عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2009, 02:57 AM   #2
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


فقال خالد: تفضلي، ودخلت فرتبت بعض الملابس، وتَذَكَّر خالد محفظته التي فيها ماله التي في الغرفة التي نام فيها، فهو لا يعرف البنت، فهو في بيته الذي في منطقته التي جاء منها إلى مصر لا يأمن أحدا على محفظته، فكيف بهذه البنت التي لا يعرفها؟!، فذهب إلى الغرفة، وأخذ المحفظة ووضعها في جيبه، ولمَّا انتهت الخادمة من ترتيب وتنظيف ما رأت أنَّه بحاجة إلى ترتيب وتنظيف، طلبت من خالد مالا مقابل خدمتها، فقال خالد: ولكنني لم أطلب خادمة، فجلست على كرسي في الصالة، تنظر إلى خالد، فسألها خالد كم أجركِ؟
قالت: أنتم ستبقون في البيت خمسة أيام، ويكفيني عليها 300 جنية!
فقال خالد: ماذا؟!، واستدرك قائلا: أنا لا أريد خادمة، سأعطيك مقابل عملك الآن، ولا تعودي في الغد، فأنا خادم نفسي!
قالت الخادمة: كم تريد أنْ تعطيني على خدمتكم خمسة أيام.
قال خالد: 10 جنيها يوميا تقريبا، أي خمسين جنيها على خمسة أيام!
قالت الخادمة: هذا قليل جدا!
فقال لها خالد: خذي هذه خمسة عشر جنيها، ولا تعودي لي، فسأخدم نفسي بنفسي، وأخذتها وذهبت..
بعد أنْ ذهبت الخادمة، خرج خالد وأمه، وأوقف خالد سيارة، وقال لصاحب السيارة، نريدك أنْ توصلنا إلى المحلة الكبرى، فركبا السيارة وأمه، وسارت السيارة بهم إلى المحلة الكبرى، وعندما وصلوا إليها، اتصل خالد برقم مِهتاف الذي يلقبونه بقاهر الجن، ولكن لا أحد يجيب عليه، وقد قضوا ثلاث ساعات يبحثوا عن الملقب بقاهر الجن، دون جدوى، فالناس الذين يسكنون المحلة لا يعلمون عنه شيئا، أو على الأقل الذين سألوهم، وهذا جعل سائق السيارة يقول: لا أستطيع أنْ أقضي نهاري معك في البحث، فقال له خالد: سأزيدك أجرا لا تخف، ثم بحثوا أكثر، ولكن بلا جدوى، ولمَّا استيأس من العثور عليه، قال لصاحب السيارة: ارجعنا إلى مدينة نصر، حيث نسكن.. ولمَّا وصلا إلى مدينة نصر، دخل خالد وأمه إلى البيت الذي استأجره متعبين: جلسا على كنبات، وفتح خالد التلفاز ليرى ما يمكن أنْ يُسَلِّي، وبعد عدة دقائق ذهبت أمه لتصلي، أما هو فقد ذهب لينام من شدة التعب الذي حصل له في السفر إلى المحلة الكبرى ومنها إلى مدينة نصر، فالسيارة التي سافر فيها ليست مريحة، فالجلوس فيها دون السفر متعب، فكيف بالجلوس والسفر فيها؟!
رنينا بجانب الباب أيقظ خالدا، فذهب ليفتحه، فوجد الخدامة التي رتبت البيت في الصباح، ولكن معها بنت أخرى تبدو أكبر منها سنا، فالتي جاءت في الصباح تبدو فوق الخامسة والعشرين ودون الخامسة والثلاثين، أما التي جاءت معها عندما جاءت في المرة الثانية، فتبدو فوق السابعة والثلاثين ودون الخامسة والأربعين..
سألها خالد: ماذا تريدين، ألم أقل لك أنني لا أريد خادمة، فأنا سأخدم نفسي، فتدخلت البنت التي جاءت معها، وقالت: هون عليك، فسنراعيك..
قال خالد: تفضلي، لأرى كيف ستراعيني!
ولمَّا دخلتا بدأت الكبيرة ترتب في الأغراض، علما أنَّه لا يوجد ما يستحق الترتيب، ولكنها تُحَرِّك مُرتَّبا فتعيد ترتيبه!..
قالت وهي ترتب: بكم تريد أنْ نخدمكم؟
قال خالد: لا أدري، كم تريدي؟
قالت: 250 جنيها!
قال خالد: لا أريد من يخدمني، أو إنْ أردت أنْ تدخدميننا، فسبعين جنيها كافية لكن.
قالت أنتظر: سعري النهائي 100 جنيها، وهنا تدخلت أم خالد، حيث قالت: هذا كثير، يكفيكن خمسة عشرة جنيها يوميا، ثم كم دقيقة ستعملن في البيت، فعملكن لا يتجاوز الخمسين دقيقة يوميا، فرضيت البنت، وبدأتا في تنظيف الحمَّام والمطبخ، وهو تنظيف فوق تنظيف، ورتبتا بعض ما يجب أنْ يُرَتَّب من وجهة نظرهن، ثم خرجن من المنزل، وبعد ساعة ونصف من خروجهن رَنَّ جرس المنزل، ففتح خالد الباب، فإذا به شخص ينظف أمام المنزل، ويأخذ الزبالة التي أمام الأبواب، فسأله خالد: ماذا تريد؟ قال هل لديك زبالة، فدخل خالد إلى المطبخ، وأخذ قرطاسا صغيرا وأعطاه الرجل، ووضعه الرجل في قرطاس كبير، ولكنه لم يذهب، بل بقيَّ واقفا أمام الباب ينظر إلى خالد، فسأله خالد: هل تريد شيء؟
قال: بلى، أريد ثمن أخذي الزبالة.
قال خالد: كم تريد؟
قال الرجل: خمس جنيهات..
مد خالد يده إلى جيبه وأعطاه خمس جنيهات، وفي صباح اليوم التالي، جاء الرجل نفسه يطلب الزبالة، فقال: خالد بكم تنقلها، قال الرجل بخمس جنيهات، قال خالد: دعك منها، فسأنقلها بنفسي، فأنا سأخدم نفسي بنفسي، ما دمت في البيت!، ولمَّا سمع الرجل كلام خالد ذهب ولم يعُد..
خرج خالد وأمه من البيت ليبحث خالد عن قاهر الجن، فأوقف سيارة، وقال: أريد أنْ أبحث عن شخص، ولم يفصح خالد للرجل، فلم يكن يريد أنْ يُعْلِم أنَّ هناك من يعاني من مرض الروت، ولكن الرجل أحسَّ ببداهته، من خلال تكالم خالد مع أمه، أنهم يبحثان عمَّن يَدَّعُون أنَّ لهم علاقة بالجن..
قال السائق: أنَّ قريبة له تعرف شخصا قويا بهذا الشأن، ولكن الذي تعرفه في طنطا!.
قال خالد: خذنا إليه، ولكن السائق قال: طنطا بعيدة عن القاهرة، فهل أنت قادر على دفع أجرتي؟!
قال خالد: كم تريد..
قال السائق: 200 جنية.
قال خالد: هذا كثير، وبعد أخذ ورد، رضيَّ بـ 150 جنيا، ذهابنا وإيابا، لا بل أنْ عليك أنْ تقضي نهارك معنا 150 جنيها، فنحن لا نعلم شيئا، خصوصا أننا قد نبحث عن غير الذي تعرفه هناك..
ذهب سائق السيارة ليحصل على ترخيص للسفر بسيارته خارج القاهرة، ولمَّا حصل عليها، جاء معه رجلا، أراد أنْ يُسَلِّيه في الطريق الطويلة، ولمَّا وصل إلى طنطا - بعد عدة ساعات من السفر، بسيارة تجعل السليم مريضا -، بدأ يبحث عن الرجل الذي يعرفه، وسأل عنه كثير من الناس هناك، ولم يعرفوه، ولكن بعض الناس الذين سألهم، قالوا له يوجد رجل يعمل بنفس العمل، ولكن عمله واضح، وحاصل على براءة اختراج لدواء يعالج به كثير من الأمراض، ومن ضمنها ما يسمى بالأمراض النفسيه، ووصل إليه، فجلسوا جميعم في محل المعالج، المقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- قسم للذكور، وهو في بداية المحل..
2- قسم للإناث، وهو الذي يلي قسم الرجال، وهو معتم بعض الشيء، فهو مفصول عن قسم الرجال بحائط، بإرتفاع مترين تقريبا، وطوله أزْيَد من مترين تقريبا، والفتحة الباقية بابا للدخول والخروج، فهو الباب الذي يدخل الرجال منه إلى القسم الثالث:
3- قسم للمعالج، وهو الذي يلي قسم الإناث، وطوله تقريبا ثلاثة أمتار، وكذلك عرضه، وطول أزيد بقليل من بقية الأقسام..
ولمَّا دخل خالد وأمه إلى القسم الثالث، وجلس على كنبة مريحة جدا، مجاورة للباب، وأمه جلست على كنبة مقابلة للباب، أما المعالج فكرسيه معاكس لإتجاه الباب، حيث كان يسأل أمه عن حاله، وما مرضه، وكيف يتصرف، ثم سأل خالد، عن مصابه، فقال خالد: أشعر بحمى شديدة، وأشعر بضيق، وأشعر بخنق بعض الأحيان، وفي شفتي حمى شديدة، ووجهي مشدود، قال هذا وهو تشفاذي وهذا ما جعل المعالج يُكْثِر من لحس يمين فمزه، ولمَّا انتهى من كلامه، قال لأم خالد: أنَّ خالدا سَيُشْفَى بإذن الله، ولمَّا سمعت أم خالد هذا الكلام من المعالج بكت، فمرض أبنها لا يريحها، وهل هناك أم ترتاح إذا كان ابنها مريضا؟!، فوجود شخص في البيت يجعل أهل البيت يكثرون من الكلام عن المرض: لنذهب إلى ذاك المعالج، بل المعالج الآخر أفضل، لا سمعت من صديق أنَّه لا ينفع، بل غيره أفضل، وهذا الدواء جيد، لا بل ذاك أفضل، وهكذا لا يكلوا ولا يملُّوا من الكلام عن المرض..
بعد أنْ بكت قالت: بارك الله فيك، فالمرض يؤلمه ويؤلمنا أيضا، مع اختلاف بين الألمين..
سألَ المعالجُ خالدا: هل قُرِأت الرقية الشرعية عليك؟
قال خالد: قُرِأت عليَّ كثيرا، بحيث من كثرتها أجد صعوبة في إحصائها، ولكنها لم تُجْدِي نفعا!
قال المعالج: ولكن الذين يقرؤون يختلفون، فالذي يتمثل الآيات المقروءة؛ تُرْجَى منه نتيجة مقبولة! - يبدو أنه كان يقصد نفسه -..
فقال خالد: إنْ شاءَ اللهُ يكون خيرا..
وبعد أنْ قال خالد: إن شاء الله يكون خيرا، بدأ المعالج في قراءت رقيته الشرعية، ولكن خالدا على ما يبدو لا تنفع معه لا رقية شرعية، ولا غير شرعية!!!!!..
وقد رأى المعالج، أنَّ خالد لا يتحرك، ولا يستجيب للرقية، فخالد يسمع الآيات، وينتظر ما الذي يمكن أنْ تُحْدِثه، حتى أنَّه حاول أنْ تُؤثر الآيات فيه، فَتُحْدِث حركة أو ما يريده المعالج بالضبط، ولكن أقصى ما كان يُوصل إليه رفة في بعض المواطن، وهي على الأغلب من تدخل خالد، فلولا تدخل خالد لَمَا حَدَثَت الرفة ، فهو عندما يَسْتَمع للقارِي فإنَّه يركز كثيرا على معاني الآيات، ويجد صعوبة في تسليم نفسه للقارِي، فقد حاول كثيرا تسليم نفسه، ولكن بلا جدوى، وربما عدم تسليم نفسه لهم هو الذي جعله بمنآ عن تأثيرهم فيه..
رؤية المعالج لخالد في دَبَمه (الدَبَم: عدم استجابة المريض للراقي) - فهو ليس مثل الجمقيين (الجمق: استجابة المريض للراقي، فيتحرك ويخنق إلخ) - جعلته (المعالج) يقوم ويفتح مِقطار ووضع بعض النقاط منه على عرتمة خالد والموطن المحاذية لها من مقطاره، وكان يشبه رائحة الشومر، فقال له: كيف تَشْعُر، أشْعُر كما كنت أشْعُر عندما جئتك، فلا جديد غير الجديد الذي لا يمكن أنْ يُحْدِث جديدا، أقصد أنَّ الدواء الذي ظننتَ أنَّه يمكن أنْ يًؤتي ثمارا بسرعة، لم يؤتِ ثمارا، ولكن هذا لا يعني أنَّه لا يمكن أنْ يؤتي ثمارا، فربما لا بد من تعاطيه أياما كثيرة ليؤتي ثمارا..
وفي هذه الأثناء سأله خالد: أين يمكن أنْ أجد الرجل الذي أتيت من أجله، يقصد قاهر الجن كما يلقبونه، فهو يظن أنَّه يمكن أنْ يقهر جنه!!!!!..
قال المعالج: الرجل الذي تبحث عنه مشعوذ، ولا يتبع الدين في كل عمله، بل الآيات التي يقرأها، لإيهام الناس أنَّه يعمل بالقرآن، وليس بما يخالفه، من كفريات!..
وبعد دقائق قليلة، جاء المعالج بعبوتين تسع كل واحدة لترين، ملئية بسائل يميل لونه إلى الزرقة، وهو الدواء الذي يزعم أنَّه أشْفَى ما يزيد على نصف مليون شخص، من أمراض كثيرة، أي أنَّ دواءه يَقَضي على أكثر من مرض، وليس مرضا واحدا.. ووضع مع العبوة مقطارة صغيرة، وقال له: عُد بعد أن تنهيها، أي بعد ثلاثة أيام تقريبا، وسأله خالد كم ثمنها: على ما يذكر خالد أنَّ الرجل قال أنَّ ثمنها 500 جنية..
سلمه خالد 500 جنية – على ما يذكر – وخرج هو وأمه، فوجد ساق السيارة التي جاءوا فيها من القاهرة، في قسم الذكور، وقال له خالد، فلنذهب، فركبوا السيارة، وتحركوا، فقال خالد للسائق: نحن جائعون، فبحث عن مطعم، ولمَّا وجد مطعما، صف قريبا منه، ونزلوا جميعهم ليأكلوا، فطلبوا طعاما، ولم يكن خالد يعتقد أنَّ يجب أنْ يدفع ثمن طعام السائق ومرافقه، ولكنه قال: لا بأس، فلا أريد أنْ أتمشكل معهم، فليمر اليوم على خير، وأكلوا جميعهم، فكان ثمن الأربعة 50 جنية تقريبا، ودفعها خالد، وركبوا السيارة وتحركوا إلى القاهرة، وممَّا قاله خالد في الطريق لصاحب السيارة، أنَّ الطعام لم يكن لذيذا، فقال السائق: لا أظن أنَّه لم يكن لذيذا، فهو في جميع الأحوال مقبول..
فقال خالد: ربما لأنني لم أعتد على أكل المصريين بعد..
فقال السائق: ربما يكون كلامك صحيحا..
فقال خالد: لا شك في صحته، فالإنسان لكي يعتاد على طعام غير الطعام الذي اعتاد عليه، يجب أنْ يمر بمدة يتكيف فيها مع الطعام الذي لم يعتد عليه، ثم أنَّه مع مرور الوقت يمكن أنْ يميل إلى المأكولات التي تقترب من التي اعتاد عليها، عن طريق الخبرة..
بعد أن قال خالد كلامه السابق، خرج عن الموضوع، وقال: الأجواء حارة جدا، كما أنَّ السيارة تزيد حرارة الأجواء..
فرد السائق: إنْ شاء الله سنصل إلى القاهرة قريبا، فأعمرها، ولمَّا وصلوا القاهرة صارت السيارة، تصدر أصواتا من كل ناحيه منها، فهي ليست للسفر البعيد..
ولمَّا وصلوا إلى مدينة نصر، نزلت أم خالد، ونزل خالد فأعطى السائق بقية ماله، وذهب السائق، وذهب خالد وأمه إلى البيت، وأغلق خالد الباب، ثم دخل إلى الصالة وشرب من دواء الرجل، ووضع على أنفه منه، وذهبت أمه لتصلي، أما خالد فدخل إلى غرفته ونام، بعد وعثاء السفر، وبعد عدة دقائق سمع خالد رنينا بجانب الباب، فذهب وفتح الباب، فوجد الخادمة، ودخلت، وجلس خالد على الكنبة، أما الخادمة فبدأت تُرَتِّبُ المُرَتَّب، وتُنَظِّم المُنَظَّم، وتُكَنِّس المُكَنَّس، ولما شَعَرَت أنَّها أنْهَت عملها، اقتربت من خالد، حيث جلست على الأرض، ووضعت يدها على ساق خالد، إلى أنْ وصلت إلى فخذه، فقال لها خالد: ماذا تريدي؟
قالت: أريد أنْ أريحك!!!!!..

يتبع


 

رد مع اقتباس