12-07-2009, 12:30 PM
|
#5
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
وقال قاسم: ما رأيك أنْ ننظر في مسؤلية الإنسان من خلال الآيات التي ذُكِرَ فيها إبليس والشيطان؟
قال سامر: هذا موضوع تشواكي، فلو ركزتُ فيه سيبعدني عن موضوعي، فأنا أحوج إلى التركيز في موضوعي، ولكن بالجملة أنا أقدم كلمة شيطان على إبليس، فالشيطنة عمل من الإنسان فيما يخص مسؤليته عن أفعاله، وليس لإبليس سلطان على عباد الله، ثم أنَّ الذي اتَّبَعَ إبليس، قد اتَّبَعه لأنَّه شيطان مارد من الإنس، ولولا شيطنته المتمردة على الحق، لمَا اتبع ابليس، كما أنَّه في الإنس شياطين أمْرَد من شياطين الجن الأبالسة، وربما يتمنى إبليس الجني أنْ يعمل تحت إمرتهم..
وعلى كل حال، فالاستطاعة الإنسانية تسبق "لحظة يفعل"، وليس الاستطاعة مقرونة بـ"لحظة يفعل" غير سابقة عليها، ففي "لحظة يفعل" يكون الفعل إحْدَاثا من الفاعل الإنساني، وفي "لحظة فَعَلَ" يكون المَقْدُور الذي فُعِل، لفاعل واحد، وليس لفاعلين: يكون الأول خالقا، والثاني مكتسبا، بل المقدور لفاعل واحد، فالإنسان ليس مجبرا في صورة مختار، بل مختار في صورة مختار، وهذا قول أهل العدل، ولكن الذي يقول بمقدور لفاعلين، ليس جبريا خالصا، بل جبريا معتدلا، والجبري المعتدل، معتدلا من حيث قوله بالكسب، وجبري من حيث يقابل الكسب فاعل، وهو الله..
قال قاسم: لا بأس، ولكن ما علاقة الروت بالشيطان؟
قال سامر: ألم تصلك الرسالة من إحدى الآيات السابقة؟
قال قاسم: وهل هناك أية فيها كلمة روت، واستدرك قائلا: آآآآآه، الآن فهمت: تقصد أنَّ المرض الذي يُحْدُث في الجسد شيطانا، لأنَّه يُخْرِج صاحبه عن الاعتدال؛ ولمَّا كان الروت يَحْدُث في الجسد؛ فإنَّ الروت يكون شيطانا..
قال سامر: أحسنت، ولكن لا تنسى أنَّه جني أيضا..
قال قاسم: لو لم تسبقني بالكلام، لذكرت أنَّه جنِّي، فشكرا لك على كل حال.
الشك والتوتر
الشاك يمكن أنْ يكون من جميع الفئات باستثناء الذي ذهب عقله الموسَّع، بل حتى الذي ذهب علقه الموسَّع لم يُقْضَى على جزء لا بأس به من جهاز الشك..
وعليه، فالشاك يمكن أنْ يكون متوترا، وممكن ألا يكون، ثم أنَّ الذي لديه شكذ يكون لديه شك في مواطن غير موطن الشكذ؛ ولذلك لا أحد يُعْدَم من الشك، ولكن يوجد من يستعمله (الشك) في مراتبه الدنيا، ويوجد من يستعمله في جمع مراتبه؛ ولهذا فلا يوجد شك مقديفي فما فوق، إلا من باب الذم، وهو ليس من شأننا، من حيث هو مصطلح فقط، أما من حيث ما يحدثه من توتر، فـ"روات" فهو شأننا؛ فالشك الذي يحدث مع توتر، يوجد فقط في فئة التوتر البدئي، فإذا رام الذي ينتمي إلى فئة التوتر الكربي استخدام الشك، فإنَّه يستخدمه كما لو كان من فئة التوتر البدئي، فمرضه لا يؤثر على شكه، إلا بقدر ما يؤثر توتر الفوبلي على شكه، بل إنَّ الذي ينتمي إلى الفوكليين لا يستخدم الشك عندما يكون توتاري، لعلمه أنَّ التوتر يقلل التركيز كثيرا؛ ولهذا فالفوكلي يستعمل الشك وهو ترواتي وليس توتاري، والفرق واضح تماما؛ وإذا كان هذا شأن الترواتي فمن باب أولى أنْ يكون عند الرُواتي..
لنعطي بعض المعلومات عن موضوع الـ"شكذ”:
الشكذ
مثال على: مَشْكَذَة أبْجُوطية:..
أ- مُغَنِّية دُعِيت للقاء تلفازي، يتخلله تقديم أغانيها الجديدة – مثلا -.. تقدمت المغنية، فجلست، وبعد الترحيب وبعض الأسئلة، تقدمت المغنية، فأصبح مقدمي البرنامج، وكذلك الحضور خلفها لا أمامها.. بدأت أنغام الموسيقى الجميلة تعم المكان، ولكنها طالت، حتى غدت المغنية تُكْثِر من التبتم، وقد أزعجها التبتم؛ فزاد توترها قليلا؛ فَشَكذت أنَّ الذين خلفها يضحكوا على حالها، أو يستهزئوا بها، إلخ؛ فَدَرَات – بعد أن كان وجهها في زاوية 130 إلى 220 درجة بالنسبة إلى الذين خلفها تقريبا – دائرة 360 درجة، بهدف امتحان هذا الشكذ، فَعَلِمَت أنَّ شَكذها من المَشَكذة الإبُدوانية التي تنتج فكرا لا تتوائم والحق، ولكن يمكن بالصفة أن تتوائم، وهو استثناء..
هذا نموذج عن المَشَكذة الإبُدوانية وامتحانها، وقد كان الامتحان متقن، حيث الدائرة كانت كاملة غير منقوصة، وكأنها تقوم برقصة؛ وبهذا فإن شكذها زال عندما تأكدت أنَّ الباعثَ هو المَشَكذة الإبُدوانية، وأعتقدت أنهم اعتقدوا أن دائرتها هذه رقصة جميلة مطلوبة.. هذا الاعتقاد مهم، بالنسبة لها، حتى ولو لم يكن صحيحًا؛ فهو يقيد الإشْكُذانيات..
مثال ثانٍ ولكن عن الشك وليس الشكذ، بهدف التمييز:
أ- سارق سرق سيارة، مر من أمام بيت صديقه الذي سرق معه السيارة، فرأى الشرطة هناك، فشك في أنهم هناك بشأن السيارة المسروقة، ومع هذا لم يهرب بل ذهب إلى بيته، فجاءت الشرطة - الذين رآهم عند بيت صديقه - إلى بيته، فزاد شَكذه في أنهم جاءوا بشأن سيارة مسروقة، وهو أحد المتهمين في سرقتها.. هذا الشك المُعَزَّز من مَعْزَزَة شك..
وعليه، فإنَّ ما وقع فيه سارق السيارة، هو إشْكُكان، وليس إشْكُذَان..
مَشْكَذَة إبْدُوانية: هي الروت حيث الأعصاب، والترو حيث الدم، فبإجتماع الروت والترو، يكون صاحبها متوتر، أي أنَّ المشكذة الإبْدُوانية، لا تسمى كذلك إلا في حال توتري، حيث يسير الروت في الأعصاب والترو في الدم.. راجع المثال السابق عن المغنية..
شَكَذ إبْدُواني: هو فعل تُوجِبه المشكذة الإبْدُوانية، ويكون أمَّا ظاهرا، كأن يكون على فكر شكي روتي مقرون بحَرَكات الجسد عموما، والوجه والعيون خصوصا، أو مخفي، فيكون صاحبه أمَّا مُخَفِذا للحَركات، أو لا يكون الشكذ يُوجِب حركات، بل شكذ ذهني، ولا يتجاوز الذهن إلى الحركات، ولكن تؤثر كثيرا على التركيز في الموضوع الذي كان مُرَكَّز فيه قبل حُدُوث الشكذ..
وعليه، فإنَّ الشكذ أما أن يكون ذنف (شكذ مقرون بفحص)، أو فنذ (شكذ غير مقرون بفحص)، أي أنَّ صاحبه يحاصر الشكذ، فيكون في طور الذهن بالإضافة إلى ما يُحْدِثه من روت وترو، ولا يتجاوزه إلى طور الفحص، وهو يمكن أنْ يدخل صاحبه المرض إذا كان حادا، ويتعرض له كثيرا، فعندما يتعرض صاحبه كثيرا لها، فإنَّ احتمال حُدُوث مشكذة مبديوية تفضي إلى مشكذة مبديحية مرتفعا، ثم أنْ حدثت كثيرا هذه الأخيرة؛ فإنَّها تفضي إلى الروات، فيتوسع المرض أولا، ويتشعب ثانيا..
مَشْكَذَة مُبْدِيوية: هي الروت المتعلق بفكرة شكذية ليست بالخفيفة ولا الحادة، كما أنَّ صاحبها لا يعاني من شكاذ أو تشكاذ، وإنْ كان يعاني منهما فمعاناته قليلة، وبالجملة الذي يغلب على هذا الفرع من الفوبليين، ولكن من الممكن أنْ يكون الذي يعاني من هذه المشكذة من المرضى بأعراض رواتية، أو ترواتية كثيرة..
شَكَذ مُبْدِيوي: هو شك روتي يثقل الجسد ثقلا وسطيا غير حاد، حيث يتعلق الفكر بآفكار مثل: يستهزئ بي، يضحك عليَّ، ينظر إليَّ نظرة دونية، وهكذا دواليك، وهو بعكس الشك الذي يُحْدِث روتا وسطيا عندما يَحْدُث، فهذا الشك لا يثقل الجسد، بعكس الشكذ..
|
|
|