11-06-2009, 09:52 AM
|
#372
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الليلة الواحدة والخمسين بعد الثلاثمائة
قالت شهرزاد :
بلغني أيها الملك السعيد أن علي شار أحرقه الجوع فذهب إلى سوق التجار فوجد حلقة إزدحام والناس مجتمعون فيها فقال في نفسه :
يا ترى ما سبب اجتماع هؤلاء الناس والله لا أنتقل من هذا المكان حتى أتفرج على هذه الحلقة .
ثم تقدم فوجد جارية خماسية معتدلة القد موردة الخد قاعدة النهد قد فاقت أهل زمانها في الحسن والجمال والبهاء والكمال كما قال بعض واصفيها :
كما اشتهت خلقت حتـى إذا كملـت ........ في قالب الحسن لا طول ولا قصر
و الحسن أصبح مشغوفاً بصورتهـا ........ والصد أبعد لها والتيه والخـفـر
فالبدر طلعتها والغصن قامـتـهـا ........ والمسك نكهتها ما مثلهـا بـشر
كأنها أفرغت مـن مـاء لـؤلـؤة ........ في كل جارحة من حسنها قـمـر
وكانت تلك الجارية اسمها زمرد فلما نظرها علي شار تعجب من حسنها وجمالها وقال والله لا أبرح حتى انظر القدر الذي يبلغه ثمن هذه الجارية وأعرف الذي يشتريها ، ثم وقف بجملة التجار فظنوا أنه يشتري لما يعلمون من غناه بالمال الذي ورثه من والده ثم إن الدلال وقف على رأس الجارية وقال :
يا تجار يا أرباب الأموال من يفتح باب السعر في هذه الجارية سيدة الأقمار الدرة السنية زمرد السنورية بغية الطالب ونزهة الراغب فافتحوا الباب فليس على من فتحه لوم ولا عتاب .
فقال بعض التجار :
علي بخمسمائة دينار .
وقال آخر :
وعشرة .
فقال شيخ يسمى رشيد الدين وكان أزرق العين قبيح المنظر :
ومائة .
وقال آخر :
وعشرة .
قال الشيخ : بألف دينار .
فحبس التجار ألسنتهم وسكتوا فشاور الدلال سيدها فقال :
أنا حالف أني لا أبيعها إلا لمن تختاره فشاورها .
فجاء الدلال إليها وقال :
يا سيدة الأقمار إن هذا التاجر يريد أن يشتريك فنظرت إليه فوجدته كما ذكرنا فقالت للدلال :
ألا أباع لشيخ أوقعته الهموم في أسوأ حال ولله در من قال :
سألتها قبـلة يومـاً وقـد نـظـرت ...... شيبي وقد كنت ذا مال وذا نعم
فأعرضت عن مرامي وهـي قـائلة ...... لا والذي خلق الإنسان من عدم
ما كان لي في بياض الشيب من أرب ...... أفي الحياة يكون القطن حشو فمي
فلما سمع الدلال قولها قال لها :
والله أنك معذورة وقيمتك عشرة آلاف دينار .
ثم أعلم سيدها أنها ما رضيت بذلك الشيخ فقال :
شاورها في غيره .
فتقدم إنسان آخر وقال :
علي بما أعطى فيها الشيخ الذي لم ترض به .
فنظرت إلى ذلك الرجل فوجدته مصبوغ اللحية فقالت :
ما هذا العيب والريب وسواد وجه الشيب وأنشدت هذين البيتين :
قالت أراك خضبت الشيب قلت لها ........ سترته عنك يا سمعي ويا بصري
فقهقهت ثم قالت إن ذا عـجـب ........ تكاثر الغش حتى صار بالشعـر
فلما سمع الدلال شعرها قال لها :
والله إنك صدقت .
فقال التاجر :
ما الذي قالت .
فأعاد عليه الأبيات فعرف أن الحق على نفسه وامتنع من شرائها فتقدم تاجر آخر وقال :
شاورها على الثمن الذي سمعته .
فشاورها فنظرت إليه فوجدته أعور فقالت :
هذا أعور .
فقال لها الدلال :
يا سيدتي انظري من يعجبك من الحاضرين وقولي عليه حتى أبيعك له .
فنظرت إلى حلقة التجار وتفرستهم واحداً بعد واحد فوقع نظرها على علي شار .
|
|
|