12-07-2009, 12:29 PM
|
#4
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الشيطان والروات والجن وإخضاعها للشك المنهجي
سأل قاسمٌ سامرا عن الفرق الجن والشيطان وبإبليس، ولكن قاسم قال لسامر: دعني أقول له ما فهمته بشأن هؤلاء: الجن كائنات عاقلة حُرَّة، خُلقت قبل الإنسان، بدلالة قوله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)" النحل. حسب الآية إبليس كان من الجن، ولا أدري ما إذا كان إسم ابليس يطلق على شخص واحد، أو جماعة، كما لا أدري ما إذا كان هذا اسمه قبل أنْ أبى السُّجُود لآدم، أو لا، ولكن الذي أعرفه أنَّه سُمِّيَ شيطانا بعد أنْ أبى السجود، فما رأيك فيما فهمي للفرق بينهما؟
سامر لقاسم: أحسنت، ولكن الجن ليسوا بالضرورة أنْ يكونوا كائنات عاقلة حرة، فقد لا تكون حُرَّة، ولهذا فمن الممكن أنْ يكون الجن اسم مكان، ألم تسمع بقوله تعالى:"وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)" البقرة.
ألا تدل هذه الآية على أنَّ الْجَنَّةَ مكانا؟
قال قاسم لسامر: هذا صحيح، وأنا أذكر آية أخرى بهذا الشأن، وهي قوله تعالى:"لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)" آل عمران. هذه الآية ورد فيها كلمة جنات، وهي جمع جَنَّة.
سأل سامرٌ قاسما: هل الذين اتقوا رأوا الجَّنَّات؟
قال قاسم: وُعِدُوا بها، ولم يرُوها بعدُ.
قال سامر لقاسم: إذن هي مخفية عنهم الآن، فَتَذَكَّر كلمة مخفية!.
وقال سامر لقاسم: الآيات التي فيها كلمة جنات كثيرة، ولكن سأجيء لك بكلمة جارج سياق الجَّنة، وهي قوله تعالى:"أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)" المؤمنون.
جاء في تفسير الكشاف تفسيرا لكلمة جِنَّةٌ:" الجِّنَّة: الجنون وكانوا يعلمون أنه بريء منها وأنه أرجحهم عقلاً وأثقبهم ذهناً ، ولكنه جاءهم بما خالف شهواتهم وأهواءهم ، ولم يوافق ما نشأوا عليه."
سأل سامرٌ قاسما: ماذا تفهم من كلمة جنون؟
قال قاسم مجيبا: ذهاب العقل!.
قال سامرٌ لقاسم: ما رأيك أنْ نستبدل كلمة ذهاب العقل بخفاء العقل؟
قال قاسم: شكرا لك، فهذا ما أريده – أنا – أيضا!، ولكن ما الذي تريد أنْ تصل إليه يا سامر، فقد طلبت مني أنْ أتَذَكَّر كلمة مخفية سابقا، والآن استبدلت ذهاب العقل، بخفاء العقل - ليس المِعْقال -؟
وقال قاسم لسامر: لقد تذكرت آية بها كلمة مشتقة من كلمة جن، وهي قوله تعالى:" اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)" المنافقون.
سأل سامرٌ قاسما: ما تفسير كلمة جُنَّة؟
قال قاسم: جاء في تفسير ابن كثير للآية:"وقوله: { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } أي: اتقوا الناس بالأيمان الكاذبة والحَلْفات الآثمة، ليصدقوا فيما يقولون، فاغتر بهم من لا يعرف جلية أمرهم، فاعتقدوا أنهم مسلمون."
سأل سامرٌ قاسما: ماذا تعني اتقوا الناس بالأيمان الكاذبة؟
قال قاسم: تعني أنَّ المنافقين أخْفَوا كفرهم، وهم مؤمنون من الظاهر فقط، ليصدقهم المؤمنون، فيصدوا عن سبيل الله!.
قال سامرٌ لقاسم: تذكرت أية بها كلمة مشتقة من كلمة جن، وهي قوله تعالى:".. هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)" النجم.
قال قاسمٌ: آآآآه، فهمت ما الذي تريده، أنت تريد أنْ تقول: أنَّه يوجد معنى مشترك بين الكلمات:" الْجِنِّ، والْجَنَّةَ، وجَنَّاتٌ، وجِنَّةٌ، وجُنَّةً"، وهو موجود في اللأصل الذي أُشْتُقَّت منه الكلمات السابقة، وهو كلمة: جنن، التي عنها في لسان العرب:"جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً سَتَره وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ بالضم جُنوناً وأَجَنَّه سَتَره."
قال سامرٌ لقاسم: إذًا وصلك معنى كلمة "جن"، وهو الخفاء والستر والتواري.
قال قاسم: إذُا كلمة جن لا تعني الكائتات التي خلقها الله قبل آدم – عليه السلام -، والتي منها ابليس، الذي أبى أنْ يسجد لآدم سجود تحية، لا سجود عبادة، لقد حاول شخص قبلك أنْ يُوصِل لي نفس المعنى، ولكنه شككني فقط، دون أنْ يوضح المسألة جيدا.. وعلى كل حال، فقد كان تشكيكه إياي في هذه المسألة، بابا لفهم المسألة على الوجه الصحيح، وقد كان هذا بالقرآن، الذي يفسر هذه الكلمات على الوجه الأتم.
لقد حاول الشخص الذي شككني في معنى كلمة جن، أنْ يشككني في معنى كلمة شيطان، فماذا عندك بهذا الشأن؟
والجن الروت وأخواته
قال سامر: قبل أنْ نذهب لموضوع الشيطان، لنفتح موضوع الروات، بناء على ما أسلفنا في موضوع الجن.. ألم نصل إلى أنَّ معنى الجن هو الخفاء والستر..؟
قال قاسم: بلى.
قال سامر: الروت وأخواته (الروات، والتروات) مواد مكان سيرها وإقامتها هو الأعصاب.. هل يُرَى بالعين المجردة كيف يتحرك ويقوم الروت وأخواته في الأعصاب؟
قال قاسم: لا، ولكن يبدو أنَّك تريد أنْ تقول أنَّ "الروت جني"، وهو بناء على ما دار بيننا في الحوار سابقا، صحيح، ولا يمكن أنْ ينقدح في قلبي شك في هذا، فقد وصلني اليقين بشأنه؛ وذلك لأنَّه حيث وقع الخفاء والستر والتورية جاز وصف المخفي، أو المستور، أو المتواري، بإنَّه جني.
قال سامر: أحسنت، أما الآن فلننتقل إلى موضوح الشيطان:
وقال سامٌر: لنذهب إلى القرآن لنعرف ماذا تعني كلمة شيطان، وهل يوجد فرق بينها وكلمة إبليس..
موضوع الشيطان بعكس موضوع الجن من حيث سهولة تناوله، فموضوع الشيطان أكثر تعقيدا، ولهذا سنتاوله تناولا مختصرا، غير مخل بما نريد، وهو التفريق بين الشيطان، وإبليس، مستحضرين في قلوبنا ما توصلنا إليه في موضوع الجن، والروت الجني:
إبليس يعلن شيطنته إذ تمرد
لنبدأ بقوله تعالى:"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)" الحجر.
القتل والأسباب التي تدعو إليه، أعمال شيطانية
"وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)" القصص
يقصد موسى – عليه الصلاة والسلام – بـ"هذا من عمل الشيطان"، الأسباب التي جعلت العمل الشيطاني يقع.. من الأسباب التي جعلته يقع: أنَّه وجد رجلان يقتتلان، واحد من شيعته، والثاني من المصريين، فمال للذي هو من شيعته وقد كان غضانا؛ فقتل المصري، ونسب العمل إلى نفسه عندما قال: "فلن أكون ظهيرا للمجرمين"؛ لأنَّ الذي يكون للمجرمين ظهيرا؛ يَظْهَر إذا إجتمعت أسباب شيطانية، تُفْضِي إلى قتل إنسان ظلما، وقد قتل المصري ظلما؛ وذلك لأنَّ الذي هو من شيعة موسى – عليه الصلاة والسلام – "غوي مبين"، كما جاء على لسان موسى – عليه الصلاة والسلام -؛ لأنَّه استصرخه، وباستصراخه؛ تجمعت أسباب شيطانية لإرتكاب عمل لا يريده النبي موسى..
الداء في الجسد شيطان
قال قاسمٌ لسامر: هل يمكن أنْ يقال عن مرض يُصيب الجسد بإنَّه شيطان؟
قال سامر: بلى، واقرأ قوله تعالى: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)" ص
الشيطان أصاب أيوب - عليه الصلاة والسلام -، وكان الدواء الذي يزيل الشيطان هو: مغتسل بارد، وشراب؛ ولهذا فالشيطان كان داء في جسده..
المنافق شيطان
قال قاسم: أنا أحفظ آية، يُوصَف الإنسان فيها بأنَّه شيطان، واقرأ قوله تعالى:"وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)" البقرة.
هنا يُوصف الإنسان بالشيطان، إذ كان منافقا، فالمنافق عندما يكون بين مؤمنين يقول: أنا مؤمن، ولكن عندما يذهب إلى مشركين أو كفار ويقول:"أنا معكم، فأنا أستهزئ بالمؤمن"؛ فهو شيطان، بل شيطان إنسي مارد.
أعداء الأنبياء الإنسيين شياطين
قال سامر: أنا أحفظ أية يُوصف الإنسان فيها بالشيطان بوضوح بالغ، وهي قوله تعالى:"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)" الأنعام.
قال قاسم: صَدَقْتَ، ففي الآية التي ذَكَرْتَها يوجد "شَيَاطِينَ الْإِنْسِ"، "شَيَاطِينَ الْجِنِّ"، رغم أنَّه يمكن الفصل بين كلمة الْإِنْسِ، وَالْجِنِّ؛ فتكون قراءة أخرى..
يتبع
|
|
|