16-07-2009, 11:08 PM
|
#2
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
سؤال: أين رشوع (لاشعور) فرويد في كتابي؟
الحقيقة أنَّ رشوع فرويد بالمعنى الفرويدي خُضِع لنقد غير مباشر ومباشر أحيانا.
ولكن لا بد أنْ نسأل أولا: ما رشوع فرويد، وبماذا يتعلق؟
فرويد يقول أنَّه استدل على الرشوع بالكبت، والكبت متعلق بالجنس، فالجنس إنْ كُبِت؛ فإنَّه يبقى في الهو الذي في الرشوع، والكَبْت يَحْدُث بواسطة الأنا - الأنا الفرويدي-، والأنا يكبت ما يتعارض ما العالم الخارجي الذي ينتمي إليه الكابِت؛ وهذا يُفْضِي إلى عُصَاب - بمصطلحهم -، فلكي يُتَجَنَّب العُصَاب لا بد تفريغ المكبوتات، وممارسة ما يدور المَكْبُوت حوله؛ للوقاية من العُصاب؛ وإلا فسيحصل العُصَاب.
الحقيقة أنَّ ما قدمته في السطور السابقة هو في الحقيقية أساس نظرية فرويد، وهو الذي يهمنا، وليس ما بُنِيَّ عليه.
ما جئت به يختلف عمَّا جاء به فرويد، فما جاء به فرويد قريب جدا من الخيال، فهو يعترف أنَّ ما أتى به قريب من الخيال، فالذي جئت به يُشَار إليه مباشرة، ويُسْتَدَل على وجوده بلا أدنى مشكلة.
إذا قرأتم مشاركتي السابقة، ستعلموا أنَّني ذكرت مصطلحين:
الأول: روت متلاش.
والثاني: روت مَشْدَدِي.
كل من الروتين يمكن أنْ يتعلقات بأي شيء يمكن أنْ يُوَتِّر، فالغضب، والحزن، والكظم، والتذمر، والضجر، والذعر، والجزع، والهلع، والفزع، والخجل، والخوف، والخشية، والرهبة، والشهوة، إلخ.
وعليه، فلو غَضِب أحد ما؛ فهذا يعني أنَّه توتر؛ وهذا يعني أنَّه قد أُفْرِزَ في دمه ترو (تسبب اضطراب ولكن في الدم)، وروت (تسبب اضطراب في الأعصاب) في الأعصاب، ولكن بعد زوال الغضب يزول الترو من الدم بسرعة، أمَّا الروت فيبقى مدة أطْوَل، ولكنه يَزُول، أي يتفرغ، وهذا الروت نسميه "روت متلاش"؛ لأنَّه لا يبقى بلا يزول.
ماذا لو أنَّ أحد غَضِب وداوم على الغَضَب، أي يغضب كثيرا؛ لا شك أنَّ الروت يمكن أنْ يصير "روت مَشْدَدِي"؛ وذلك لأنَّ كَثرة الروت في الأعصاب تجعله يتشكل من شكل أدنى إلى شكل أعلى؛ فيصير شديدا.
لِنُمَثِّل بمثال:
أحيانا يَغْضَب إنسان ما كثيرا، فيكثر الروت في أعصابه، وهذا يجعل الغاضِب يحك جسده؛ لأنَّ الروت يسبب حكا، ولكن أحيانا يتشكل الروت بسرعة، فيشتد، فيظهر على هئية رف، أي روت في موطن صغير في عصب معين ويجعل العصب يتحرك حركة تشبه حركة رفة الطيور؛ ومن هنا فالرفة الجبرية التي تَحْدُث للناس خصوصا التي تحدث في الرمش قد أفْضَى إليها "روت مَشْدَدِي".
إذا فهمنا الكلام السابق، فنقول: إنَّ الرفة السابقة إما أنْ يزول الذي يُفْضِي إليها، أو تبقى كما هي، أو تُزاد:
إنْ زالت، فهذا يعني أنَّ "الروت المَشْدَدِي" تحول إلى "روت متلاش" فزال من العصب، وهذا الزوال له أسباب منه أنَّ يَفْرَح الإنسان، فينفرز في الأعصاب مواد تسبب الفرح، وهذه الإفرازات لديها قدرة على تحويل الروت المشدود (روات) إلى "روت متلاش"؛ فيتفرغ من العصب، ولكن يمكن أنْ يزول إذا ابتعد الذي يعاني منها عن الأشياء التي تسبب توتر.
إنْ زادت؛ فهذا يعني أنَّ صاحبها يتعرض لمَا يُفْضِي إلى توتر؛ فالتوتر يُفْضِي إلى انفراز روت في الأعصاب، وهذا الروت عندما يَجِد "روت مشدود"؛ فإنَّه يُزيد في تشكله، بحيث يجعله أكثر شدة، فإنَّ أفْضَى التوتر بالمتوتر إلى أنْ يكون الروت المشدود في مواطن كثيرة من أعصابه، فهذا يعني أنَّه توغل في المرض.
إذا علمنا أنَّ الروت السابق أفْضِى من فكرة غضبية، فلا شك أننا نعلم أنَّ الغاضِب يمكن أنْ يتوقف عن غَضَبه، فيبقى "الروت المشدود" بلا شيء شديد يتعلق به، ولكن ماذا لو تَعَرَض الذي كان يَغْضَب إلى حُزْن دائم؛ بلا شك أنْ "الروت المشدود" سيتعلق بالحزن، ويشتد من خلاله، وهذا يَحْدُث بسرعة كبيرة، وذلك لأنَّ الروت المشدود موجود، فلا حاجة إلى إنتاج روت مشدود من البداية، بل يتعلق بالروت المشدود الموجود فيبدأ من حيث كميته، ولكن ماذا لو أصيب الذي تَعَرَض للحزن بخوف دائم؛ بلا شك أنَّ الخوف سيتعلق بالروت المشدود؛ فيبدأ من حيث الكمية الموجودة، فيزيد الروت المشدود شدة أو لا يزيدها، فيبقى متعلق بها لا أكثر.
هل وصلكم كيف تتعلق الأفكار التي تسبب التوتر بالروت المشدود، وهل وصلكم أنَّها تَقْضِي على رشوع فرويد أم لا؟
ملاحظة: توخيت التوسل بأعلى درجات السهولة؛ ليصل موضوعي بلا مشكلة.. يمكننا أنْ ندخل في الصعوبة لاحقا ولكن أريد أنْ أعلم قبل: هل وصلت فكرتنا أم لم تصل بعدُ، على الأقل من المطروحة حاليا؟
لنا عودة.
|
|
|