منهجي في كتابي أسس علم التوتر
السلام عليكم
منهجنا في هذا الكتاب
عندما أكتب فأحيانا أكتب بلسان المفرد وأحيانا بلسان الجمع، فهذه طريقتي في الكتابة، ولا أستطيع أنْ أتخلص منها..
الأوزان التي نستخدمها في الكتاب
نستخدم في هذا النموذج عدة أوزان، ونعني بها:
لنبدأ بالوزن: مَفْعَلَة: السبب الذي يُفْضِي إلى الشيء.. مثال: لو قَوْلَبْنَا كلمة حكّ بهذا الوزن، فستكون: مَحْكَّة: وتعني الأسباب التي تُفْضِي إلى حَك. ماذا عن الكلمات: حزن، فسن، شك، عض، هيذ؟ تصير هكذا:
مَحْزَنَة: الأسباب التي تُفْضِي إلى حزن.
مَفْسَنَة: الأسباب التي تفضي إلى فسن.
مَشَكَّة: الأسباب التي تُفْضِي إلى شك.
مَعَضَّة: الأسباب التي تُفْضِي إلى عض.
مَهْيَذَة: الأسباب التي تُفْضِي إلى هيذ.
ولكن كيف نُمَيِّز بين الأسباب الملزومة التي تُفْضِي إلى المَفْعَلات السابقة والأسباب اللازمة التي داخل الجسد، أقصدُ الإفرازات: إنْ في الدم، وإنْ في الأعصاب؟
لقد استخدمنا ميزانان لكي نُمَيِّز بين الأسباب الملزومة والأسباب اللازمة، أقصدُ الإفرازات التي تَحْدُث في الدم، وكذلك الأعصاب، وهما: أفْعُول، وإفْعُلان.
ولكن قبل أنْ نَبْدَأ بشرحمها، فلنشرح ثلاث كلمات متعلقة بالوزن أفْعُول: وهي: الخارجي، والداخلي، والمَفَسِي:
الخارجي: نعني به الأشياء التي خارج إنسان – والحيوان -، حيث يمكن أنْ يكون إنسان آخر، أو حجرة ، أو أسد، بل يمكن أنْ تعني علاقة توترية بين أسد وأسد آخر..
الداخلي: نعني به: أي شيء متعلق بجسد إنسان، كشكلة، أو حركاته، أو ضحكاته، إلخ..
المفسي: نعني به: الأفكار والمعقولات النفسية، والعادات، والتقاليد، والدين..
إذن لنِبْدَأ بشرع الوزنان: أفْعُول، وإفْعُلان:
الأول: أفْعُول (بفتح همزة الألف، وسكون الفاء، وضم العين): - ونعني به – الأسباب الخارجية، أو الداخلية، المفسية، التي تُفْضِي إلى "توتر" في فئة التوتر البدئي، وَ"وُتَار" في فئة التوتر القُدُمِي، و"تَوْتَار" في فئة التوتر المستمر، وفئة التوتر الكربي؛ ولهذا إذا رأى ب في وقت ما ج، وكان ب يعرف أنَّ ج يسبب توترا، ويسبب صداعا – مثلا -، فيمكن أنْ يقول: جاء الأصْدُوع المرضي، أي الذي يسبب صُدَاعا؛ ولهذا فالكلمات التي استخدمناها في الوزن مَفْعَلَة تُسْتَخْدَم في الوزن أفْعُول على الشكل التالي: حك تصير أحْكُوك، وحزن: أحْزُون، وفسن: أفْسُون، وشك: أشْكُوك، وعض: أعْضُوض، وهيذ: أهْيُوذ..
قبل أنْ ننتقل لشرح الوزن إفْعُلان، لنشرح كلمتان متعلقتان بهذا الوزن، وهما: "ترو"، و"روت”:
ترو: تعني الإفرازات – الدرل (الأدرينالين) منها - التي تُفْضِي إلى "توتر" عندما يَحْدُث بموزاته "روت”:
روت: تعني الإفرازات التي تَحْدُث في الأعصاب، والتي دونها لا يَحْدُث توتر:
نلاحظ أنْ الكلمتان: “ترو" و"روت" مطويتان داخل كلمة "وتر (توتر)”؛ والمعنى هو أنَّ الـ"توتر" لا يَحْدُث بإحدهما دون الآخر، فلو وُضِع في الدم "ترو" لمَا أفْضَي إلى "توتر"، ولكن لو وُضِع في الأعصاب "روت" لأفْضَي إلى "توتر"؛ وذلك لأنَّ الذي في أعصابه "روت" يَشْعُر بثقل؛ ولهذا يـ"غضب" أو يـ"حزن"؛ فينفرز الـ"ترو"..
بعد أنْ شرحنا الكلمتان: "روت" و"ترو"، فلننتقل لشرح الوزن إفْعُلان والأوزان المتعلقة به مباشرة وهي: "فعل"، و"فُعَال"، و"تَفْعَال”:
الثاني: إفْعُلان (بكسر همزة الألف، وسكون الفاء، وضم العين، وفتح اللام): - ونعني به – الـ"ترو" الذي مساره الدم، والـ"روت" الذي مساره الأعصاب؛ ولهذا فإذا حصل ضيق في الصدر عندما يكون الذي يَحْدُث فيه الضيق "متوتر"؛ فإنَّ كلمة ضيق تصير: إضْيُقَان، والمغص الذي في قشرة البطن يصير من حيث الكلمة: إمْغُوصَان، والخنق: إخْنُقَان، والخنه: إخْنُهَان، والشك: إشْكُكَان، واللحس: إلْحُسَان، وهكذا دواليك.
لننتقل الآن لشرح الأوزان الثلاثة: فعل، و"فُعَال" و"تَفْعَال":
فعل: - نستخدمه - للذي لا يعاني روات (روت مرضي).. مثال: "صَدْع"، و"شَق"، و"أهف"، و"دور"، و"رف"، الكلمات السابقة نستخدمها للذين لا يعانون من "روات"، فالذي يجري في أعصابهم - هو - "روت" وليس "رواتا":
فُعَال: - نستخدمة – للذين يعانون من "رُوات"، أي "روت مرضي"، وليس للذين يعانون من "روت"، ولا "تروات”:
تَفْعَال: - نستخدمه – للذين يعانون من فرط الروت، أي يعانون من "تَرْوَات”.
وبناء على شرح الوزنان أفْعُول، وإفْعُلان: فإنَّ الأفْعُولات (جمع أفْعُول) هي سبب الإفْعُلانيات؛ ولهذا فالـ"إفْعُلانيات" تدور مع الأفْعُلات وجودا وعدما..
بقي علينا أنْ نذكر ميزان متعلق بالميزان إفْعُلان، وهو من أهم ما في الموضوع، بل لولاه لمَا كُتِب هذا الكتاب، وهو مُفْعِيل، وله أوزان متعلقة به وهي: فعل، و"فُعال” و”تَفْعَال”:
مُفْعِيل (بضم الميم، وسكون الفاء، وكسر العين): - ونعني به – الـ"روت" الذي يَبْقَى بعد أنْ يزول الـ"توتر"، فالـ"توتر" عندما يزول يتميز بزول الـ"ترو" من الدم، أمَّا الـ"روت" في الأعصاب فيبقى مدة زمنية أطول، حيث يتميز في فئة التوتر البدئي بإنَّه "روت متلاش"، ولكن يُسْتَثْنَى من أصحاب فئة التوتر البدئي مجموعة تديم الـ"توتر"، والذين يديمون الـ"توتر" يَحْدُث فيهم "روت مَشْدَدِي" وهو الـ"رُّوات" (روت مرضي)، ولكن هناك من لا يديم الـ"توتر" بل يَحْدُث فيه "روت مَشْدَدِي" بسرعة..
بشأن الأوزان المتعلقة بالوزن مُفْعِيل، وهي: فعل، و"فُعَال"، و"تَفْعَال"؛ فإنَّها تختلف عن المتعلقة بالوزن إفْعُلان، فالمتعلقة بالوزن إفْعُلان يكون صاحبها "متوتر"، أمَّا المتعلقة بالوزن مُفْعِيل فلا يكون "متوتر”..
*****
إذا فهمنا ماذا نعني بالوزن مَفْعَلَة؛ فإنَّنا نفهم أنَّ كلمة مَثْوَرَة: هي ما أفْضَي إلى ثَوْرَة.
إذا فهمنا هذا فالنطرح موازيننا بهذا الشأن:
أفْعِلانٌ = مثورة صاعدة
فِعِلان = مثورة نازلة
فِعُلان = مثورة متساوية
فَعِلَى = قرين تصاعدي
أُفْعَلَى = قرين متساوي
فُعَلَّى = قرين تنازلي
نلاحظ أنَّه لا يوجد كلمة مَثْوَرَة في الأوزان المتصفة بالقرين، والسبب هو أنَّها تكون مقرونة بوزن متصف بمعنى مَثْوَرَة.
****
لقد توسلنا بالوزن فِعْلَيَان، وعنينا في ما عنينا بالوزن تَفْعَال، ولكن خارج المرض، فالوزن تَفْعَال تُوُسِّل به قليلا خارج إطار المرض.
****
توسلت بوزن آخر ليعني "ما وراء" وهو فَعْلُوَان، ولكن لم نتوسل به كثيرا، ولا أدري ما إذا سيبقى الحال في المستقبل بشأن هذا الوزن على ما هو عليه أو سيتغير، إذن فالوزن فَعْلُوَان تعني ما وراء، فلو أردنا أنْ نضع كلمة طبع (طبيعة) فتكون: طَبْعُوان، و"نص" تصير نَصُّوَان، وحلم تصير حَلْمُوان.
|