إلغاء حج هذا العام بين الرفض والقبول ..
بسم الله الرحمن الرحيم ،، والصلاة والسلام على سيدنا محمد .
أما بعد ..
- كل يوم يأتي على الناس فتنة ويزداد يقيننا بأقتراب يوم القيامة ،، والناس في غفلات وليس في غفلة واحدة ،، ومنهم من يرى تلك الآشياء صدف ،، ومنهم من يراها أخطاء في الطبيعة ،، ومنهم من يعتقد إنها مؤامرات عالمية تحاك ضدنا ،، وأنا لاأراها إلا إبتلاءات ربانية يرسلها الخالق سبحانه للناس للعبرة والعظة وللتفكر والإستعداد ليوم الرحيل ،،
- تابعنا منذ أشهر بما يسمى بإنتشار مرض أنقلونزا الخنازير ،، وكتب الكتاب وسرد القصاص ،، وأسهب القاصي والداني وأدلى بدلوه في هذا الأمر ،، وما نقرأه في هذه الأيام ومع أقتراب موسم الحج دعوات لإلغاء الحج خشية أنتشاره بين حجاج بيت الله ما بين مؤيد ورافض لهذا الأمر ..
- ولا أخفيكم سرا أن هناك جدلا ونقاشا واسعا بين علماء الأمة في هذا الأمر في هذه الأيام بشأن ماذكرناه آنفا ،،
- كان مرض الطاعون الذي انتشر بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا وبائيا ومعديا بل ومات أكثر من 25 ألف من أخيار الصحابة رضوان الله عليهم بسببه ،،
- عن عوف بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبةٍ من أدمٍ فقال :
( أعدد ستاً بين يدي الساعة، موتي ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوتان يأخذ فيكم كقُعاص الغنم.. ) الحديث بطوله، رواه البخاري [4].
- خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام ، وقتل كثيرا من الناس ، فقرر الرجوع ، ومنع من معه من دخول الشام.،،فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح : أفراراً من قدر الله يا أمير المؤمنين؟
فرد عليه أمير المؤمنين : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!
ثم أضاف قائلاً : نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله ؛ أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله؟
الله أكبر ما أعظم هذا الرجل وما أجلّ حكمه ..
- والسعودية اليوم تسجل يوميا حالات متزايدة جدا من انتشار هذا الوباء نسأل الله العافية والسلامة ،، وسنورد اليكم أقوال بعض علماء الأمة في هذا الأمر :
1- لا ضرورة ملحة حتي الآن لتأجيل أو إلغاء العمرة والحج بسبب انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير .
2- لا يجوز تعطيل فرض من فروض الله، الا لظروف قهرية خاصة، وهذه الظروف لن تتحقق الا اذا أصبح الوباء منتشرا في كل دول العالم.
3- نعم نرى تأجيل الحج والعمرة هذا العام، حتى انتهاء المرض، وحتى لا نلقي بالناس في التهلكة، امتثالا لقوله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة... وأحسنوا ان الله يحب المحسنين"،
4- لا مانع شرعاً من تأجيل أداء مناسك الحج والعمرة إذا حدث ما يضر المسلمين، استناداً إلى القاعدة الفقهية (درء المفاسد مقدم على جلب المنافع)
5- إن منع الحج في موسم من المواسم لم يقل به فقيه واحد، ولم يتم على مر العصور التاريخية مع كثرة الأحداث التي مرت بها الأمة الإسلامية، وانتشار الأوبئة المتعددة، ولهذا فإن الدعوة تعد تعطيلا لشعيرة من شعائر الله، وهو منهي عنه شرعا من حيث الأصل.
- هذا ولا تزال هذه المسألة محل نظر وبحث عدد من الفقهاء، ولم ينته العلماء من دراسة المسألة وحسمها بعد،، وربي يوفقهم ويعينهم ،،
--------------------
إستنتاجات شخصية وفردية :-
السعودية كقيادة ومؤسسات شرعية غير معنية جدا بمنع الحج لهذا العام ،، ولكن إذا كان هناك تأجيل فأظن أنه سيصدر عن مجمع إسلامي كبير (مرجعية) لجميع الدول الآسلامي ..
- أتوقع أن الحكومة السعودية ستطلب المساعدة من جميع الدول الآسلامية بنشر الوعي الصحي بين حجاج تلك الدول ،، وأخذ الحيطة والحذر وأستعمال الكمامات وجلب الكوادر الطبية من تلك الدول بتجهيزاتها وأن تكون كل دولة مسؤلة عن حجاجها (صحيا) لإن النظام السياسي السعودي يرفض مساعدة اي دولة في تنظيم الحج لإعتبارات تشريفية ،، وبالتالي كما أعتقد وأكون جازما في ذلك ستمنع كثير من الدول الآسلامية حجاجها نظرا لإعلان منظمة الصحة العالمية غنه وباءا عالميا ،، وستكثر الفتاوى وأقوال أهل لاالعلم في تأجيل الحج لأسباب وأدلة وووو ..
- لو لم يحصل التأجيل فلا أعتقد أن نسبة الحجاج لهذا العام ستكون أكثر من مليون حاج ،، وباعتقادي أيضا أن ززارة الصحة السعودية ستعاني مسؤولية جسيمة جدا في الكشف عن مئات الحالات المصابة بهذا المرض ..
- ستنتشر أجهزة الكشف عن المرض في أجساد الحجاج في منافذ كثيرة جدا جدا في المللكة ،، وستعمد حكومة المملكة إلى توظيف الآلآف من الشباب بحوافز مادية مغرية جدا جدا بالتواجد في تلك المنافذ ..
- ستكون هناك زيادات ومستحقات مالية لبعض الجهات والأفراد في حال لم يعلن تأجيل الحج ،،
- أعتقد أن فكر الدكتور الربيعة فكر كبير جدا وأظن أن وزارته ستعتزم إطلاق حملة لتوسيع نطاق تطعيم الحجاج ضد الأنفلونزا إلى جانب الفحوصات الطبية المتكررة التي يخضع لها الأجانب الذين يرغبون في زيارة المملكة لحج هذا العام عن طريق المنافذ المعتمدة في المملكة ،،
- يا سبحان الله عندما قرأتُ صباح هذا اليوم هذا الحديث النبوي العظيم " من حج فلم يَرْفُث ولم يَفْسُق رجع كيومِ ولدتْه أمُه "
متفق عليه.
قلتُ في نفسي : ذلك اليوم الذي يخرج فيه الجنين من بطن أمه غالبا لاتكون فيه أي أمراض لإنه خرج من مصنع غذائي صحي نفسي متكامل وبالتالي فهو خرج من جو صحي رباني إلى جو صحي للبشر له يد في تلويثه فوصف النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
" رجع كيوم" قلتٌ في نفسي لماذا ذكر كلمة " رجع" ولم يذكر كلمة غيرها ،، وأحسست أن رجوع الحاج لبلده من مكة الطاهرة المشرفة لن يصيبه أذى من ربه بإذن الله ،، مع الأخذ بالأسباب التي أوجبها علينا الخالق .. وإن أصابه ضرر أو وباء وهو في الحج أو بعد نهاية الحج وتعرض لأقسى الضرر كالوفاة فبشره رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالجنة بقوله : والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ..
- إذا تم تأجيل الحج لهذا العام فإن المملكة ستخسر المليارات من الدولارات ،، وكثير من المطوفين وأصحاب الحملات الذين أستأجروا الفنادق والأماكن بعقود طويلة سيخسورن المئات من الملايين من الدولارات بسبب إلغاء حجوزاتهم ،،
- عليه أنا من وجهة نظري الشخصية ومن خلال دراستي البسيطة لهذا الموضوع في الأيام السابقة أرى أن الحج هذا العام سيكون مفتوحا للجميع ولن يكون هنتاك منع على المستوى الشرعي والسياسي في المملكة ،،من يرغب بالمجيء فستفتح له السعودية أيديها كعادتها ،، ومن رغب بعدم المجيء فحياه الله في السنة القادمة ،،
والله أعلم ..
كتبه / أبو مروان
|