عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2009, 03:21 PM   #13
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل الخوض في المقارنة بين الكائنات المجهرية والجن نود أن نسلط الضوء على نقطة تعتبر إشكالا في موضوعنا بحث أنها تعيق الفهم الصحيح لما نصبو إليه

طالما قرأت وسمعت بعض الأفاضل يذكرون أن الجن "غيب" ولم أفهم ما قصدهم من كلمة "غيب"...

هل هو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله؟ الغيب المطلق.

أم الغيب النسبي الذي يمكن أن يعلمه البعض وهو محجوب عن البعض الآخر؟
أم ماذا؟ (مع العلم أن الجن أيضا لا يعلم الغيب)

إلى أي غيب ينتمي عالم الجن؟

هل هذا يعني أننا، كمسلمين، لا يجب أن نبحث في عالم الجن لأنه "غيب"؟

هل يجوز لي شرعا أن أبحث في موضوع الغيب (عالم الجن بالنسبة لموضوعنا)؟

وهل يجوز لي شرعا أن أدخل منتدى خاص بالجن والعفاريت وأقوم بمشاركات حول موضوع الجن الذي يرى البعض أنه ينتمي لعالم"الغيب" ؟
هذه بعض التساؤلات التي يمكن أن تطرح...

*******************************

المسلم أيها الأحبة يعتقد بوجود عالمين ..عالم الغيب وعالم الشهادة ...

والمسلم لا بد أن يميز بين الغيب المطلق والغيب النسبي ..

أما الغيب المطلق فلا يعلمه إلا الله ...

أما الغيب النسبي فيمكن أن يطلع عليه الخلق، إن أذن الله بذلك...

وما بقي فهو يقع في عالم الشهادة ...نستكشفه بأدواتنا من عقول وضعها الله فينا ...

فكل شيء على هذه الأرض, في أقطار السماوات ..خاضع للبحث والتنقيب والاستفسار ..يدرك معناه أولوا العلم المختصون كل في مجاله ...

وأما الجن موضع النقاش ...فهي مخلوقات غيبية بمعنى غائبة عن أعيننا وليس عن كل حواسنا أخبرنا الله بوجودها في كتابه العزيز ووصفها بأنهم يروننا من حيث لا نراهم ...أي أنها تقع في عالم الغيب النسبي الذي لنا عليه سلطان .

هل عدم الرؤية وحده كاف لكي نقول أن الجن ينتمي لعالم الغيب المطلق؟

وهل للغيب مدلول واحد؟
سؤال يتكرر باستمرار عند الكثير من الناس وسوف نحاول أن نسلط عليه بعض الضوء علنا ننفع به القارئ الكريم...

أمرنا ربنا سبحانه أن نتدبر آيات القرآن الكريم كما أمرنا أن نتخذ الشيطان عدوا ولا أظن أن البحث في خصائص العدو ومكوناته لاتقاء شروره "عبث"... أو منهي عنه...

لكي ننتصر على "العدو" يجب علينا أن نعرف قدراته وخصائصه ووسائله وحلفائه ويجب علينا أن نعد العدة ونجهز أنفسنا لكي لا يفاجئنا على حين غفلة كما يجب علينا أن نهيئ علماء مختصين في كل الميادين وخاصة الميادين الدفاعية وأن نرصد ميزانيات هائلة للبحث العلمي والتقني...
وأن نشكل وزارة للدفاع وجيشا جرارا مجهزا بوسائل على أحدث طراز....
هذا إذا كان العدو من بني جلدتنا.

أما عدونا الأول "إبليس" وجنوده فنحن (المسلمين) متهاونين في إنشاء "خط دفاعي" يقي البشرية من شروره ومصائبه ....
وأول شيء علينا فعله (من وجهة نظري المتواضعة): البحث عن خصائصه ومداخله...

فلو كان الجن غيبا مطلقا لما طلب منا أن نتخذه عدوا في عالم الشهادة على ساحة المعركة : الكرة الأرضية.

قال تعالى في محكم تنزيله:
(ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى قال اهبطا منها جميعاً بعضُكم لبعض عدوٌّ فإمّا يأتينكم مني هدىً فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرضَ عن ذِكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشُره يوم القيامة أعمى قال ربِّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسِيتها وكذلك اليومَ تُنسى)طه 122-126



وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ(الأنعام 112)

(إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }(فاطر: 6)(فاطر/6)


(إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا(الكهف/50)،
-إ ِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ(الأعراف/27).
- قال ابن زيد: "قبيله" نسله، وقال مجاهد: أي الجن والشياطين...


عدونا الأول والأخير هو الشيطان لعنه الله إن نحن تمكنا من الانتصار عليه فإننا لا محالة سننتصر على كل أوليائه لأنه هو بؤرة الشر ومنشأ كل المصائب والويلات التي تصيب البشرية...

بحثنا عن صفات عدونا الشيطان يجب أن يكتمل بتتكاثف الجهود في شتى الاختصاصات...
وفي بحثنا هذا نود أن نصل إلى صورة حقيقية -ولو جزئية- عن عالم الجن، الذي يشاركنا تفاصيل حياتنا، إنطلاقا من القرآن الكريم والحديث الشريف ثم العلوم التي تراكمت عبر الحقب...

الخلاف الأساسي القائم بين العلماء المسلمين منذ عهد قديم هو حول نقطة مركزية: مشاركة الشيطان هل هي مجرد وساوس وتزيين... أم أنها تتعدى ذلك إلى مشاركة مادية فعلية؟

حينما يقول لنا الشرع أن الشيطان يبيت معنا ويأكل معنا ويجامع معنا (طبعا إن لم نسم) ويجري منا مجرى الدم ويشاركنا الأموال والأولاد ويصيبنا بالأمراض و...و... هل هذه المشاركة حقيقية أم مجازية...هذا جزء من المشكلة.


ولنرجع لكلمة الجن غيب حتى لا نشتت موضوع المشاركة
كلمة "غيب" تتضمن عدة مستويات: الساعة غيب، والملائكة غيب والأحداث التي وقعت في الماضي غيب والأحداث المستقبلية غيب أيضا والأحداث التي تقع في شتى أنحاء الكرة الأرضية في هذه اللحظة غيب بالنسبة لبعض البشر... نحن لا نعرف ما ذا يحدث الآن في غزة أو في السجون الإسرائيلية وهذا غيب بالنسبة لك ولي، ...

هناك غيب مطلق لا يمكننا معرفته بنص القرآن كالساعة وماذا تكسب غدا وفي أي أرض تموت ووقت موتك...

وهناك غيب جزئي يعلمه البعض وهو غيب بالنسبة للبعض الآخر كالأحداث التاريخية الماضية...

الذرة مثلا كانت غيبا لعهود طويلة لكن بعد أن اكتشفها العلماء لم تعد غيبا...نفس الشيء بالنسبة لأشياء أخرى كثيرة في الماضي القريب كانت غيبا لكن في الحاضر أصبح جزء منها ضمن عالم الشهادة ...

كلمة غيب بالنسبة للجن تعني غائبة عن بعض حواسنا أو إدراكنا... لكن بإمكاننا أن نراهم إن سمح الله لنا بذلك طبعا كما سمح لبعض الحيوانات برؤيتهم كالكلاب والحمير وهذا يعني أنها ليست غيبا مطلقا...

هل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الناس يعرفون الذرة؟؟ ألم تكن غيبا بالنسبة إليهم؟ ألم تكن غائبة عن حواسهم وإدراكاتهم...

ما معنى كلمة غيب؟ الجواب التفصيلي على هذا السؤال يحل الكثير من المشاكل التي يتخبط فيها العديد من الناس ونحن من ضمنهم طبعا...



ننبه أيضا أن معظم الناس يجهلون تماما معنى كلمة "غيب" كما وردت في القرآن والسنة النبوية المشرفة.

التعريف الذي أوردته في مداخلتي هو تعريف لغوي لكنه لا يخرج عما ورد في القرآن والسنة، وأدلة ذلك تجدونها فيما يلي:

يتميز المسلم عن الكافر بالإيمان بالغيب الذي لم يره ولم يشاهده وإنما يؤمن به لخبر الله وخبر رسوله فهذا الإيمان هو تصديق مجرد لله ورسله سواء شاهده أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله أو لم يهتد إليه عقله وفهمه بخلاف المكذبين للأمور الغيبية؛ لأن عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم ومرجت أحلامهم وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدى الله.

ويدخل في الإيمان بالغيب - أحوال الآخرة وحقائق أوصاف الله وكيفيتها، وما أخبرت به الرسل من ذلك... والإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلية أي كل الأمور التي سبقت ولم نرها والتي ستحدث في المستقبل ولن نشاهدها - حتى الأمور التي في وقتنا لكنها بعيدة عنا ولا سبيل لنا للوصول إليها ومعرفتها هي غيب بالنسبة لنا، متى أو أين يسقط المطر؟ ماذا تحمل هذه الأنثى أو تلك؟ ما رزقك متى تموت كلها أمور غيبية...

لكن ليس كل ما قيل عنه أنه غيب هو غيب بالفعل لأن من معاني الغيب ما غاب عنك في لحظة من الزمن ولكنه لم يغب في لحظة أخرى أو عن أناس آخرين. قال تعالى: " حافظات للغيب " أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب، تحفظ بعلها بنفسها، وماله، وذلك بحفظ الله لهن، وتوفيقه لهن. فالغيب تعني هنا الغياب عن المكان وعدم التواجد فيه. . والمغيبة هي المرأة التي غاب عنها زوجها(حافظات للغيب) صائنات لنفوسهن في غيبة أزواجهن كما يصنها في حضرتهم.

...


 

رد مع اقتباس