عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2009, 12:50 PM   #3
هنا متفائل
عضو


الصورة الرمزية هنا متفائل
هنا متفائل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22702
 تاريخ التسجيل :  01 2008
 أخر زيارة : 03-09-2009 (05:24 AM)
 المشاركات : 19 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لماذا هذا الكتاب
ذكرت تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن 5:2%من سكان العالم يعانون من حالة شديدة أو متوسطة من الاكتئاب أي لدينا حوالى300 مليون غير سعيد!!بل تشير آخر إحصائيات الصحة العالمية أن حوالي 10%من سكان العالم يعانون من آفة الحزن و الإكتئاب ومن بينهم بلاد المسلمين وهم في إزدياد. بل يعد الاكتئاب والقلق أعلى نسبة مرضية في المستشفيات النفسية في العالم حيث أن هناك أكثر من مائة مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب والقلق , وهؤلاء المرضى فعلاً سمحت لهم الفرصة أن يذهبوا لمراكز العلاج النفسي .. ناهيك عن الذين لا زالوا يتخوفون من عرض حالاتهم النفسية على أطباء نفسيين ولا يحبذون الذهاب للمستشفيات النفسية لسبب أو لآخر , فيقعوا فريسة لآلامهم ومعاناتهم فيقبعوا في إرهاصات الضغوط وإكزيما القلق, ولأن الاكتئاب والتشاؤم له آثار نفسية خطيرة على الفرد والمجتمع وأضراره واضحة نشاهدها في حالات الانتحار وإزهاق أرواح الآخرين بدون ذنب سوى حب الانتقام ,حيث في السنوات الأخيرة, زادت حالات الإنتحار عندنا في السعودية فقد أكد المصدر المسؤول في مركز الطب الشرعي في حديث خاص لـصحيفة:«الشرق الأوسط»، زيادة نسبة حالات الانتحار في السعودية بشكل عام وبين الجنسين عاماً بعد عام.
مؤكداً «أن آخر إحصائية لعام 2006، صدرت أخيراً من مركز الطب الشرعي ـ وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها ـ تشير إلى أنه بلغت -266- حالة ناجمة عن الانتحار أو يشتبه بكونها ناجمة عنه، حيث بلغ عدد المنتحرين من الذكور -212- ذكراً، أي بنسبة 79.7 % ,في المائة وتشكل الإناث ما نسبته 20.3 %,في المائة».
وتأتي الإحصائية بشيء من التفصيل لتضيف «بأنه بلغ عدد حالات الوفيات الناجمة عن الانتحار بين السعوديين 100 حالة، بما يعادل37.6 في المائة، كان منها- 82- ذكراً و-18- أنثى، ». وهذه الحالات كانت ناتجة عن أمراض نفسية أودت بهم إلى الانتحار!! عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ..
ومن أضراره أيضاً:كما أكدت بعض الدراسات العالمية أنه كلما زاد الإكتئاب والقلق زادخطر الإصابة بالجلطات القاتلة.
ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب لتلافي هذه السلوكيات المشينة, ولاستلزام الوقاية العلاجية, إن الحياة أيها القاريء:لا تتوقف أبداً ومياه النهر لا تكف عن الجريان ,فأبحر معنا في أنهار التفاؤل , وبحور الأمل, حتى نصل إلى المرفأ, ولا تأوي إلى جبل الأحزان والمآسي , فلا عاصم اليوم من أمر الله إلا بالله ثم بالتفاؤل والبهجة والسرور , فابتسم, واضحك, وتمتع, واعمل, فالحياة قصيرة لا تستحق أن نقصر أيامها بالمعاناة وطول الأنين!! .
تعريف التفاؤل
لغة: قال ابن الأثير رحمه الله: "يقال: تفاءلت بكذا وتفأَّلت على التخفيف والقلب، وقد أُولع الناس بترك همزه تخفيفاً" .
وقال ابن حجر: "الفأل مهموز وقد لا يهمز، قال أهل المعاني: الفال فيما يحسُن وفيما يسوء، والطيرة فيما يسوء فقط، وقال بعضهم: الفال فيما يحسُن فقط والفال ما وقع من غير قصد بخلاف الطيرة" .
وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالكلمة الطيبة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم سئل: ما الفأل؟ فقال: ((الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم)) . رواه أحمد ومسلم .
فمثال ذلك أن يكون الرجل مريضاً فيسمع من يقول: يا سالم، أو يطلب ضالة فيسمع من يقول: يا واجد، فيعجبه ذلك ويتفاءل به.
وقيل الفأل : قول أو فعل يستبشر به . يقال : تفاءل بالشيء تفاؤلاً وفألاً ، وقد يستعمل فيما يكره ، يقال : لا فأل عليك أي : لا ضير عليك . وفي الحديث : « أحسنها الفأل » وهو أن يسمع الكلمة الطيبة فيتيمن بها ، وهو ضد الطيرة ، كأن يسمع مريض يقول : يا سالم ، أو طالب: يا واجد . « وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه إذا خرج من بيته أن يسمع يا راشد يا نجيح » (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح) . قال العلماء : يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء ، والغالب في السرور ، والطيرة لا يكون إلا فيما يسوء . قالوا : وقد يستعمل مجازاً في السرور يقال : تفاءلت بكذا بالتخفيف ، وتفألت بالتشديد وهو الأصل .
قال العلماء : وإنما أحب الفأل لأن الإنسان إذا أمل فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوي ، أو ضعيف ، فهو على خير في الحال وإن غلط في جهة الرجاء ، فالرجاء له خير ، وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى ، فإن ذلك شر له ، والطيرة فيها سوء الظن ، وتوقع البلاء.
-أما الفأل شرعاً فهو:حسن الظن بالله .
- أما التفاؤل عند علماء النفس فتعريفه هو : نظرة استبشار نحو المستقبل تجعل الفرد يتوقع الأفضل وينتظر حدوث الخير ويرنو إلى النجاح ويستبعد ماخلا ذلك " .
أي أنه: عقل و تفكير من يزن الأمور و يقدرها تقديراً كاملاً سليماً و ينظر إلى ما حوله بنفس مرتاحة واثقة مؤمنة و تطيب روحه و ترتفع به و تسمو إلى المعالي .
قال الماوردي: "فأما الفألُ ففيه تقوية للعزم، وباعث على الجدّ، ومعونة على الظفر، فقد تفاءل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزواته وحروبه، وروى أبو هريرة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سمع كلمة فأعجبته، فقال: "أخذنا فألك من فيك".
فينبغي لمن تفاءل أن يتأول بأحسن تأويلاته، وألا يجعل لسوء الظن إلى نفسه سبيلاً، كما ورد في الأثر "إنَّ البلاء موكل بالمنطق".
تقول الدكتورة موزةبنت عبدالله المالكي - أستاذة مساعدة في جامعة قطر قسم العلوم النفسية :"الإقبال على الحياة، التمني المستمر الذي لا يتوقف إذا ما تعثر الإنسان.. التجول في الحياة بفرح على الرغم من الانعطافات والأخاديد والحفر التي تواجهنا.. هذا هو معنى التفاؤل.
هذه بعض من مظاهره على الإنسان .. هو الإحساس المستمر بالزهو عند مواجهة التحدي .. والإيمان بأن التفاؤل والأمل هو أفضل الطرق لمواجهته .. إن التفاؤل هو بالفعل الأمل الذي تثبت جذوره على الرغم من العواصف التي تحاول أن تعصف به .. فهو كالشجرة الكبيرة الثابتة الممتدة الجذور في الأرض .. لا تستطيع الأعاصير مهما بلغت قوتها أن تجتثها أو تؤثر عليها.
إن التفاؤل يجدد شباب القلب، ويزيد من قوة الإنسان على الحب والانطلاق والإقبال على الحياة، كذلك فإنه عامل مهم لنجاح أي مشروع يقدم عليه الإنسان .. سواء كان مشروعاً فردياً ذاتياً .. كمشروع الزواج مثلاً .. إذا كان هناك تفاؤل مع حسن الاختيار والإقدام على الارتباط بنظرة متفائلة وأمل.. فإن هذا عامل مساعد لنجاح الزواج .. كذلك المشروعات الجماعية والتي لا يتم لها النجاح إلا بتعاون عدد كبير من الناس .. فإن التفاؤل الذي يعم على هؤلاء الأفراد يكون من أهم عوامل نجاح ذلك المشروع فكل مشروع اقتصادي لابد أن يكون التفاؤل من أهم عوامل نجاح هذا المشروع وأن يتمتع القائمون عليه بالتفاؤل.
فالتفاؤل هو بلغة الاقتصاد ضرورة اقتصادية مثلما هو ضرورة اجتماعية وذلك لأن المتفائلين هم الأكثر قدرة على التواؤم والانسجام الاجتماعي، وهم الأكثر قدرة على التكيف النفسي، أما المتشائمون فهم دائماً الأكثر قلقاً واضطراباً ونفوراً في حياتهم الاجتماعية.
إن التفاؤل ينعكس على الغير، فمن يعمل مع إنسان متفائل فإن الشعور والإحساس بالتفاؤل ينتقل كالعدوى من هذا الشخص إلى من يعملون معه، وبالذات من صاحب العمل، أو المسؤول عن العمل كذلك الأم، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الأم تبدي شعورها سواء بالتفاؤل أو التشاؤم في تعاملها مع أطفالها .. فنرى أبناء الأم المتفائلة المقبلة على الحياة بحب، والتي دائماً تتوقع الأفضل، يقبلون على الحياة أيضاً بحب وأمل .. يستمتعون بكل لحظاتها .. وابتسامة الأمل والرضا ترافقهم في كل أعمالهم، وذلك على عكس أولاد الأم التي يغلب على طبعها التشاؤم، والتذمر وعدم الإقبال على الحياة بأمل وتفاؤل..
كلمة أخيرة لكل من يعاني من غمامة التشاؤم التي قد تجعل الحياة سوداء، وتلبد سماءها بالغيوم.. أن يستبدل تلك المشاعر السلبية بالتفاؤل.. ليكن التفاؤل هو النور الذي ينير الطريق لكل منا لنرسم خطة نعيش بها حاضرنا مزينة بالتفاؤل، مزخرفة بالأمل لنفكر في الغد بروح مشرقة متفائلة.. لكي نقبل على الحياة بحب ونبدأ بتنفيذ ما نراه صالحاً من برنامج لحياتنا، بلا تردد بل نطعّم ذلك البرنامج بالتفاؤل لزيادة إمكانية نجاحه.. فالتفاؤل يضيف إلى عوامل نجاح أي برنامج يصنعه الإنسان لنفسه عاملاً مهماً عاملاً ايجابياً نابعاً من أعماقنا، فالحياة شاقة، وليست هينة سهلة على الإطلاق، ولا يجتازها بأمان إلا كل من تسلح بأكثر من سلاح لمواجهة التحدي اليومي الذي يصادفنا، لذلك يجب ألا نخشى الحياة، وبالذات إذا كان التفاؤل مرافقاً لنا في كل عمل ننوي القيام به، وحليفاً لكل أفكارنا ومشاعرنا التي تدعم تلك الأعمال .. لنصل إلى ما نصبو إليه."ا.هـ.


 

رد مع اقتباس