملك فإنه يهرب منك فتقع وتهلك .
فقلت للعفريت :
سمعاً وطاعة .
فأخذت عبداً من عبيدهم فانحنى وقال :
اركب .
فركبت ثم طار بي في الجو حتى غاب عن الدنيا ورأيت النجوم كالجبال الرواسي وسمعت تسبيح الملائكة في السماء ، كل ذلك والمارد يحدثني ويفرجني ويلهيني عن ذكر الله .
فبينما أنا كذلك وإذا بشخص عليه لباس أخضر وله ذوائب ووجهه منير وفي يده حربة يطير منه الشرر قد أقبل علي وقال لي :
يا أبا محمد قل لا إله إلا الله محمد رسول الله وإلا ضربتك بهذه الحربة .
وكانت مهجتي قد تقطعت من سكوتي عن ذكر الله ، فقلت :
لا إله إلا الله محمد رسول الله .
ثم إن ذلك الشخص ضرب المارد بالحربة فذاب وصار رماداً فسقطت من فوق ظهره وصرت أهوي إلى الأرض حتى وقعت في بحر عجاج متلاطم بالأمواج وإذا بسفينة فيها خمسة أشخاص بحرية ، فلما رأوني أتوا إلي وحملوني في السفينة وصاروا يكلموني بكلام لا أعرفه فأشرت لهم أني لا أعرف كلامكم ، فساروا إلى آخر النهار ثم رموا شبكة واصطادوا حوتاً وشووه وأطعموني .
ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا بي إلى مدينتهم فدخلوا بي إلى ملكهم وأوقعوني بين يديه فقبلت الأرض فخلع علي خلعة ، وكان ذلك الملك يعرف اللغة العربية فقال :
قد جعلتك من أعواني .
فقلت للملك :
ما اسم هذه المدينة ?
قال الملك :
اسمها هناد وهي من بلاد الهند .
ثم إن الملك سلمني إلى وزير المدينة وأمره أن يفرجني في المدينة وكان أهل تلك المدينة في الزمن الأول كفار فمسخهم الله تعالى حجارة ، فتفرجت فيها فلم أر أكثر من أشجارها وأثمارها فأقمت فيها مدة شهر ثم أتيت إلى نهر وجلست على شاطئه .
فبينما أنا جالس وإذا بفارس قد أتى وقال :
هل أنت أبو محمد الكسلان ?
فقلت له :
نعم .
قال الفارس :
لا تخف فإن جميلك وصل إلينا .
فقلت له :
من أنت ?
قال الفارس :
أنا أخو الحية وأنت قريب من مكان الصبية التي تريد الوصول إليها .
ثم خلع أثوابه وألبسني إياها وقال لي :
لا تخف فإن العبد الذي هلك من تحتك بين عبيدنا نائم .
ثم إن ذلك الفارس أردفني خلفه وسار بي إلى البرية وقال :
انزل من خلفي وسر بين هذين الجبلين حتى ترى مدينة النحاس فقف بعيداً عنها ولا تدخلها حتى أعود إليك وأقول لك كيف تصنع .
فقلت له :
سمعاً وطاعة .
ونزلت من خلفه ومشيت حتى وصلت إلى المدينة فرأيت سورها فأخذت أدور حولها وإذا بأخ الحية قد أقبل علي وأعطاني سيفاً مطلسماً حتى لا يراني أحد ، ثم إنه مضى في حال سبيله فلم يغب عني .
|
|
|