12-07-2009, 12:21 PM
|
#1
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الشك والشكذ
السلام عليكم
الشك والشكذ
الشك: تساوي طرفين بين إثبان شيء معلوم ونفيه، حيث يمكن أنْ يَحْدُث في سكينة أو أثناء توتر، وهو في هذا يختلف عن الشكذ الذي هو: شك توتر أو روتي متعلق دائما بشيء يُعْتَقَد أو يُظَن أنَّه سيئ..
لمزيد من التوضيع إليكم ما يلي:
أقوال أهل العدل والتوحيد (المعتزلة) في الشك من كتاب الحيوان، الجزء السادس، باب الشك واليقين، من صفحة 13 - 14، من المكتبة الشاملة، من قسم كتب الأدب:
الشك واليقين
وبعد هذا فاعرف مواضع الشّكّ، وحالاتها الموجبة له، لتعرف بها مواضع اليقين والحالات الموجبة له، وتعلم الشَّكّ في المشكوك فيه تعلُّماً، فلو لم يكن في ذلك إلاّ تعرُّف التوقُّف ثمَّ التثبُّت، لقد كان ذلك ممَّا يحتاج إليه.
ثمّ اعلم أنّ الشكّ في طبقاتٍ عند جميعهم، ولم يُجْمعوا على أن اليقين طبقاتٌ في القوَّة والضعف.
أقوال لبعض المتكلمين في الشك ولمّا قال ابن الجهم للمَكِّيِّ: أنا لا أكاد أشكّ قال المكّيّ: وأنا لا أكاد أوقن ففخر عليه المكيّ بالشكّ في مواضع الشّك، كما فخر عليه ابنُ الجهم باليقين في مواضع اليقين.
وقال أبو إسحاق: نازعت من الملحدين الشاك والجاحد فوجدتُ الشُّكّاك أبصر بجوهر الكلام من أصحاب الجحود.
وقال أبو إسحاق: الشاك أقربُ إليك من الجاحِد، ولم يكنْ يقينٌ قط حتى كان قبله شكّ، ولم ينتقل أحدٌ عن اعتقادٍ إلى اعتقاد غيره حتّى يكون بينهما حالُ شكّ.
..
وقال عمرو بن عُبيد: تقرير لسانِ الجاحد أشدُّ من تعريفِ قلب الجاهل.
وقال أبو إسحاق: إذا أردت أن تعرِف مقدار الرجل العالِم، وفي أيِّ طبقةٍ هو، وأردت أن تدخِله الكورَ وتنفخ عليه، ليظهر لك فيه الصّحَّةُ من الفساد، أو مقدارُه من الصّحَّة والفساد، فكن عالماً في صورة متعلِّم، ثم اسأله سؤال من يطمع في بلوغ حاجتهِ منه.
.. العوامُّ أقلُّ شكوكاً من الخواص، لأنَّهم لا يتوقَّفون في التصديق والتكذيب ولا يرتابون بأنفسهم، فليس عندهم إلاّ الإقدامُ على التَّصديق المجرّد، أو على التكذيب المجرد، وألغوا الحال الثالثة من حال الشَّكّ التي تشتمل على طبقات الشك، وذلك على قدر سُوء الظنِّ وحُسن الظّن بأسباب ذلك، وعلى مقادير الأغلب." انتهى كلام الجاحظ. مكان النقطتان يوجد كلام قد حذفتُه.
جاء في كتاب: في علم الكلام، دراسات فلسفية لآراء الفرق الإسلامية في أصول الدين، "1" المعتزلة، تأليف الدكتور أحْمَد مَحْمُود صُبْحِي:"من أطرف مناظرات العلاف مع الشُّكَّاك ما حَدَثَ بينه وبين صالح بن عبد القدوس الذي مات له ابن فذهب إليه العلاف فرآه حزينا فلما واساه العلاف رد صالح: جزعت على ابني لأنه لم يقرأ كتاب (الشُّكُوك) قال العلاف: وما كتاب الشُّكُوك؟ قال: كتاب وضعته، من قرأه شك فيما كان حتى يتوهم أنه لم يكن، وفيما لم يكن حتى يظن أنه قد كان، فقال العلاف: فشك أنت في موت ابنك حتى كأنه لم يمت وإن كان قد مات، وشك أنه قد قرأ كتاب الشُّكُوك وإن كان لم يقرأه، (المنية والأمل ص 46 – 47)." على هامش صفحة 189.
كما نرى، لمَّا كان كتاب الشُّكُوك - لصالح بن عبد القدوس – يجعل الذي يقرأه يشك في الأشياء التي حدثت في الماضي، حتى يتوهم – القارئ – أنها لم تحدث، وكذلك يشك في الأشياء المستقبلية التي لم تحدث بعدُ، حتى يتوهم – القارئ - أنها حَدَثَت، ولمَّا كان الشك يبلغ من الإنسان هذا المبلغ، فقد كان عليه أنْ يشك في موت ابنه، حتى يتوهم أنَّه لم يمُتْ، رغم أنَّه مات، وكذلك أنْ يشك في أنَّ ابنه قد قرأ كتاب الشُّكُوك، وإنْ كان لم يقرأه، وقد صدق أبو الهُذَيْل العلَّاف – رحمه الله -..
مناظرة إبراهيم النَّظَّام مع المنانية، الذين يعتقدون أنَّ النور لا يُصْدِر إلا خيرا، وأنَّ الظلمة لا تُصْدِر إلا شرا:
لقد جاء في الكتاب نفسه (المعتزلة):"حدثونا عن إنسان قال قولا كذب فيه، من الكاذب؟ قالوا الظلمة، قال: فإنْ ندم بعد ذلك على قوله الكذب وقال قد كذبت وأسأت فمن القائل؟ فتحيروا ولم يدرون ما يقولون، فقال إبراهيم: إنْ زعمتم أنَّ النور هو القائل: "قد كذبت وقد أسأت" فقد كذب، لأنه لم يكن الكذب منه ولا قاله، والكذب شر فقد كان النور شر وهو هدم قولكم، وإنْ قلتم إنَّ الظلمة قالت:"قد كذبت وقد أسأت"، فقد صدقت والصدق خير، فقد كان من ظلمة صدق وكذب، وهما عندكم مختلفان، فقد كان من الشيء الواحد شيئان مختلفان: خير وشر على حكمكم، وهذا هدم قولكم بقدم الاثنين." من صفحة 222.
نرى في نقد إبراهيم النظَّام – رحمه الله – للمنانية تشكيكا لهم أولا في اعتقادهم، عندما سألهم عن ندم قائل الشر: هل يكون النور أم الظلمة؟ وبهذا السؤال أدخل إلى قلوبهم الشك، ثم أثبت أنَّ النور قد كَذَبَ عندما نسب إلى نفسه قول:"قد كذبت قد أسأت"؛ وبهذا فقد اقترف شرا بكذبه أنَّه القائل، ثم إنْ ردوا وقالوا: "بل الظلمة هي القائلة"، فهذا يعني أنْ الظلمة قالت خيرا؛ ولذلك فإنَّ كل من النور والظلمة يكون منهما خيرا وشرا؛ وهذا يعني أنَّ الشيء الواحد يمكن أن يصدر منه شيئان مختلفان: خير وشر على حكمهم؛ وبهذا يبطل مذهبهم..
شيئية المعدوم ودفع الشك عن إلزام قائليها بقدم المادة
من ألزمهم بقدم المادة؛ فإنما يلزمهم بما في نفسه لا ما في نفوسهم، وما تدل عليه أقوالهم:"هناك آيات تساند الموقف المعتزلي في مفهوم الشيئية، وأولها الآية المحكمة التي يستدل بها المعتزلة كثيرا، للدلالة على التنزيه المطلق لله:"ليس كمثله شيء" (الشورى:11) فهي لا تدل على أنه ليس كمثله موجود ما فحسب، بل كل ما يخطر على البال من تخيلات أو تصورات فالله بخلاف ذلك، وكذلك قوله تعالى:"وسع ربي كل شيء علما" (الأنعام: 80)، "وإن الله قد أحاط بكل شيء علما.." (الطلاق: 12)، فالشيئية لا تدل على الموجودات العينية فحسب، بل ما اصطلح على تسميته "بالمعدوم" أيضا، مثل يوم القيامة معدوم في الماضي والحاضر ولكنه معلوم لله، فعلم الله الأزلي يتعلق به تفصيلا مع كونه في الحال معدوما." المصدر نفسه صفحة 279 – 280.
مما سبق نستنتج أنَّ هناك تفرقة بين الوجود العيني للشيء، والوجود الذهني للشيء، فالوجود العيني يتعلق بشيء حدث في الماضي، أو شيء يحدث في الحاضر، أما الوجود الذهني فإنَّه يضيف المستقبل، بل يمكن صنع حمار برأس فأر في الوهم، أو كلب برأس خروف، وهذا الصنع يمكن أنْ يكون في الحاضر، وهي أشياء تتحقق في الأذهان لا الأعيان، على الأقل حتى الوقت الذي لم تكن متحققه فيه عينيا، هذا بشأن تركيب جزء من صورة شيء – كرأس الفأر مثلا – على جزء صورة شيء آخر – جسد الحمار بلا رأس مثلا -، وهكذا دواليك..
ولا مجال للقول بقدم المادة بناء على شيئية المعدوم، فلا يجوز إقحام مسائل عُولِجت خارج علم الكلام، في علم الكلام، فكلام الفلاسفة يلزمهم وحدهم، ولا يلزم المعتزلة، فالمادة القديمة التي تُمْنَح صورة لتخرج إلى الوجود، ليست من قول المعتزلة، ولا تلزم إلا قائليها من الفلاسفة، فشيئية المعدوم عُولجت لدى المعتزلة خارج إطار معالجة الفلاسفة لها، فهما موضوعات مستقلان، حتى وإنْ حصل تماثل في الأليات التي يتوسل بها كل منهما، وكذلك نوعية المواضيع المعالجة.
ثم على افتراض انهم قائلوها؛ فإنَّ المادة القديمة التي قال بها بعض الفلاسفة، ليست قديمة قدم الله، أي لا تتمتع بالأولية التي هي صفة لله، فوجودها لاحق، ووجوده سابق عليها – دون أنْ نتخيل الزمان بشأن الله، فالزمان شيء نسبي متعلق بالمادة في تحركها -؛ ولهذا فاستعمال كلمة الحدوث أوْلى من استعمال كلمة القدم، رغم أنَّه يمكن تقسيم كلمة القديم إلى قديم سابق، وقديم لاحق، كما سبق أنْ قلنا: فالقديم السابق هو الله، والقديم اللاحق هو المادة التي لا صُورَة لها، ثم أنَّ القديم اللاحق يمكن تقسيمه إلى قسمين: الأول: قديم غير مُصَوَّر، والثاني: قديم مُصَوَّر، ولا بأس لو قلت عن الأول: مُحْدَث غير مُصَوَّر، والثاني: مُحْدَث مُصَوَّر، لأوْلوية الحدوث كما سبق أنْ قلنا، ولكن تبقى مشكلتان متعلقة بهذا الموضوع، فلو زالت لَمَا وَجَب أنْ يُعَاب قائليها:
المشكلة الأولى: أنْ الوجود اللاحق، أقصد المادة غير المُصَوَّرَة، لم يَصْدُر عن الله مُخْتَارا، وهذا يُوجِب على الله النقص، ولمَّا لم يكن الله ناقصا؛ وَجَب رد هذا الجزء – صدور المادة غير المصوَّرة عن الله غير مختار لها – من النظرية؛ وبهذا تكون مقبولة عقلا، حتى وإنْ تركها المعتزلة، وتَبَنَّوا الحدوث التام.. كلمة تام غير موجودة عندهم، فقد وضعتها لتمييزها عن الحُدُوث غير التام، أي غير المُصَوَّر، فالحُدُوث بلا كلمة تام عند المعتزلة تعني خُرُوج شيء من العدم المطلق إلى الوجود الذي يمكن أنْ نرى منه بالعين في هذه الحياة أشياء غير قليلة؛ وبهذا فلا شيئية المعدوم تلزم المعتزلة بقدم المادة؛ لأنَّها (شيئية المعدوم) لا تتعلق بالوجود العيني عندهم، بل بالوجود الذهني، ولا المادة غير المُصَوَّرة تلزمهم بقدمها - على افتراض تَبَنِّيهم لها - بل تلزمهم بحُدُوثها، ولكنهم لم يَتَبَنُّوها.. في كتاب المعتزلة لنفس المؤلف شرح تفصيلي عن هذه المسألة، فمن يريد المزيد فاليقرأه..
المشكلة الثانية: إنَّ المعتزلة لا يقولون بصورة أرسطو وأتباعه (.. الكندي، والفارابي، وابن سينا، وابن ماجه، وابن طفيل، وابن رشد، وموسى بن ميمون..)، فإختلاف الأشياء عند المعتزلة سببه الأعراض، فالأعراض هي التي تشكل المادة؛ وبهذا فتقسيم الوجود التام إلى مادة وصورة غير موجود عند المعتزلة، فالمادة أوجدها الله كما هي، والاختلاف الذي يمكن أنْ يَحْدُث فيها سببه اختلاف الأعراض؛ ولهذا فالمادة التي بلا صورة غير موجودة إلا في ذهن أرسطو، فهذه المادة التي بلا صورة معدومة عن المعتزلة في الخارج، وموجودة في ذهن أرسطو؛ ومن هنا نعود إلى شيئية المعدوم..
يتبع
|
|
|