العُرَاق: عرق يفرز في أجسام المرضى، وهو أشد من العَرَق.
السلام عليكم
عُراق
العُرَاق: هو عرق كثير مُفْضَى من حُمَّى روتية مرضية، وما محرات الشمس، وغيرها من غير محرات الروت إلا عامل إضافي، هذا إنْ حَدَث هذا العامل الإضافي، فـ"العُرَاق" لا يتوقف لا صيف ولا شتاء، ولا ربيع ولا خريف، بل هو في الشتاء أسوأ منه في الصيف، ففي الصيف يمكن الجلوس في مكان في شمس الصباح لكي يعتدل الجسد، فيزال بعضا من آثار العُراق، أما في الشتاء، فتجتمع الحمى الروتية من إتجاه، والبرد من اتجاه آخر؛ وهذه موترة، ولا يمكن للمريض إلا أنَّ يتوتر جبرا لا اختارا، أمَّا لو أضَاف التوتر الاختاري إلى التوتر الجبري؛ فسيكون وضع المريض سيئ جدا..
لمزيد من التوضيع، إليكم ما يلي:
مثال على: مَعْرَقَة أقْجُوحية:..
دخل ثابت حَمَّام بيته ليستحم، بعد أنْ استحم بخمس دقائق، وبعد خمس دقائق من استحمامه الثاني، دخل ليستحم ثالثة، فسأل مِفْكَارُه مِعْقَالَه: لماذا أدخل الحَمَّام، فأستحم ثلاث مرات، دون جدوى، فرائحة العَرَق لم تُزَل، بل رائحة العُرَاق، فرائحة العَرَق ليست كرائحة مثل هذا الرائحة، بل أقل حدة بكثير؟
قال معقالُه: راقب حالك عندما تستحم، هل تتوتر، حاول أنْ تَعْمَل مقارنة بين رائحة العُرَاق عندما تتوتر، ورائحته عندما لا تتوتر، أو هل تلاحظ رائحة العُرَاق عندما لا تتوتر؟
قال المِفْكَار: عندما أدخل الحمام متوترا، فإنني لا أفتر استحم..
قال المِعْقَال: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تتوتر عندما تستحم؟
قال المفكار: ما أغباني، فأنا لم أكن أتوتر عند دخول الحَمَّام وحسب، بل إذا كررت الاستحمام أكثر من مرة؛ فإني أتوتر؛ لأنني استحمَمْتُ دون أنْ تزول رائحة العُرَاق؛ وبهذا فإنَّ توتري يصير بعضه فوق بعض..
قال المعقال مقاطعا المفكار: يبدو أنَّك صرت معقالا مثلي، أو تقترب مني.. واستدرك قائلا: هل تستحم بماء بارد إنْ لم تجد ماء دافئا؟
قال المفكار: بلى، وأشعر بقشعرة – كلمة قشعر مركبة من كلميتن تركيبا ذكيا، فالكلمة الأولى: قشع، والثانية: شعر، ولمَّا كان الحرفان: الثاني والثالث من قشع تطابق الحرفان: الأول والثاني من شعر، بالترتيب نفسه؛ فإنَّ الذي ركبها اكتفى بالحرف الأخير منها؛ وذلك لوجود الحرفين "شين" و"عاء" في الكلمة قشع؛ وبهذا يكون المعنى انقشاع الشعر، آنَ حُدُوث القشعريرة عن المواطن التي لم يكن منقشعا عنها تحت الجلد، وفي المواطن التي فيها شعرا من الجلد، وكذلك انقشاع المواد التي كانت لاصقة بالشعر الذي فوق الجلد إلخ.. هذا تركيب بالغ الذكاء -، فأنا آنما يقع الماء البارد على جلدي أتوتر قليلا، من برودته، وكلما طال نزوله يَكْثُر توتري، وزادت القشعرة، ولا أُوقِف القشعرة، بل أجعلها تعمل عملها، وما أنْ تعمل عملها حتى يُمْلأ جسدي عُراقا..
قال المعقال: يبدو أنني توصلت إلى تركيب كلمة من كلمة قشعر، وهي شعرق، أي أنني وضعت حرف القاف في النهاية بدلا من وجوده في البداية، ولم أقُم بأكثر من هذا التقديم، وبتقديم القاف صار قشعر من انتاج شعرق!
المفكار مقاطعا: ماذا تقصد بكلامك، هل هذا الإنتاج حاصل فقط في الكلمة من حيث هي حروف، أم من حيث الأفهوم، وإحالة أيضا؟
المعقال مجيبا: إذا كانت كلمة قشعر مكونة من: قشع وشَعْر، فإنَّ كلمة شَعْرَق مكونة من كلمتين أيضا، الأولى: شَعْر، والثاني عَرَق، بل يمكن أنْ تكون مركبة من ثلاث كلمات، الأولى: شَعَرَ، وعَرَق، وشَعْر..
إذا نظرنا إلى شعرق من حيث هي مكونة من كلمتين؛ فإنَّ المعنى يكون الشَّعْر – بسكون العاء - مصاب بعَرق، وإذا نظرنا إليها من حيث هي ثلاث كلمات، فيكون المعنى: شَُعِر بعرق في الشَعْر، ولكن نحن في كتابنا هذا سنعتمد الكلمة المكونة من كلمتين، درءا للإلتباس، ثم ليس جميع الناس يعلمون هذه الملعومات بعذا التفصيل، فهي تحتاج أنْ يكون صاحبها على علم بها، ومن هنا نفرق بين الشعور، والعلم بهذا الشعور، فقد يحصل الشعور، دون حصول العلم الصحيح المتعلق به، ولكن لنذكر مرة أخرى أننا سنعتمد الشعرق المكون من كلمتين: الشَعْر والعَرق، درءا للالتباس..
ثم أنَّ كلمة قشعر تطوى أربع كلمات: قَشْع، العَرَق، الشَّعْر، حيث يَشْعُر بها صاحبها، وربما مكونة من خمس كلمات:
1- قَشْع: هذه الكلمة متعلقة بالعَرَق، والشعْر، فالعرق يقْشَع الشعْر عن المواطن التي لم يكن مُنْقَشِعَا عنها..
وربما تعني في نفس الوقت ما يلي: القشعرة تَقْشَع تركيز صاحبها عن ما هو مركز فيه، فإنْ كان مُرَكِّز في القشعرة نفسها؛ فإنَّها تَقْشَع عنه التركيز المتناهي، فأقل ما يمكن أنْ تحدثه: ألاَّ يبالي صاحبها فلا يتألم منها، وتكون هذه اللامبالاة التي أوقفت التألم عائق بنسبة معينة للتركيز، فاللامبلاة أخذت حيزا من التفكير، لكي يركز في القشعرة؛ وبهذا يكون التركيز المتناهي مُنْقَشِعَا؛ هذا يعني أنَّ كلمة قَشَعَ متعلقة بالتفكر، والتعقل..
2- عَرَق: هذه الكلمة متعلقه بقشع، فهي التي تحدث القشع، وكذلك الشَّعْر، فالشَّعر يُعْرَوْرَق، ويمكن أنْ تكون متعلقة بالشُّعُور إلى جانب الشعْر، حيث يَشْعُر به صاحبه.. ويمكن أنْ تحتوي كلمة عرق على كلمتين: عَرَق، عِرْق، فالأولى من تكلمنا عنها، والثانية تكون متعلقة بالشَعْر من أساسه، ربما تحركه، أو شيء من هذا القبيل، ويمكن أنْ تكون كلمة عِرْق متعلقة بأساس الشعور الواعي والغير واعي، ويمكن أنْ تكون متعلقة بعِرْق، حيث تحدث مشاكل بين الأعراق (الشعوب والقبائل)، فتُحْدِث القشعرة وأخواتها، أي أنها متعلقة بكل الكلمات التي ذكرنها، وهي متعلقة ببعض الكلمات التي لم نذكرها أيضا، فالنحدد العَرَق بالرقم 1، والعِرْق المتعلق بالشَّعْر بالرقم 2، والعِرْق المتعلق الشَّعَر بالرقم 3، والعِرْق المتعلق بالشعوب والعبائل بالرقم 4..
بشأن كلمة عِرْق4 نَذْكُر كلمة: عشرق (عشر، شرق): عاشر الشرق، وعشقهم، ورشق بالكلام الشقر الذين يعيبون الشرقيين، وبيَّن أنَّ كلام المعيب قشرا، كما بين أنَّ الشرقيين في العرش، وطالبهم بالكف عن رعاشعم من الشرقي، الذي يسبب لهم عرقا في أجسادهم، فالعَرَق الذي أفرزوه دفاعا عن عِرْقِهم، لوَّثَ شعرهم، بانقشاع الجلد عنه من العَرَق.. فهو يـ"عقرش (القَرْشُ الجمع والكسبُ والضم من ههنا وههنا يضم بعضه إِلى بعض)” ضلالاتهم.. الكلمات المهمة المستعملة فيما سبق مستخرجه من قشعر وأخواته: فكلمة عشق، ورشق، وشقر، وقشر، وعرش، ورعش، وعرَق، وعِرْق، وشعْر، وقشع، وقعر، وقرش، كلها موجودة في حروف الكلمة، ولم تُذْكَر جميعا، فيمكن كتابة قصة طويلة متعلقة بكلمة قشعر ومطوياتها، ولكن وقتي في كل الموضوع، وليس في هذه الأجزاء الدقيقة، التي يمكن أنْ نعود إليها في المستقبل..
3- شَعْر: وتعني الشعر المقشوع..
وبهذا يكون المعنى أنَّ العرق يقشع الشَّعْر عمَّا لم يكن مقشوعا عنه تحت الجلد..
يتبع
|