عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2009, 11:00 PM   #2
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


مَفْسَنَة مُقْدِيوية: هي روت مرضي، يحدث في المواطن الوسطى – الأكتاف من ضمنها -، يُفْضِي إلى فسان بين الخفة والحدة..
لنسأل المفسنة مُقْدِيوية عن حالها:
أيتها المفسنة المُقْدِيوية فقد مللنا من توجيه أسئلة إلى التذخاوي، ونريد أنْ نسألك بدلا منه: مَنْ أنت؟
أنا روت مرضي، بين الخفة والحدة، أقيم في الوَسِطَات (المواطن الوسطى)، فإذا انتقلت من هذه المواطن، تتبدل صفتي، وأصير مَصْدعة لو كنت في الرأس، ومَثْقلة لو كنت في الرجل، أو اليد، إلى جانب صفات أخرى لا حصر لها في المواطن المذكورة، باختصار أنا مثل الحرباة أتَلَوَّنُ بلونِ المواطن التي أقيم فيها – أو أمُرُّ من عليها -، إلى جانب أنني متعددة الصفات حتى داخل الموطن الواحد، وهذا يتوقف على شِدَّتي..
أيتها المفسنة المُقْدِيوية كيف تُهَاجين؟
أُهاجُ بِحُدُوث مشاكل في المركز المقابل، أقصد الدم، فعندما يسري الترو فيه؛ أتحرك أولا، فإذا كان الترو الذي يسري في الدم بين القليل والكثير، ويَحْدُث قليلا، يُضَاف إلى تَحَرُّكي روت متلاش، أما لو كان الترو الذي يسري في الدم بين القليل والكثير، ويحدث كثيرا، فَيُضَاف إلى تَحَرُّكي روت مشددي؛ وبهذا أنتقل إلى فرع أشد ولكن ليس بسرعة، فلو انتقلت بسرعة فهذا يعني أنَّ الترو الذي يسري في الدم كثيرا، ويَحْدُث كثيرا، عافاكم الله مني، فأنا أخاف أنْ أُسْتَخْدَم في الحروب، فأعداء الإنسان كُثُر، ألا ترى أنَّهم يجعلوني أحْدُث بالـ"صِّوَتْيَان"، فكيف لو صنعوا نسخة مني بطريقة معينة، ونقلوني إلى الناس بحجة أنَّهم أعداء أناس آخرين.. صدقني لا عدو لهم إلا أنفسهم المَسْوَئية!..
فُسَان مُقْدِيوي: هو تنفس صعداء مرضي، حيث يرتفع الصدر وسطيا، ويحدث هذا الارتفاع كثيرا، ولكنه وسطي من حيث شدته، وليس حادا.. الفترات (من فتر لا مدة) بين الرفع والآخر، ليست طويلة..
مثال على هذه المفسنة: مَفْسَنَة أقْجُوحية:..
توقفنا سابقا عند قول العامل الآخر، وهو: يبدو أنني سأتوقف عن العمل لمدة معينة، فأنا لا أشعر كما يجب، فقال له التذخاوي: سننهي العمل الذي نعمل فيه بعد أسبوع، فلنُنْههِ ثم اعمل ما تراه مناسبا لك، ولكن الذي نعمل معه رفض، فقد قال: أنَّه اتفق مع صاحب بيت ليضبط بيته، فقال العامل الآخر سأرى، ولم يَرُد الذي يعملوا معه، لعلمه أنْ العامل الآخر مُطِيع لأنَّه يعز الذي يعمل معه، وهذا ما حدث، حيث أنهيا العمل الذي كانا يعملان فيه، وانتقلا للعمل في البيت الذي يحتاج تضبيط، فَبَدَأ العامل الآخر يعمل ومعه التذخاوي، وكان العامل الآخر قد صارت فُسناته تقترب من قطع نفسه، لا بل لم يلبث مع التذخاوي في البيت المذكور إلا ثلاثة أيام، إلا وقد بَدَأ يَشْعُر بفُنَاغ، وقد تعجب التذخاوي أنْ يسير المرض مع العامل الآخر بهذه السرعة..
وبعد أنْ أنهيا يوم عملهم، عادا إلى بيوتهم، وفي اليوم التالي قال العامل الآخر للتذخاوي، أنَّه أصيب بفُناغ أمس في البيت عندما كان جاره عنده، فقال له جاره مازحا : يبدو أنَّك تغرغر، رغم أنَّ المقام ليس مقام مزاح، فسأله ما الذي تعاني منه؟
قال: فُناغ..
فسأله جاره: وما الفُناغ؟
قال: هو فُسان عندما يقطع النفس تماما تقريبا، فإذا اسمريت في التنفس، فإنِّي أشعر بطقه حيث الفَغِنَة (مكان المفنغة)، وهي ليست الفسان عندما يتنفس المريض الصعداء، بحيث يرتفع إلى أقصى حد ممكن، بل هذه قد تأتيك في بداية الفسان، أي قبل أنْ تُدخل هواء كثيرا: تَحْدُث..
فقال جاره: هذا – حقا – شيء عجيب، أعذرني سأذهب لأنام..
فقال التذخاوي: لقد أحسن جارك عملا عندما ذهب لينام، فإنك امرئ عامل وتحتاج أنْ تنام، فجارك سِهِّير، وحاله لا يناسبك، فتكلم العامل الآخر بكلام يكاد لا يسمعه التذخاوي، وهو: ولا أنت تناسبي، فقد ذقت الأمرين منك، قاتلك الله..
فقال التذخاوي: ماذا تقول، مدعيا أنه لم يسمع؟
فقال العامل الآخر: إنَّ المسؤول عن العمل ينادينا..
بعد يومين من فُناغه، كان يعمل على بعد مترين من مكان عمل التذخاوي، سَمِعَ التذخاوي فسانا مُقْدِيحيا، وربما فسانا اقْدُحاني؛ وذلك لأنَّ وجوده بجانب التذخاوي يجعله وتاريا، فقال التذخاوي له: ما الذي يجري لنفسك؟
فقال له: ولماذا لا تسأل نَفْسك، فأنت تعاني ممَّا أعاني؟
فقال التذخاوي له: أنا أعلم بما يحدث معي بنسبة ما، ولكن سألتك لأستفيد، فربما ما تملكه من معلومات، من خبرتك، لا أملكه، ويبدو أنَّ هذا الكلام وتره، فأصيب بفناغ مُقْدِيحي، وقال: تبا لهذه الحياه، ما الذي يحدث معي، فالطبيب قال: أنَّ صحتي جيده، ولم يظهر له ما يشير إلى أي مرض عندي، وها أنا أشعر أنَّني أتنفس من ظهري، فقال التذخاوي متعجبا: تتنفس من ظهرك!، ماذا تعني بهذا الكلام؟
قال العامل الآخر: يا أخي المنفغة التي حصلت معي قبل قليل، كانت في ظهري، وحدثت معي قبل ساعة في قشرة بطني، وقبل ساعة ونصف حدثت في صدري، أنَّه – حقا – يوم فُنَاغي..
سأله التذخاوي: ما الفرق بين المفسنات والمفنغات؟
قال: المفسنات تحدث في قشرة البطن والصدر والظهر، وكذلك المفنغات، ولكن المفنغات تحدث داخل المفسنات، أي أنَّ مكانها أضيق من مكان المفسنات، فالمفسنات ممكن أنْ تكون في كل محيط الوَسِطَات، أما المفنغات، فلا تكون ألا في مكان صغير بالنسبة للمفسنات..
قال التذخاوي: والله معلوماتك جيدة، فكيف علمتها؟
قال العامل الآخر: التجربة يا سيدي، فقد قررت أنْ أفهم ما يحدث معي، فصرت أوتر نفسي لكي أصاب بفسان أكثر، حتى أنني تمشكلت مع زوجتي، فذهبتْ إلى بيتها، وصرتُ عندما أريدها، لا أجدُ غير يدي، فهي زوجتي، حتى أنني عملت وليمة في يوم زواجي منها، ولكن العجيب يا تذخاوي، أنَّ الاستمناء يُزِيد المفسنات، حتى أنني لا أفهم المفسنات على الوجه الصحيح، إلا من خلاله، وخصوصا الاستمناء المجهمي..
فقال التذخاوي: أسكت، فضحتنا يا تجهامي، ولم يبق زيادة في الفضيحة، فعندنا بعد ستة أمتار هناك عمال، فربما سمعوا ترهاتك، ولكن العامل الآخر اعترض، وقال: ربما يكون الأمر كما تقول، ولكنَّني أرى أنَّ ما فعلتُه زادني علما بالمرض، خصوصا وقد قطعت على نفسي عهدا، بأنْ أجعل من جسدي مختبرا متنقلا للبحث العلمي في هذا الموضوع..
فقال التذخاوي معترضا: لا تفعل، فلست بحاجة إلى مزيد من المرض، فأنا لم أرَ في حياتي من يريد تَكْثِير مرضه بنفسه، إلا أنت!..
رد العامل الآخر معترضا: ليس الأمر كما تتوهم، فربما هناك من يزيد مرضه، بهدف الغوص في أسباب هذا المرض، وتحركاته، وتشكلاته..
فقال له التذخاوي: أتمنى لك النجاح، رغم أنني أفضل ألا تزيد مرضك..
فشكره العامل الآخر، على دعمه له، رغم أنَّه فضل ألا يكون باحثا في المرض..
مَفْسَنَة مُقْدِيحية: هي إفرازات (علة) مرضية قدمية حادة، تكون في الوَسِطَات، وتُفْضِي إلى فُسان مقديحي..
إنْ داوم صاحبها الغضب، والحزن، والتفكير المألمي؛ فإنَّ سيصل إلى مَفْسَنَة مُقْدِيحية3، ومنها ينتقل إلى الفومليين..
فُسَان مُقْدِيحي: هو تنفس صعداء مرضي حاد، حيث يرتفع صدر صاحبه كثيرا، ويحدث كثيرا، أحيانا يمكن رؤية صاحب هذا الفسان يرفع صدره من فسانه كثيرا جدا، بحيث يميل الرأس إلى الجانب والخلف، ويظهر جزء كبير من مقلته، وأحيانا لا يميل ولكن يظهر جزء كبير من مقلته، فصاحبه يفتح عينيه كثيرا آنه، ففتح العيون يبدو تعويضا عن الميل، فهو في هذه الحالة يقدم رأسه إلى الأمام، ويكون تقديم الرأس إلى الأمام مقصودا تارة، وغير مقصود تارة أخرى..


 

رد مع اقتباس