عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2009, 11:33 AM   #3
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


العقل والعاطفة

لا بد من أنْ أوضح هذه المسألة على الوجه الصحيح، فهي شِوَكْيََانية، فكثير من الناس يجعل العاطفة في مقابل العقل، وهي مقابلة غير صحيحة إذا لم تُقَيَّد، وبقيت مطلقة؛ ذلك أنَّ العقل يكون حاضرا عندما تكون العاطفة متأججة بنسب متفاوتة، وليس غائبا، فكل ما هنالك أنَّ صاحبه أُجِّجَ .. ولكن ألا ترون أنَّ كلمة عاطفة غامضة وتحتاج تحديد، لا بل طرح بديل عنها؛ فالعلم لا يرض عن التحديد بديلا؟.. والبديل التحديدي هو:
أولا في الغضب، والغيظ، والمقت، والكره، والبغض، والكظم والحزن، والبث، والهم، والغم، وما دار في فلكها:

الإفْعُلانيات: هو اسم جامع للموترات في الأعصاب والدم، وليس أحدهما دون الآخر.

روت: هو اسم جامع لجميع الافرازات وتشكلاتها، التي في الأعصاب، المُشْعِرة بالغضب ومشتقاته، والحزن ومشتقاته، والكظم ومشتقاته، وما دار في مدارها.. أُبَرِّئ ذمتي أمام الله والناس من استخدام بحثي لأغراض تضر بالإنسان – أي إنسان -، فأهل الحروب على ما أعتقد سيستخدموه؛ فيجعلوا حياة الناس جحيما، وأسأل الله أنْ يجد العلماء دواء لهذا المرض قبل أنْ يستخدمه مجرمي الحروب، في إيذاء الناس، فلقد كتبت بحثي هذا للكشف عن هذا المرض أولا، ولكي يُسَاعِد العلماء على إيجاد دواء له ثانيا.. لِنَعُد إلى الموضوع، لا بل لِنَبْقَ في الموضوع فنحن لم نخرج عنه، من حيث هو متعلق بـ"علم التوتر”:

ترو: هو اسم جامع لافرازات الغضب والحزن الكظم، إلخ، التي مسارها الدم فقط.


ثانيا في الفرح.. الاستحسان، والصبابة، والغرام، والحب، والعشق، والتيم، والشغف.. وما دار في فلكها:

مَوْرَحة : وَرَح: هي اسم جامع لجميع فروع الافرازات وتشكلاتها، التي في الأعصاب والدم – وليس العصب دون الدم، أو العكس - المشعرة بالحب، والفرح، والعلاقة، والصبابة، والهيام، والتيم، والسكينة المشابة بشيء من هذه، وما دار في فلكها، وهو بهذا يطابق الموترة من حيث هي اسم جامع لجميع فروع الافرازات التي في الأعصاب والدم.. الذي يتحكم بمقدار الوِرَنْحَى هو الوُرِنْحَى، فالصُبِنْبَى ليس كالعُشَنْقَى – مثلا -، فكلما اشتد الباعث كثر الوِرَنْحَى، والعكس بالعكس.. ولكن إذا عَشِقَ إنسان بآخر، وحالت ظروف بينه وبينه؛ فإنَّ الروت ينفرز بكثرة، وهو بداية المرض إذا داوم صاحب هذا الحال حاله، بعكس ما لو كانت الصبابة بدل العِشْق..

سأستعمل لكلمة ورح وما دار في فلكها، وزنان:
الأول: فُعِنْلَى: تحمل مفسية.
والثاني: فِعَنْلَى: تحمل دمصلية (الدم والأعصاب).
وبناء عليه، فكلمة وُرِنْحَى تعني مَوْرَحَة مفسية، وكلمة حُسِنَّى تعني محسنة مفسية، وكلمة صُبِنْبَى تعني مصببة مفسية، وكلمة غُرِنْمَى تعني مَغْرامة مفسية، وكلمة حُبِنْبَى تعني محبَّة مفسية، وكلمة عُشِنْقَى تعني معشقة مفسية، وكلمة تُيِنْمَى تعني متيمة مفسية، وكلمة شُغِنْفَى تعني مَشْغَفة مفسية..
كما أنَّ كلمة وِرَنْحَى تعني مَوْرَحَة دمصلية (الدم والعصب)، وكلمة حِسَنَّى تعني محسنة دمصلية، وكلمة صِبَنْبَى تعني مورحة دمصلية، وكلمة غِرَنْمَى تعني مغرمة دمصلية، وكلمة حِبَنْبَى تعني محبَّة دمصلية، وكلمة عِشَنْقَى تعني معشقة دمصلية، وكلمة تِيَنْمَى تعني متيمة دمصلية، وكلمة شِغَنْفَى تعني مشغفة دمصلية، وهكذا دواليك.. لن أُقَوْلِب كلمة نَرَح، ولا كلمة رَحَن في هذا الميزان، على الأقل حتى هذا الوقت، وهذا ينطبق على الميزان فُعِنْلَى أيضا..

نَرَح: هو اسم جامع لافرازات الاستحسان، والصبابة، والغرام، والحب، والعشق، والتيم، والشغف، الخ، التي في الدم فقط.

رَحَن: هو اسم جامع لافرازات الاستحسان، والصبابة، والغرام، والحب، والعشق، والتيم، والشغف، الخ، التي في الأعصاب فقط.

وعليه، الذي جعل البعض يقول: أنَّ النفس لا تكبر، هو: أنَّ الإفعلانيات والوِرَنْحَى لا تَتَغَيَّر منذ أنْ يكون الشخص جنينا إلى أنْ يموت، فالافرازات هي الإفرازات، فهي ليست في الطفل فرع وفي العجوز فرع آخر تطورعن عن الفرع السابق، والإختلاف بينهما سببه الأمْفُوسات، والوُرِنْحَى، وهذا يقضي على استقلالية النفس التي علقوا عليها هذه الأشياء..

المصطلحات الستة السابقة تنطبق على الإفرازات المكتشفة وغير المكتشفة، فهي مصطلحات جامعة، فالـ"ترو" – مثلا – يتفرع عنه الدرل (أدرينالين)، فهذا منهجي في هذا الكتاب، يجب أنْ يبقى كل شيء مفتوحا، وإعلان الجهل متى اقْتَضَى الأمر، وقول: لا أدري لا يُعِيب، ويجب ألاَّ يُخْجَل منه..

بعد أنْ ذكرنا الإفْعُلانيات، والرَوْت، والتَرَو، والوَرَح، والنَرَح، والرَحَن، لِنَبْدَأ في تقسيم العقل، بناء على ما قدمنا:

1: عَقَن وعقظ، عندما يكون الإنسان مصيبا، وهما المقصودان في القرآن عندما يُذكر العقل: مثل:”أفلا يعقلون"، وكذلك لدى أهل الأديان الأخرى، والمذاهب الوضعية، ولكن لكل من هؤلاء طريقته في استخدام هذين المصطلحين، قد تصل إلى التناقض في بعض الوجوه، فالملحد مثلا يرى أنَّ الإنسان إذا توصل إلى أنَّ الله غير موجود، وأنَّه مجرد فكرة مفسية، وأنَّه ليس من الصحيح أنَّ الله هو الذي خلق الإنسان، بل الصحيح هو أنَّ الإنسان هو الذي خلق الله، وكان هادئا عندما توصل لهذه القضية فإنّه (الملحد) يسميه (الذي توصل إلى القضية) بمصطلحنا عَقَني في المسألة المذكورة، ولكن المؤمن يعترض فيقول: أنَّ هذا غير صحيح، فنحن نعلم أنَّ لكل سبب مسبب، وإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فلا بد أنْ يكون الإنسان مخلوق من الله، والله لا يحتاج لخالق لكي يُوجِده، فأنت أيها الملحد تقف عند حدود المادة ولا ترى أشياء طَبْعُوَانية (ما وراء الطبيعة)، وترى أنَّها قائمة بذاتها لا تحتاج لمُقَوِّم، وبهذا فأنت ونحن انطلاقا من هذا الكلام نرفض التسلسل الذي في الطرف الأول (الماضي – يجب إلا يُظن من هذا الكلام أنَّ الله في زمان -)، فكل ما هنالك أنَّك تقف عند حدود المادة، وترى أنَّ المِعْقَال وعقله، من نتائج المادة العمياء، التي لا غاية لها، تضرب في بعضها من كل اتجاه، ولم تكن المادة الأولى تعلم أنَّ المصادفات – حسب تعبيركم – يمكن أنْ تنتج المِعَقْال وعقله منه، وكيف تدري وهي متقدمة على المِعْقَال وعقله؟!.. أما نحن فنرى إبداع المادة الأولى من الله، وَخَلْق الإنسان ومِعْقَاله، ومَعْقَلَته، وعَقْله، وعَقِلَته من الله تعالى، فالله منح الإنسان مِعْقَالا ومنحه القدرة على العَقْل بمِعْقَاله ليكون حرا، لا مُطَبِّق لمسرحية كُتِبَت سلفا، ونرى أنَّ الوعي لا يخلقه إلا واعٍ، وليست المصادفات، دون أنَّ نَجْعَلَ الوعي التالي (المخلوق) فوق المادة، ونراه مخلوقا لله سبحانه وتعالى، وبهذا الكلام نرى الإختلاف في فهم الأشياء وتعريفها، ويبدو أنَّ هذا الإختلاف لن ينتهي، ولكن يمكن أنْ تقل حده حين من الدهر، ولكنه لن يختفي، ما دامت الأرض والسموات..
مصطلح العقظ – من حيث هو أفهوم - هو مَوْضِع اختلاف بين الفرق منذ القديم أيضا، ونحن هنا لا نكترث لهذه الإختلافات بقدر اكتراثنا لوضع المصطلح في مكانه الصحيح، من حيث هو في الجسد..
أرجو ألا نحصر المصطلحان في المثال السابق، فكل الأمثلة في الحياة داخلة في المصطلحين السابقين، إذا كان الذي وصل إليها صائبا – الكل يريد أنْ يجعل أقواله صائبة -..


عَقَن: الذي يفكر بهدوء ويصيب، أقصد أنَّ الذي يفكر دون أنَّ يكون غضبانا، أو حزينا، أو يشعر بحب، فيصيب أو يكون صائبا، فإننا نصطلح عليه في موضوعنا هذا "عَقَني".. أرجو ألا يخطئ أحد فيظن أنَّ الحزن والغضب مصدرهما القلب دون غيره، فالشعور الذي يشعر به الغضبان والحزين في الصدر، يجعله يخطئ فيظن أنَّهما متعلقان بالقلب، والحقيقة أنَّ هذا الشعور يكون في كل الجسد بنسب متفاوتة، حيث يُشْعَر به في الصدر – ولا أقول القلب تحديدا – أكثر من غيره، لأنَّ منطقة الصدر حساسة لوجود الروت فيه أو بقربه، فوجوده هناك يُحْدِثُ حمى (من فرع معين)، وهذا ما يجعل الناس يظنون أنَّ مصدرهما القلب، ولو راقبوا هذه العملية جيدا، لعلموا أنَّ البطن المحاذية للصدر يَحْدُث فيها هذا بنسبة معينة، ولأشهروا سيف الشك في وجه ظنهم هذا، ولوصلوا إلى حقيقة أنَّ هذه المادة تكون في كل الجسد بنسب متفاوتة، أو قل إنَّ درجة حساسية الأمكنة هي مصدر هذا الخطأ لديهم، فهم يظنون أنَّه لكي يكون هذا مثل ذاك، فلا بد أنْ يكون الشعور بهما واحدا؛ وبهذا يلقوا بدرجة حساسية الأمَواطِن إلى المزبلة..


عَقَظ: الذي يفكر ويفرز الكثير من الموترات ويصيب، أو يكون صائبا.. هذا يحدث في كثير من حقول الحياة، منها المختبرات العلمية، ومنها حياة الناس العادية..
مثال على حدوثه في المختبرات العلمية:
اكتشف أحد العلماء اكتشافا، فاستعجل في إخبار الناس عنه، ولكن علم أنَّ به ثغرات، فعاد لمختبره ولكنه كان يبحث عن الحلول بتسراع، ومع هذا فقد نجح في سدها.. كما ترون الجزء الأخير من هذا المثال يوضح أنَّ العالم يمكن أنْ يتسرع فيصيب، رغم أنَّ الهدوء أفضل فهو يجعل المِعْقال صافي من المَزَلات..

مثال على حدوثه في حياة الناس العادية:
دولة ينخر فيها الفساد يجيء أحد الناس فيها فيتكلم عن وضعها، وعن وجوب التغيير فيها، فيتكلم بتوتر مبين، ثم يكون مصيبا فيما يقول، فهذا عاقل متوتر في الحال الذي كان فيه في مثالنا هذا، ونسمي فعله هذا عَقَظ وصاحبه عَقَظي..

مثال ثانٍ:
إخوة في الدين أو القومية، إنْ تعرضت فئة منهم إلى الظلم على يد أهل دين آخر أو قومية أخرى، فلا شك أنَّ الإخوة في الدين أو القومية سيهبوا بطريقة ما، لنقل أنهم هبوا كلاميا - إذا كان غير الكلام يتجاوز مقدرتهم، لأنَّ فئة منهم منعتهم من نصرة إخوتهم -، فكان بعض الذين هبوا كلاميا يتكلمون بتوتر شديد، فيقول لهم أحد الناس من جماعتهم أنكم عاطفيون – بمصطلحم -، ولكن الذي يرد عليهم موقفه يعميه من النظر الصحيح، فيصفهم بصفات (التوتر)، قبل أنْ تكون لديه خلفية جيدة حول الموضوع، وعَقْله للمسألة ناقص، ولو عَقَلَها جيدا لكانت ردوده مختلفه، ولَعَلِم أنهم متوترون مصيبون، وهم ما نطلق عليهم هنا عقظيون (عقظ)..


2: قَعَك ظَقَع: عندما لا يكون صاحبها مصيبا.. هذان المصطلحان حسب القرآن مرذولات، ويوصفات بعدم العقل، ولكنهما ليسا مرزولان عندما يتعلقان بالبحث العلمي، فالخطأ هناك وارد..

قَعَك: الذي يفكر بهدوء ولا يصيب.. راجع عقن، ولكن هنا النتيجة بعكس ما هو في عقن.. لا أحد معصوم عن الخطأ بين الناس، فكل امرئ خطَّاء، ويحدث هذا كثيرا في المختبرات العلمية، فالذي يريد أنْ يدخل المختبر وهو مصمم على ألاَّ يخطئ بنسبة 100% فننصحة بألا يدخل، فأحيانا يُدْخَل إلى المختبرات مع توقع نسبة نجاح ضئيلة.. ثم أنَّ حياة الناس العادية مليئة بالأخطاء، فلولا الأخطاء لما تقدم الإنسان خطوة واحدة، فهو قد نجح بفضل الأخطاء..


ظَقَع: الذي يفكر ويفرز الكثير من الموترات ولا يصيب، أو لا يكون صائبا..

يتبع


 

رد مع اقتباس