الموضوع: و العمر يمضي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-06-2009, 05:15 AM   #1
qaswara
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية qaswara
qaswara غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10666
 تاريخ التسجيل :  11 2005
 أخر زيارة : 11-04-2024 (01:35 AM)
 المشاركات : 484 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
و العمر يمضي ...



بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ.
أ تـُراني غارقًا في ظلمات اليأس و القنوطِ ؟...
و هل أنا أحيا مع خلائق هم عني أغراب ؟..
و رغم ضوء مدينتي أرى النورَ في سراب ...
ففي المدينة دمار و خراب ... قتل الجنود راعيها .. فاصبح حاميها حراميها ... فالمصائب من كل حدبٍ و صوب ...
حتى غرقت المراكب في بحارِ اليأس ...
فغرقت الطرقات بدمع العيون الغائرات ... و الدمعُ شقّ مسيلاً على الخدودِ ، فرأيتُ النورَ سوادًا ، فزادت وحدتي غربةً ، و ضعتُ في دواماتٍ غامضةٍ ، و لم أدري ، في أيّ أرضٍ أنا ، و أو تحت أيّ سماءٍ ...
فما سمعتُ كلمة دفء من حبيبٍ أو قريبٍ ... فنزف ذلك القلب ، و مات فيّ كل جرحٍ آلاف المرات ...
فماذا أقول ؟..
و قد رحل عن حياتي أعز صديق ، و أوفي حبيب ... مع أمٍّ كانت لجرح فؤادي كطبيب ...
صغُر الكونُ الفسيح في عيني ، فلا أراه إلاّ جزءاً من ذرةٍ ، أو جزءاً من ألف جزءٍ من حبة سنابل ...
فأصابني الأختناق ، و أصبح البقاء امراً مستحيلاً ..
أجد نفسي أعيش في في ظلمةٍ لا تنقضي ، و لا يأتي بعدها الصباح ، فنحرت فيها الأفراح ، على أرض الفؤاد المثقل بالجراح .
فهل يؤلم الموت في سكراته؟.. و قد عشته في كلِ لحظةٍ ألف ألف أو يزيد ...
فلا أبالي مادام الروح منهكة تريد الخلاص ، وهذا الخلاص الرحيل إلى حيثُ لا أدري ...
أ تراني أبحث عن الأرصفة ؟ ...
ام البحث عن الذين هم في الأضرحة ، و الذين هم عند ربهم أحياء .
أم تراني كنت باحثاً عن الذي لا يجيد الاختباء في داخل أعمق نقطة ، في اعمق ذرة في نفسي .
سألت نفسي علني اهتدي الى جوابٍ ... و لكن و لا من مجيبٍ ...
بحثتُ عن الدواء ، و لكني ما عرفت الداء ...
فأصابتني مذلة في نفسي ، حين طرقتُ ابواباً مختلفة لمعرفة كنه نفسي ، و ما من بابٍ إلاّ و نبذني طرداً ببعض الطعنات و اللعنات ... و نفسي لا تملك شيئاً ..
فبكيتُ بمرارة حتى اصابني العمه فازدادت ظلمتي ظلمتين مع ظلمة العين " إنها لا تعمى الأبصار ، و لكن تعمى القلوب التي في الصدور "..
آهٍ ! فقد ذبلت زهـور حلمي..و تبددت كل رغباتي في العدم ..
و لم أجد حلاً .. و أصبحت أنا في معظلة ... و تعقدت المشكلة .
و مع هذا و ذاك .. تيقنت من وجودِ واحدٍ ، عالم بصغائر الأمور و كبائرها .
العمر يمضي و لحظاته لا تتكرر مرتين.. لأن الحياة ليست تامة ...لأجل ذلك أحاول الإقتراب منه ... لأجدَ السعادة و الحياة الخالية من الهموم و الأحزان ... و أسأله الإعانة و الشهادة ، كما اسأله الحلمَ و المكانه العالية في جناته ...و أسأله أن يفرج همي ، و يُوسّع رزقي ...و أن يجمعني بأحبّائي و خلاّني..
قدري أنني لن أعيش إلا ساعة واحدة في هذه الحياة .. إذاً ،لا أحزن ... فلا شيء يستحق الحزن...
أعيش يومي ...وأنسى ألامي الماضية ..و قد نقيت قلبي من الأحقاد ...فها أنا أعيش سعيداً
و أرتقي بنفسي لأقترب من النورِ أكثر وأكثر ..
و ما دمت في معيّتهِ ، فلا احزن " لا تحزن إنَّ الله معنا "...
جمعني الله وإياكم في أعالي عليين
أمين..
وصلى الله وسلم على أشرف النبيين و المرسلين ..

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس