21-07-2009, 02:58 AM
|
#4
|
عضومجلس إدارة في نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 18029
|
تاريخ التسجيل : 08 2006
|
أخر زيارة : 14-01-2019 (04:21 PM)
|
المشاركات :
15,872 [
+
] |
التقييم : 69
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الساحر قد يكون كاهناً، والكاهن قد يكون ساحراً، فقد يجتمع في المرء السحر والكهانة. أما الفرق بينهما فإن الساحر يتركز عمله في الإضرار بالمسحور باستخدام عزائم ورقى وطلاسم وأدوية وتدخينات، يؤثر بها في القلوب والأبدان، فيُمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه، وتأثيره بإذن الله الكوني القدري، وهو عمل شيطاني، وكثير منه لا يتوصل إليه إلا بالشرك، والتقرب إلى الأرواح الخبيثة بشيء مما تحب.
أما الكاهن: فهو من يدعي علم الغيب مما سيكون في المستقبل، كالإخبار بما سيقع في الأرض، إذ إن له شياطين تخبره بخبر السماء عن المستقبل، فالشيطان يسترق الكلمة من كلام الملائكة، فيلقيها في أذن الكاهن، ويكذب الكاهن مع هذه الكلمة مائة كذبة، فيصدقه الناس بسبب تلك الكلمة التي سمعت من السماء. انظر: صحيح البخاري (4/1804، 3/1197)، ومسلم (4/1750، 1919) رقم (2228)، و(2473).
ولا شك أن الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بعلم الغيب، فمن ادعى مشاركته في شيء من ذلك بكهانة أو غيرها، أو صدق من يدعي ذلك فقد جعل للّه شريكاً فيما هو من خصائصه سبحانه.
والساحر ربما يتحدث عن الشيء الذي جرى، فمثلاً: يخبرك أين موضع الضالة، لكنه لا يخبر عن المستقبل؛ لأنه ليس له شياطين يخبرونه عما وقع في السماء.
أما المشعوذ: (فاعل من الشعوذة)، وهو من يستعمل الحيلة، أو خفة اليد، في أفعال عجيبة يظنها من يراها حقيقة وهي ليست كذلك. وقيل: أخذٌ كالسِّحر يُري غير ما عليه الأصل من عجائبٍ يفعلها كالسِّحر في رأي العين.
وقد يتجوز البعض في إطلاق بعضها على بعض، فيسمى الساحر كاهناً، أو مشعوذاً. وهذا السائد -فيما أظن- في استعمال الناس اليوم.
علماً أنه قد تجتمع هذه الصفات -السحر والكهانة والشعوذة- كلها في واحد، وقد تختلف، لكن الكاهن يختص بإخباره عن المستقبل
منقول لــ
د. علي بن عمر السحيباني
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
|
|
|