15-07-2009, 01:49 PM
|
#1
|
عضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27460
|
تاريخ التسجيل : 04 2009
|
أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
|
المشاركات :
950 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
أبناؤنا ليسوا حيوانات
أبناؤنا ليسوا حيوانات
ليس هذا درسا في التربية، أو الديونطولوجيا،
ولا هو قطعا طريقة لتلقين الآخرين كيف يتعاملون مع أبنائهم...
فمن أنا حتى أنصب نفسي مدير ضمائر؟
فأملي على الآخرين ما يجب فعله...
وما يجب تركه وتجنبه...
لكني أريد فقط أن أدق ناقوس الخطر، من خلال إثارة موضوع شدني إليه طويلا...
تاركا للآخرين حرية الانطباع والتفكير...
وأكيد، حق الرأي والتعبير...
اعتدنا أن ندخل بيوت أقاربنا، وأصدقائنا، وأهلنا... وكثيرين آخرين نحبهم...
وبقدر ما نحبهم بقدر ما نكره، ونستهجن، فيهم بعض أساليبهم في التربية،
وأقصد بالذات تربية أبنائهم، خاصة في أطوار نموهم الحرجة،
جافة وقاحلة هي أساليبهم، وعواطفهم...
رغم أنها بالمجان...
وهذا مؤسف حقا.
ندخل بيوتا فنسمع أباء وأمهات ينادون عن "كلاب" لا تنبح،
و"حمير" لا تنهق،
و"أبقار" لا تخور...
فنلتفت لنرى "حديقة الحيوان" هذه،
فلا نرى إلا أبناءهم، الذين احمروا خجلا أو حياء،
أو خجلا وحياء...
فهذا ينادي ابنه: تعالى أيها "الثور"...
والآخر: ألا تفهم "ياحمار"...
والأخرى: لماذا لا تسمعين يا "بقرة"، أو يا "كلبة"... وهكذا...
الإنسان الذي كرمه رب العزة، من فوق سبع سماوات، تهان كرامته وتمتهن...
وممن؟
من أقرب الناس إليه، الذين يفترض أنهم أكثر الناس قربا وحبا له...
وبعد ذلك ترى الأب، أو الأم، يتساءل في استغراب عن سبب انطواء ابنه وعزلته...
أو حتى "عقده" و"اضطراباته" النفسية... وفي بعض الأحيان، وبعد فوات الأوان غالبا،
يتساءل الأبوان، في دهشة، عن سبب عقوق أبنائهم، وردات أفعالهم تجاههم؟
رحم الله عمر بن الخطاب، جاءه الرجل يشتكي عقوق ولده،
فاستدعى عمر الولد وسأله عن سبب عقوقه لأبيه،
فأجاب الولد: هذا أبي لم يحسن اختيار أمي، فاختارها جارية سيئة الطباع،
ولم يحسن اختيار اسمي، فسماني جُعلا،
ولم يحسن تربيتي، فلم يؤدبني بالعلم...
فالتفت عمر إلى الأب، وقال: لقد عققته قبل أن يعقك...
.......
فهل من متعظ؟
...................................(د. عبد العزيز غوردو)
|
|
|