عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-2009, 08:34 AM   #1
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue
لمحة عن الفرق الضالة ,,




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

فإن الحديث عن الفرق ليس هو من باب السرد التاريخي، الذي يقصد منه الاطلاع على أصول الفرق لمجرد الاطلاع، كما يطلع على الحوادث التاريخية، والوقائع التاريخية السابقة، وإنما الحديث عن الفرق له شأن أعظم من ذلك؛ ألا وهو الحذر من شر هذه الفرق ومن محدثاتها، والحث على لزوم فرقة أهل السنة والجماعة .

وترك ما عليه الفرق المخالفة لا يحصل عفوا للإنسان، لا يحصل إلا بعد الدراسة، ومعرفة ما الفرقة الناجية ؟

من هم أهل السنة والجماعة، الذين يجب على المسلم أن يكون معهم ؟

ومن الفرق المخالفة ؟

وما مذاهبهم وشبهاتهم ؟ حتى يحذر منها .

لأن ( من لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه ) ، كما قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - :

كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت : يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال : " نعم " . فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال " نعم، وفيه دخن " . قلت : وما دخنه ؟ قال : " قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر " . فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . فقلت : يا رسول الله، صفهم لنا . قال : " نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " . قلت : يا رسول الله، فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك " .

فمعرفة الفرق ومذاهبها وشبهاتها، ومعرفة الفرقة الناجية - أهل السنة والجماعة - وما هي عليه ، فيه خير كثير للمسلم؛ لأن هذه الفرق الضالة عندها شبهات، وعندها مغريات تضليل، فقد يغتر الجاهل بهذه الدعايات وينخدع بها؛ فينتمي إليها، كما قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر في حديث حذيفة :

هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . فقلت : يا رسول الله، صفهم لنا . قال : " نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا " .

فالخطر شديد، وقد وعظ النبي -صلى الله عليه وسلم - أصحابه ذات يوم - كما في حديث العرباض بن سارية - :

أنه وعظهم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون . قلنا : يا رسول الله ، كأنها موعظة مودع فأوصنا . قال : أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .

فأخبر -صلى الله عليه وسلم- أنه سيكون هناك اختلاف وتفرق ، وأوصى عند ذلك بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والتمسك بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وترك ما خالفها من الأقوال والأفكار، والمذاهب المضلة، فإن هذا طريق النجاة، وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - بالاجتماع والاعتصام بكتابه، ونهى عن التفرق، قال - سبحانه - :

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ .

إلى أن قال - سبحانه وتعالى - :

وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ .

قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة .

وقال - سبحانه وتعالى - :

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ .

فالدين واحد، وهو ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا يقبل الانقسام إلى ديانات وإلى مذاهب مختلفة، بل دين واحد هو دين الله - سبحانه وتعالى -، وهو ما جاء به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وترك أمته عليه، حيث ترك -صلى الله عليه وسلم- أمته على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك .

وقال -صلى الله عليه وسلم- : تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؛ كتاب الله وسنتي .

وما جاء التفرق في الكتاب العزيز إلا مذموما ومتوعدا عليه، وما جاء الاجتماع على الحق والهدى إلا محمودا وموعودا عليه بالأجر العظيم، لما فيه من المصالح العاجلة والآجلة .

وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة أحاديث كثيرة تأمر بلزوم الجماعة

قال -صلى الله عليه وسلم- : " إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة " . قالوا ومن هي يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه اليوم وأصحابي " .

فأخبر -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أنه لا بد أن يحصل تفرق في هذه الأمة، وهو لا ينطق عن الهوى، لا بد أن يحصل ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- .

وهذا الإخبار منه -صلى الله عليه وسلم- معناه النهي عن التفرق، والتحذير من التفرق، ولهذا قال : كلها في النار إلا واحدة .

ولما سئل عنها -صلى الله عليه وسلم- : ما هذه الواحدة الناجية ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

فمن بقي على ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فهو من الناجين من النار، ومن اختلف عن ذلك فإنه متوعد بالنار، على حسب بعده عن الحق، إن كانت فرقته فرقة كفر وردة فإنه يكون من أهل النار الخالدين فيها، وإن كانت فرقته لم تخرجه عن الإيمان . لكن عليه وعيد شديد، ولا ينجو من هذا الوعيد إلا طائفة واحدة من ثلاث وسبعين، وهي " الفرقة الناجية " " من كان على مثل ما عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه " ، هو : كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والمنهج السليم والمحجة البيضاء .

هذا هو ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا قال - تعالى - :

وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ . قال : وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ فدل هذا على أنه مطلوب من آخر هذه الأمة أن يتبعوا منهج السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، الذي هو منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- .

أما من خالف منهج السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، فإنه يكون من الضالين، قال - سبحانه - :

وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا فمن أطاع الله وأطاع الرسول في أي زمان ومكان، سواء كان في وقت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو آخر مسلم في الدنيا، إذا كان على طاعة الله ورسوله، فإنه يكون مع الفرقة الناجية . فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا .

أما من تخلف عن هذا المنهج فإنه لن يحصل على هذا الوعد، ولن يكون مع هؤلاء الرفقة الطيبين، وإنما يكون مع الذين انحاز إليهم من المخالفين .

ولهذا، هذا الدعاء العظيم، الذي نكرره في صلاتنا، في كل ركعة في آخر الفاتحة :

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ .

هذا دعاء عظيم، نسأل الله في كل ركعة من صلاتنا، أن يهدينا لصراط الذين أنعم الله عليهم، وهو الذي جاءت به الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، وكان عليه أتباعهم إلى يوم القيامة، وآخرهم محمد -صلى الله عليه وسلم- هو المتبع، والمطاع، والمقتدى به -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه نبي آخر الزمان، ومنذ بعثه الله إلى أن تقوم الساعة والناس كلهم مأمورون باتباعه -صلى الله عليه وسلم-، حتى لو قدر أنه جاء نبي من السابقين فإنه يجب أن يكون متبعا لهذا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال -صلى الله عليه وسلم- : لو كان موسى حيا بين أظهركم، ما حل له إلا أن يتبعني .

وذلك في قوله - تعالى - :

وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ يعني : محمدًا -صلى الله عليه وسلم- مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ .

فلا دين بعد بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا دين محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن ابتغى غيره من الأديان فإنه لن يقبل منه، ويكون يوم القيامة من الخاسرين :

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ : وهم كل من عنده علم ولم يعمل به، من اليهود وغيرهم من ضلال العلماء، الذين عرفوا الحق وتركوه؛ تبعًا لأهوائهم، وأغراضهم، ومنافعهم الشخصية، يعرفون الحق الذي جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكنهم لا يتبعونه، بل يتبعون أهواءهم، ورغباتهم، وما تمليه عليهم عواطفهم، أو انتماءاتهم المذهبية أو غير ذلك، هؤلاء يُعتبرون من الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ، لأنهم عصوا الله على بصيرة، فغَضب الله عليهم .

وَلَا الضَّالِّينَ : وهم الذين يعملون بغير علم، ويجتهدون في العبادة، لكنهم على غير طريق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كالمبتدعة والمخرّفين، الذين يجتهدون في العبادة، والزهد، والصلاة، والصيام، وإحداث عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، ويتبعون أنفسَهم بأشياء لم يأتِ بها الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- ، هؤلاء ضالون، عملُهم مرود عليهم، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- : من عمل عملا ليسَ عليه أمرنا فهو رَدٌّ .

هؤلاء هم ( الضالون ) ومنهم النصارى، وكل من عبد الله على جهل وضلال، وإن كانت نيته حسنة ومقصده طيبًا، لأنَّ العبرةَ ليستْ بالمقاصد فقط، بل العبرةُ بالاتباع .






.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس