05-11-2002, 11:51 PM
|
#112
|
شيخ نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1771
|
تاريخ التسجيل : 06 2002
|
أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
|
المشاركات :
5,426 [
+
] |
التقييم : 63
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رمضان فرصة عظيمة ومنة كبرى
الحمد لله الذي فرض صيام شهر رمضان لمصلحة عباده وتهذيب نفوسهم والصلاة والسلام على من كان أنشط الناس في الخير نبينا محمد وآله وصحبه.. أما بعد،
فإن صيام رمضان أحد أركان الإسلام وفرض من فروضه قال الله تعالي. ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) البقرة: 183، وقال تعالى: ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه)) البقرة: 185، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " بني الإسلام على خمس، وذكر منها صوم رمضان.
فهذا شهر عظيم فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم،
وهو شهر المواساة والخيرات، وشهر الصبر وفيه من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء.
والمسلم إذا صام وامتنع عن المفطرات من المطاعم والمشارب وغيرها مرن نفسه وهذبها لتأخذ بالأخلاق الفاضلة والمثل العليا.
لذا فإن شهر رمضان فرصة عظيمة ومنة كبرى، أمتن الله بها علينا.
فالموفق من اغتنمها وحرص على الاستعداد لها قبل ذلك بالتوبة النصوح من جميع الذنوب امتثالا لقوله تعالى. (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا )) التحريم: 8، فترك ظلم العباد وتحلل من مظالمهم وتاب لرب العباد وأناب، ثم بعد ذلك وصل رحمه، ثم أحسن للفقراء والمساكين وأقبل على الطاعات والعبادات بقلب مخبت خاشع والمؤمن حري به أن يحرص على التجارة الباقية ويستعد لها لأن هذا الموسم عظيم، فيه تجارة رابحة وهي أعظم من تجارات الدنيا التي يستعد لها التجار قبل موسمها بأشهر ويتعبون أنفسهم ليربحوا ويغنموا فيها.
فإذا ما جاء شهر رمضان تذكر المسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه وقوله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ". وقوله صلى الله عليه وسلم. "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".
فإذا تفكر الصائم في هذه الفضائل كان حريا به أن يتعاهد صومه مما يشوبه وينقص ثوابه فيتعاهد لسانه فلا يماري ولا يغتاب ويبتعد عن الكلام الفاحش عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل. " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل. إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، واذا لقي ربه فرح بصومه " متفق عليه.
وكان السلف- رحمهم الله- إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحد، صيانة لصيامهم كما ينبغي للصائم أن يبتعد عن الأعمال التي تجرح صيامه من المعاصي وغيرها، ويكثر من قراءة القرآن الكريم، وتدبره والصدقة لفعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ولمضاعفة الأعمال والحسنات فيه ويجتهد في القيام ويتذكر ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الاجتهاد في العبادة فيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" متفق عليه.
نسأل الله أن يجعلنا ممن وفق لصيام هذا الشهر وقيامه إيمانا واحتسابا،
ووفق لقيام ليلة القدر فغفر له، وأن يعتق رقابنا ورقاب والدينا وجميع المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ناصر بن عبد الرحمن بن إبراهيم آل حمود
|
|
|