عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2009, 12:49 PM   #2
هنا متفائل
عضو


الصورة الرمزية هنا متفائل
هنا متفائل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22702
 تاريخ التسجيل :  01 2008
 أخر زيارة : 03-09-2009 (05:24 AM)
 المشاركات : 19 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
وبعد :
أخي الحبيب:من الذي بوسعك أن تفعله ثم لايمنحك إياه التفاؤل؟ هل تريد أن تنجح في حياتك؟ هل تريد أن تبقى أبد الدهر سعيداً؟وهل تريد أن تشرق حياتك بفجرجديد؟ أم تريد أن تتمتع بصحة جيدة؟أو تريد أن تفتح حقولاً جديدة تزرع فيها آمالك؟حسناً: كل ذلك يمنحك إياه التفاؤل , فقط :درّب نفسك أن تبحث عن ضوء ٍ في نهاية النفق , وأن تشعل شمعة في جنح الظلام, وإياك أن تعتقد أن العالم ضدك, وأنك ولدت مع سحابة رمادية فوق رأسك, لست بحاجة أن تكون ضحية لجذور اليأس , أو الافتراض بأنك تعاني من خيبة الأمل, يبدو جميعاً أننا نفقرذواتنا من حيث لا فقر, ونسقط أوراق جمال أنفسنا من حيث لا ربيع يفصل بين بهجة الحياة,ونكدها !! .
حاول دوماً أن توقد قناديل التفاؤل في داخلك, وأن تتمتع بنزول أمطار السعادة في أودية شعاب صدرك الكسير, فعن قريب تنقشع سحابة الحزن بوابل الطل في ندى أرض سويداء قلبك , لينبت فيك كل روضٍ بهيج من الأمل التليد , وسعدٍ في أغصان آمالك المزهرة, فالثمار يقطفها أزون الصبر, والحياة كل يوم تلبس ثوباً جديداً لتضحك في وجهك وترسم البسمة في دربك, إن المتفائل أكثر سعادة وأوفر صحة وأقدر على إيجاد حلول للمشاكل, فتفاءل أيها الحبيب: فالتفاؤل من الإيمان , والتفاؤل يجعل من الكوخ الحقير قصراً منيفاً, ويحول المتجر البسيط إلى مصنع كبير, ويجعل من الصحراء القاحلة حدائق غناء, وبدونه تغيض ينابيع الحياة وتذبل الأزهار ,وتخفي الشمس وجهها وتتحول موسيقى الحياة إلى نواح وعويل, بالتفاؤل صنع العظماء عظمتهم, وبالتفاؤل سكن المؤمن وارتاح, وبالتفاؤل عاش السعداء, فالتفاؤل رمز النجاح وبه تحيا الشعوب وتنهض الحضارات, وتستقيم الحياة ,ومن غيره لانصنع مجداً ,ولايتناغم الكون في نوره ,ولاتولد الأماني,ولايشعرالمرء بقيمة الحياة .
من التفـــاؤل يولد الأمــل ومن الأمـــل يولد العمــل ومن العمــل يولد النجــاح!! صحيح أن التفاؤل أحياناً قد لا يوصلك إلى أعلى درجات الثراء وأرقى المناصب, ولكنه يوصلك إلى أعظم من هذا كله أن تكون سعيداً في حياتك محترماً لنفسك ,مقدرا ًنعمة الله عليك , محققاً لكمال التوحيد بحسن ظنك بربك وإيمانك الكبير به سبحانه.
كم من إنسان انتهت حياته , ولما بعد يلفظ أنفاسه,مات فيه كل شيء, مشاعره , إنسانيته, حبه, إيمانه بربه, طموحاته , بثائر صنع قراره, كل شيء في طريقه مسدود , الآمال , الحقائق , النجاحات, وما ضيره هنالووقف قليلاً وأبصريرنو لنفسه مرتين: مرة لما خرج إلى هذه الدنيا إنساناً مكرّماً على سائر خلق الله, ومرة أخرى: بأن تفضل الله عليه وجعله مسلماً يمشي في الأرض بنور الله وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم يحتذي , إن هذه النظرتين هي النافذة التي من خلالها يطلّ الإنسان على جمال ذاته, ليفعم نفسه بواقع التفاؤل الأبدي, إن الإنسان الذي يجعل من حياته أقنعة سوداء ويحفر بيده أخدوداً من القار الأسود, ويجنّد ذلك في حرب نفسه الشريفة, ما هو إلا جماد في مضمار إنسان .فلماذا نعيش بلاحياة واعدة بالأمل ,ونموت ونحن لازلنا أحياء ,نحن حقيقة من نسعد أنفسنا أو نشقيها لاأحديسعدنا أويشقينا سوى أنفسنا.
وبعد: هذا الكتاب: محاولة رشيدة لإسعاد البشرية , وبث روح الأمل, واستنطاق مكامن القوة في الإنسان, محاولة متواضعة لإرساء مبادئ التفاؤل وإعزاز قيمه المثلى , ننقلك فيه مابين القصة التي تنسيك في عبرها آلام الدنيا ونصبها, وما بين الآية من القرآن التي تؤصّل فيك قواعد التفاؤل وتعززفيك حب الله وتعظيمه, وما بين الأحاديث الشريفة , وقصائد شعراء التفاؤل, وأقوال الحكماء المتفائلين, وحكايات تنبض بالمشاعر رونقاًوجمالاً , ومواقف لعظماء متفائلين قهروا اليأس وحطموا أسطورة الفشل, نريد أن نعّرفك على نفسك كثيراً, ونروّض في قلبك مشاعر الحياة الجميلة رغم قسوة الواقع الذي نعيشه اليوم!!.
بقي أن تعلم أيها القارئ الكريم: أنه لولا المرارة ما عرفنا الحلاوة, ولولا المحنة ما عرفنا المنحة, ولولا العطش ما عرفنا الري, ولولا الجوع ما تلذذنا بالطعام, فالسيئة تدفع بالحسنة, والشر يدفع بالخير , والشدة غمامة تمطر بالفرج القريب, والمرض يداويه الدعاء, والعافية تأتي بالشكر, وهذه هي سنة الحياة... إذ كيف يبدع ويخترع وينتج من لا يرى أملاً أبداً..!
وأُخرى ذات أشكال ممامضى, ليس هناك عظماء هكذا ولدوا, وإنما هناك أشخاص عاديون حركوا جذوة الإرادة من داخلهم وبذلوا وسعهم بالمحاولة تلو المحاولة, حتى وصلوا إلى سلم العظماء, فإن أخطر ما يشل الروح ويدمر كيانها هو الإقرار بالعجز قبل بدء المسير ! والعزوف عن المحاولة بحجة ألا هناك قدرة يملكها الإنسان تقهر المستحيل , إن العظماء في هذه الأرض حفروا أسماءهم بسجل التاريخ بعزمهم وهممهم وقوة تجلدهم أمام العثرات لا بذكائهم فحسب! ليس هناك شخص مطالب أن يكون سيد قارته , وملك الأرض , وتاجاً للإنسانية, ولكنه مطالب بأن يكون كالشاعر الألماني "جوته"حين وصف نفسه قائلاً: أنا كنجوم السماء لا تمضي في عجلة لكنها تسير سيراً دؤباً لا يعرف السكون "وهذا حق فإن في الحركة بركة وفي السكون الموت والعجز والفشل , والحركة ولو كانت بطيئة مع مداومة ومتابعة واستمرار خير من ألف سرعة توصلك إلى أن تفقد سيطرتك عند إرادة الوقوف أمام إشارة الحياة التي تحذرك من التجاوز الخطير ,ولأن الحياة ليست طريقاً مستقيماً مفروشة بالورود, ولكنها متعرجة تنقلك من محنة إلى محنة أحياناً, وأحايين كثيرة لا تدوم المحن , كما السعادة لا تفنى, والأحلام لا تنجلي, والخير في طريقك كالسيل أنّى حل أسقى الحياة بكل ألوان الجمال, فما أجمل جمال نفسك أيها المتفاءل المبارك!! انطلق هيا فالتفاؤل يمطر ذهباً, ويمطر أملاً, ويمطر سعادة الآبدين , فخذ من ذهبك قبل أن تذهب بك الأحزان في كل مقعد.
يقول سيد قطب رحمه الله: "إن الفرح الصافي أن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكاً للآخرين ونحن لازلنا أحياء؛ فالمفكرون وأصحاب العقائد كل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها".
وهناأريد أن أنبه على أشياء مهمة :
1-قدتجدفي هذا الكتاب بعض القصص عن الغربيين وبعض النقولات عنهم ,فلايعني ذلك أنهم عظماء ,بل لايستحقون من العظمة ولاقيد أنمُلة ,ولكن ماذكرناه عنهم نريد منه رفع الهمم ودفع اليأس. والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذبها, فالقوم لايملكون إيماناًراسخاًبالله,ولكنهم استطاعوا أن يتفائلوافي حياتهم وأن يتمتعوا في دنياهم ,والمؤمن من باب أولى أن يكون متفائلاًعظيماً نابذاً للحزن والأسى والقلق والضيق.
2- لم أجعل في الكتاب حواشي ,تبعاًلطريقة السلف في التأليف, فإنهم إن نقلوا من أحد جعلواذلك في أصل الكتاب , وفي ذلك فائدة صحية على العينين بحيث لاتتحرك من أعلى إلى أسفل مباشرة بل تتدرج في القراءة.
3-هذا الكتاب خلاصة لعشرات الكتب التي ألمّحت لموضوع التفاؤل إلماحاًبسيطاً,أوتخصصت في هذا الفن,سيوفرلك جهدعناء البحث والتنقيب في الكتب الشرقية والغربية المترجم منها وغير المترجم ,وكذلك عشرات المجلات العربية والغربية القديم منها والحديث!! جهد بحثٍ استغرق منا ألف وأربعمائة ساعة في قراءة مواضيع التفاؤل والسعادة,وهوتكملة لكتابٍ قمنابإعداده بعنوان "ابتسم للحياة".
وأخيراً:لاتعجل!! إن كنت مكثت سنين تبحث عن صديق يحرّك حماستك وتفاؤلك تجاه هذه الحياة ويشجعك على تجاوز بعض المعوقات التي تربك طريقك المزهر,فليس كثيراً أن تجعل محطات هذا الكتاب صديقك الذي لاينفذ بره وإحسانه, ليصنع منك معنىً رائعاً من معاني التفاؤل ,فهل تبخل على نفسك أن تنفق من وقتك بضع سويعات في قراءة هذا الكتاب الذي آمل أن يكون بغيتك وحثيث سعادتك,وإن كان لابد أن تقرأ جمالك في هذا الفضاء, فاقرأ مرآة هذا الكتاب ومرافيه ,حتى تجد نفسك يوماًما في كنف شلالات التفاؤل وزقائق عصافير الأمل وربما إلى سعادة لاتقف بك إلّا في الجنة.لقداستطاع الروائي "غابريل ماركيز" أن يعبر عن هذا المعنى جلياًبعدمااكتشف إصابته بالمرض الخبيث –السرطان- وشعربظلال الموت تزحف لتنهي حياته الحافلة فكتب على موقعه على شبكة الانترنت رسالة موجهة إلى قرائه قال فيها:آه لومنحني الله قطعة أخرى من الحياة..!!لاستمتعت بها-ولوكانت صغيرة-أكثرممااستمتعت بعمري السابق الطويل ,ولنمت أقل,ولاستمتعت بأحلامي أكثر,ولغسلت الأزهار بدموعي ,ولكنت كتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج ,وانتظرت طلوع الشمس كي تذيبها ,ولاأحببت كل البشر, ولماتركت يوماً واحداً يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أني أحبهم,ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي ولكن هيهات أناعلى مشارف الموت الآن....!! إذن لاتخرج من حياتك وأنت لم تستمتع بعد!! . نسأل الله التوفيق والسداد والإخلاص في القول والعمل.
كتبه
عبدالكريم بن عبدالعزيز القصير


 

رد مع اقتباس