عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2009, 09:51 AM   #369
الفجر البعيد
الزوار


الصورة الرمزية الفجر البعيد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية :
 أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
 المشاركات : n/a [ + ]
لوني المفضل : Cadetblue


الليلة الثامنة والأربعين بعد الثلاثمائة

قالت شهرزاد :

بلغني أيها الملك السعيد أن أبا محمد الكسلان قال :
لم يغب عني إلا قليلاً فإذا بصياح قد علا ورأيت خلقاً كثيراً وأعينهم في صدورهم ، فلما رأوني قالوا :
من أنت وما الذي في هذا المكان ؟
فأخبرتهم بالواقعة فقالوا :
الصبية التي ذكرتها مع المارد في هذه المدينة وما ندري ما فعل بها ونحن أخوة الحية .
ثم قالوا :
امض إلى تلك العين من أين يدخل الماء وادخل معه فإنه يوصلك إلى المدينة .
ففعلت ذلك ودخلت مع الماء في سرداب تحت الأرض ثم طلعت معه فرأيت نفسي في وسط المدينة ووجدت الصبية جالسة على سرير من ذهب وعليها ستارة ديباج وحول الستارة بستان فيه أشجار من الذهب وأثمارها من نفيس الجواهر كالياقوت والزبرجد واللؤلؤ والمرجان .
فلما رأتني الصبية عرفتني وابتدأتني بالسلام وقالت لي :
يا سيدي من أوصلك إلى هذا المكان ?
فأخبرتها بما جرى فقالت لي :
اعلم أن هذا الملعون من كثرة محبته لي أعلمني بالذي يضره والذي ينفعه وأعلمني أن في هذه المدينة طلسمان إن شاء هلاك جميع من في المدينة أهلكهم به ، ومهما أمر العفاريت فإنهم يمتثلون أمره وذلك الطلسم في عمود .
فقلت لها :
وأين العمود ?
فقالت الصبية :
في المكان الفلاني .
فقلت لها :
وأي شيء يكون ذلك الطلسم ؟
قالت الصبية :
هو صورة عقاب وعليه كتابة لا أعرفها فخذه بين يديك وخذ مجمرة نار وارمِ فيه شيئاً من المسك فيطلع دخان يجذب العفاريت فإذا فعلت ذلك فإنهم يحضرون بين يديك كلهم ولا يغيب منهم احد ويمتثلون أمرك ومهما أمرتهم فإنهم يفعلونه فقم وافعل ذلك على بركة الله تعالى .
فقلت لها :
سمعاً وطاعة .
ثم قمت وذهبت إلى ذلك العمود وفعلت جميع ما أمرتني به فجاءت العفاريت وحضرت بين يدي وقالوا :
لبيك يا سيدي فمهما أمرتنا به فعلناه .
فقلت لهم :
قيدوا المارد الذي جاء بهذه الصبية من مكانها .
فقال العفاريت :
سمعاً وطاعة .
ثم ذهبوا إلى ذلك المارد وقيدوه وشدوا وثاقه ورجعوا إلي وقالوا :
قد فعلنا ما أمرتنا به .
فأمرتهم بالرجوع ثم رجعت إلى الصبية وأخبرتها بما حصل وقلت لها :
يا زوجتي هل تروحين معي ?
فقالت الصبية :
نعم .
ثم إني طلعت بها من السرداب حتى وصلنا إلى القوم الذي كانوا دلوني عليها .


 

رد مع اقتباس