عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2009, 01:20 PM   #1
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue
صُدَاع وشُقَاق ضمن علم جديد وهو علم التوتر



السلام عليكم
صُدَاع وشُقَاق
الصُّدَاع: هو روت في جل مواطن الرأس دون الوجه، ونستثني من الوجه الجبهة، حيث يُفْضِي إلى ثُقال (ثقل مرضي) يجعل تركيز المريض قليل في ما هو مركز فيه..
يختلف الشُّقاق عن الصُّداع في أنَّه يَحْدُث في موطن صغير في الرأس، ولا يشغل حيزا كبيرا فيه، ثم ليس بالضرورة أنْ يكون الشقاق في جانب الرأس، فهو قد يكون في قمة الرأس، وقد يكون في القذال، خصوصا القمحدوة والقفا..
ليس الصُّداع ولا الشقاق أهافا، فالأهاف يَحْدُث داخل الصداع أو الشقاق، أو الثقال عموما، حيث عندما يعاني المريض من شُقاق – مثلا –؛ فإنَّ - الأهاف - شيء يشبه النبض الخُفَيْفِي، أو هو يشبه الضوء عندما يُضاء وينطفئ بسرعة بعد أنْ يضيء، وهو مألم جدا، بعكس الصداع والشقاق، كما أنَّه يختلف في نفسه، فهو تارة خفيف وتارة حاد، فالخفيف يحدث ويزول بسرعة، أما الحاد فيبدأ من موطن ليجتاح موطن آخر أبعد من الموطن الذي خرج منه، فقد يبدأ من وسط جانب الرأس ليصل إلى الجبهة أو أقل قليلا، في سرعة عجيبة، ولكن إنْ تألم الذي يَحْدُث معه الأهاف فيمكن أنْ يجتاح مواطن كبيرة، فالألم عملية توترية بإمتياز، ولا يوجد غذاء للأهاف أفضل من التألم منه، الذي هو - التألم – توتر، فالذي لا يتألم منه يكون عنده خفيف، فيجب ألا يُسْمَح للأهاف أنْ يتغذى من التألم، بالاقلاع عن التألم، ولكن لا يمكن أنْ يُقْلَع عن التوتر تماما، ويميل إلى السَّكِينة، فالإقلاع عن التألم يُحْدِث توترا، ولكن التوتر الناتج عن الاقلاع عن الأهاف، أقل بكثير من التوتر الناتج عن التألم..
لمزيد من التوضيع، إليكم ما يلي:
مثالان على: مَصْدَعَة أقْجُوفية:..
مثال: هذه المثال عن مباهلة حَدَثَت بين لص وصاحب حانوت، فقد اتَّهَم صاحب حانوت، لص بسرقة بعض الأغراض من حانوته، ولكن اللص يقول: لست أنا من سرق، فقد تُبْتُ، ولم أعُد أسْرِق، ولم يُصَدِّقه صاحب الحانوت، فصاحب الحانوت رأه بعينية، وقد لاحقه في الليل ولم يمسك به، فَتَدَخَّل هَمَّاما، وقال: أنا أحفظ آية لو طبقتموها فربما ترضيكم، وهي قوله تعالى:"فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)" آل عمران. فالآية تتناول مسألة المباهلة، فلم يرضََ صاحب الحانوت، وأراد أنْ يقدمه إلى محاكمة لئلا يتجرأ مرة أخرى على الاقتراب من حانوته ليسرق، فإذا سرق هذه المرة أشياء ذات ثمن بخس، فسيسرق في المرة القادمة أشياء ثمينة، ولكن هَمَّاما قال: يا صاحب الحانوت، إنَّ ما سُرِق من عندك لا يسدعي الذهاب إلى المحكمة وضياع وقتك، فرضي صاحب الحانوت، ورضي المتهم بالسرقة أيضا..
قال هَمَّام: للمتهم اذهب ادعو أبناءك وزوجتك، ذهب والاضطراب ظاهر عليه، فلمَّا وصل إلى بيته دعا زوجته، فأخذت زوجته تلطم على وجهها، لاحتمال أنْ يكون هو السارق، فهي تعلم أنَّ زوجها لص محترف، ولكن قالت في نفسها: ربما ليس هو السارق، خصوصا أنَّه يقسم بأغلظ الإيمان أنَّه لم يَعُد يسرق؛ ولهذا ذهبت هي وابناءها مع زوجها إلى المكان الذي فيه صاحب الحانوت وهَمَّام، فجدوا صاحب الحانوت مع زوجته وأبنائه..
قال هَمَّام لابناء صاحب الحانوت قولوا: لعنة الله علينا إنْ كان أبونا يتهمه ظلما، فقالوا ما أراد هَمَّام، وأمهم ترتعش لاحتمال وجود خطأ، فلا يكون المتهَم هو السارق، كما أنَّ الابناء قالوا لأباهم، أعفنا من لعن أنفسا في هذه القصة، فقال لهم أبوهم: لا تخافوا فقد رأيته بعيني، ولو لم أرَه، لمَا وضعتكم في هذا الموقف، فإذا بأحد أبنائه يقول: أنا أنسحب من المباهلة فمن الممكن أنْ يكون أبي مخطئا، فمن أراد أنْ يلعن نفسه فهو حر، أمَّا أنا فلا أريد أنْ أحتمل خطأ أبي إنْ كان مخطئا، ثم انظروا إلى كلمة "لعنت" التي في الآية، فهي بتاء مفتوحة، وليست مغلقة؛ هذا يعني أنَّ اللعنة ستبقى مفتوحة، ثم قال: أنا لا أحتمل اللعنة ذات التاء المغلقة، فكيف عندما تكون مفتوحة؟!، فابتسمت امه، وفرحت لخروجه، أمَّا هي فلم تكن تريد الخروج، لئلا يجلب خروجها خلافا كثيرا في البيت.
وقال هَمَّام لصاحب الحانوت قل: لعنة الله عليَّ أنْ كنتُ اتهمه ظلما.
بعد أنْ قالها ظهر على زوجته اضطراب خوفا من أنْ يكون زوجها اتهمه خطأ، فربما ليس هو السارق، فاللصوص كُثُر، أما كان من الأجدى أنْ يلعن زوجي نفسه إنْ كان كاذبا، فما دخلي أنا وأبنائي..
ثم انتقل هَمَّاما إلى زوجة صاحب الحانوت، وقال لها قلي: لعنة الله عليَّ إنْ كان زوجي كاذبا، فترددت، وقال لها زوجها قلي، فأنا متأكد من أنَّه هو اللص، فقد رأيته بعيني الاثنتين، فقالت ما لُقِّنَت.
وقال هَمَّام لأبناء المتهَم قولوا: لعنة الله علينا إنْ كان أبونا قد سرق من عند صاحب الحانوت، وقد قالوها..
ثم قال هَمَّام للمتهَم قل: لعنة الله عليَّ إنْ كنت قد سرقت.. فقالها، ولكن المتهَم كان يرتعش، عندما قالها..
وقال لزوجة المتهَم قلي: لعنة الله عليَّ إنْ كان زوجي قد سرق من عند صاحب الدكان.. ولم ترضَ أنْ تقولها، فنهرها زوجها لتقولها، فقالت: إنْ كان زوجي قد سرق فليحتمل وحده جنايته، وليلعن نفسه فقط، أمَّا أنا فلم أسرق، ولست على استعداد لأصاب بمرض بعد هذه المباهلة إنْ كان زوجي قد سرق، وكلامها هذا جعل ابناءه ينسحبون من المباهلة، وقالوا: فليحتمل المتهم وحده لوازم المباهلة إنْ كان قد سرق، أما نحن فلن ندخل فيها، وقد قال تعالى:".. وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.. (164)" الأنعام. عندما سمع أحد ابناء صاحب الدكان الآية السابقة، خرج من المباهلة، وقال: فليحتمل أبي وحده عاقبة المباهلة، وخرج بقية إخوته بعده، ولم يَبْقَ في المباهلة إلا صاحب الدكان وزوجته، والمتهَم، وهنا ذهب كل منهم إلى حال سبيله، وبعد خمسة أيام من حُدُوث المباهلة شَعَر اللص بصداع حاد في رأسه، فهو كان يخاف أنْ يصاب بشيء بعد المباهلة؛ ولهذا بقي متوتر بعد المباهلة، ولم يَكُف عن التوتر، وبعد يومين بدأ يَشْعُر بصداع مرة، وبشقاق مرة أخرى، بل كان يعتريه شقاق بأهاب، وقد أخبرَ زوجته عن ما أصابه، فقالت له: يبدو أنَّ الله استجاب للدعوة فحلت عليك اللعنة، حيث أصابك بصداع وبقية مصابك، فلو لعنت نفسي لكنت الآن مثلك أعاني صداعا، وحمدا لله أنَّ ابنائي خرجوا من المباهلة، وإلا لحلت اللعنة على بيتنا، وقالت لزوجها: إنْ كنت أنت الذي سرق من عنده، فرُد إليه الذي سرقت، واعترف لصاحب الحانوت أنك سرقت من عنده، وإلا فقد تصير مجنونا، فقد سمعت أنَّ شخصا أصيب بجنون بعد شهر واحد من مباهلة حَدَثت معه وتاجر قمح، وقد باهلَ كاذبا، فقد سرق قمحا من التاجر، وهناك آخر قُطِعت رجله بعد مباهلة كذب فيها، وآخر هُدِم بيته، ويبدو أنَّك ستصاب بالجنون بعد اسبوعين تقريبا، فخاف زوجها من كلامها، وقال في نفسه: يا ويلي، وهل ستصيبني هذه المباهلة بالجنون؟!، وهذا ما جعله يذهب ليعترف أنَّه السارق، ولمَّا أراد أخذ الأغراض التي سرقها معه، ليرُدَّها إلى صاحب الحانوت، رنَّ جرس بيته، فإذا به صاحب الحانوت، وقد جاء ليعتذر، فقال له: أعتذر منك فيبدو لست أنت السارق، فقد التبس الأمر عليَّ فسامحنا، فزوجتي تشعر بصداع في رأسها، وهي تعتقد أنَّ لعنة الله حلت عليها، لأننا اتَّهَمْناك ظلما، وأراد صاحب الحانوت أنْ يُكْمِل كلامه، ولكن قاطعه اللص، وقال: لا يا سيدي فزوجتك لم تُصاب بالصداع من لعنة حلت عليها بسبب أنَّها كذبت، بل لأنَّها خافت أنْ أكونَ متهما ظلما؛ ولهذا توترت ولم تكف عن توترها من خوفها من حلول اللعنة، قل لها: أنَّ صداعها سببه توترها من أنْ تحل اللعنة عليها، وليس لأنني متهم ظلما، فقد حلت عليَّ اللعنة بعد المباهلة، فالصداع والشقاق، والشقاق بأهب، قد اعترتني وآلمتني كثيرا، فقد سرقتُ من عندكم يا سيدي، وهذا ما سرقت، سأحمله الآن في السيارة لأردُّه إليك، وقبل أنْ يصل بالسيارة إلى الدكان رأته الشرطة، فالشرطة عَلِمت بالأمر، فأرادت أنْ تأخذه إلى السجن، فقال صاحب الدكان: ولكني قد قد عفوتُ عنه!.. فقالت الشرطة: عفوتَ عنه أو لم تعفُ، فالقانون يجب أنْ يطبق على الجميع، فعفوك أو عدم عفوك له، لا يلغي القانون، وإلا فسيعتاد العفو، ومن ثم السرقة، وهذا ما يجعنا نشدد في تطبيق القانون..

يتبع
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس