16-07-2009, 11:58 PM
|
#10
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الأخ جنلوجيا
هذا رد كتبته بسرعة، فأنا مشتت في مواضيع كثيرة، ولكن الرد يُثْبِت خطأ ما ذهب إليه الشيخ الفاضل النابلسي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على أنَّ اقتران أل التعريف بكلمة إنسان تعني الإنسان قبل إيمانه:
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب.
هل الذي حمل الأمانة حملها قبل أنْ يؤمن؟
على افتراض أنَّه حملها قبل أنْ يؤمن، فماذا على الأنسان الذي ما زال يحملها وهو مؤمن، فهل يخرج من الإنسانية المقرونة بأل التعريف؟!
ولماذا قال الله تعالى :
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان.
هنا حث للإنسان - بأل التعريف – على إلا يُشرك إذا جاهداه والداه لكي يُشرك.
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48) الشورى
الإنسان بأل التعريف في هذه الآية نُعِت بالكفور، فهل نريد أوضح من هذه الآية لتثبت أنَّ أل التعريف ليس بالضرورة أنْ تُطْلَق على الإنسان قبل إيمانه؟!
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) الإنسان.
الآية تدور حول الشيء المذكور، فهل المؤمن لم يكن مذكورا، وكان الملحد شيئا مذكورا مثلا؟
لا أحد يقول أنَّ غير المؤمن كان شيئا مذكورا، ولهذا فالإنسانية – بالتأكيد بأل التعريف في كل موضوعنا – تنطبق عليه كما تنطبق على غيره.
الآية لم تجعل لغير المؤمن كلمة تخصه بل هو مشمول في كلمة إنسان، فالإنسان المؤمن يتخذ سبيل الشكر، والإنسان الكافر يتخذ سبيل الإيمان.
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) الانشقاق.
الإنسان عموما كادح وسيلاقي الله، فالإنسان الذي أُتي كتابه فيمينه حسابه يسير، أما الإنسان الكافر، فحسابه عسير، إذن الإنسانية هناك تنطبق عليهم جميعا.
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) الطارق.
الآيات تدور حول القدرة على الإرجاع، ولكن هل التنبيه على القدرة على الإرجاء مُوجَّهة إلى غير المؤمن فقط؟
بالتأكيد لا؛ وذلك لأنَّ المؤمن يمكن ألاَّ يبقى مؤمنا؛ ولهذا لا بد من تثبيته؛ وهذه الآيات لتثبيته، لئلا يَخْرُج من الإيمان، وهي أيضا دعوة إلى غير المؤمن للإيمان؛ وذلك لأنَّ الذي خُلِق من نطفة؛ فإنَّ القدرة على إرجاعه أوْلى من خلقه، فالأوُلى أصعب والثانية أسهل.. فإنْ آمن؛ فهي دعوة لأنْ يَثْبُت؛ وبهذا فأل التعريف المقرونة بكلمة إنسان تتعلق بالمؤمن وغير المؤمن، وهو المطلوب.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) التين.
استثناء الذين آمنوا ليس من الإنسانية في هذه الآية بل من أسفل سافلين، وتذكروا آية عرض الأمانة.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) العلق.
الآيات تدور حول مسألة العلم، ولكن من الذي تَعَلَّم ما لم يعلم؟
إنْ قيل: أنَّه عَلَّم المؤمن فقط.
يقال: هذا يعني أنَّ غير المؤمن لا يَتَعَلَّم ما لم يكن يَعْلَم؛ وهذا يعني أنَّه غير مُطالب بالإيمان، لأنَّ الإيمان يتوقف على عِلْم بشيء يجب الإيمان به، وأنتم لا تُقِرُّون بأنَّه غير مُطَالب بالإيمان؛ فيلزمكم – إذن - شُمُول الآية لغير المؤمن، وهو المطلوب.
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر.
هل الذين آمنوا مستثنون من الإنسان، أم من الخُسر؟
المركز الذي تدور عليه الآية هنا هو الخُسر، فكلمة الإنسان هنا تدور حول الخُسر؛ ولهذا فالإستثناء الذي جاء في الآية الثالثة أتى لتُخْرِج الذين آمنوا من الخُسر، وليس من الإنسانية، فهناك من يشارك الذين أمنوا الإنسانية، ولكنهم غير مستثنيين من الخُسر كما هو واضح من الآية.
الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن.
لنتذكر أنَّ الشيخ النابلسي لمَّا رأى أنَّ كلمة هلوعا في الآية:" إنَّ الإنسان خُلِق هلوعا" مقدمة على كلمة جزوعا في الآية:" إذا مسَّه الشَّرُّ جزوعا"؛ ظَنَّ أنَّ هلوعا منفصلة عن جزوع؛ فنعت هلوعا بالخوف، ونعت جزوعا بالاضطراب، وجعلهما قرينان لغير المصلين، والحقيقة أنَّ الأمر ليس كما ذهب إليه، فقد بينا خطأ أنَّ الإنسان بأل التعريف هو الإنسان قبل أنْ يؤمن وعلى هذا فما بناه على هذا غير صحيح، والصحيح هو ما ذكرناه في مشاركتنا الأولى، فعد إليها.
|
|
|