23-07-2009, 08:55 AM
|
#6
|
V I P
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 5696
|
تاريخ التسجيل : 02 2004
|
أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
|
المشاركات :
8,386 [
+
] |
التقييم : 87
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
.
الفرقة الرابعة : الجهمية
" الجهميةُ " ، وما أرداك ما الجهمية ؟ ! !
" الجهميةُ " : نسبةً إلى " الجهم بن صفوان " ، الذي تتلمذَ على " الجعد بن دِرهم " ، " والجعد بن درهم " تتلمذَ على " طالوت " ، " وطالوت " تتلمذ على " لبيد بن الأعصم " اليهودي؛ فهم تلاميذ اليهود .
وما هو " مذهبُ الجهمية " ؟
" مذهبُ الجهمية " : أنهم لا يُثبتون لله اسمًا ولا صفةً، ويزعمون أنه ذاتٌ مجرَّدةٌ عن الأسماءِ والصفاتِ؛ لأن إثباتَ الأسماءِ والصفاتِ - بزعمهم - يقتضي الشركَ، وتعدُّدَ الآلهة - كما يقولون - .
هذه شبهتُهم اللعينة .
ولا ندري ماذا يقولون في أنفسهم ؟ فالواحدُ منهم يوصفُ بأنه عالمٌ، وبأنه غنيٌّ، وبأنه صانعٌ، وبأنه تاجرٌ ، فالواحدُ منهم له عِدَّةُ صفاتٍ، هل معنى ذلك أن يكونَ عِدَّةَ أشخاصٍ ؟ ؟ ! !
هذه مكابرةٌ للعقولِ؛ فلا يلزمُ من تعددِ الأسماءِ والصفاتِ تعدُّدَ الآلهةِ، ولهذا لمَّا قال المشركون من قبلُ لَمَّا سمعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : يا رحمن، يا رحيم قالوا : هذا يزعم أنه يعبدُ إلهًا واحدًا، وهو يدعو آلهةً متعددةً، فأنزل الله - سبحانه وتعالى - قوله :
قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [ سورة الإسراء، الآية : 110 ] .
فأسماء الله كثيرة، هي تُدلُّ على كمالِه وعظمتِه - سبحانه وتعالى -، لا تدلُّ على تعدُّدِّ الآلهةِ - كما يقولون -، بل تدلُّ على العظمة، وعلى الكمالِ .
أما الذاتُ المجرَّدةُ التي ليس لها صفاتٌ فهذهِ لا وجودَ لها، مستحيلٌ يوجدُ شيٌء وليس له صفاتٌ، أبدًا، ولو على الأقل صفة الوجود .
ومن شبههم : " أن إثباتَ الصفاتِ يقتضي التشبيه؛ لأنَّ هذه الصفات يوجد مثلها في المخلوقين " .
وهذا قولٌ باطل؛ لأنَّ صفات الخالق تليق به، وصفات المخلوقين تليقُ بهم؛ فلا تشابه .
و " الجهميةُ " جمعوا إلى ضلالِهم في الأسماء والصفاتِ الجبرَ في القدر؛ لأن " الجهميةَ " يقولون : " إنَّ العبدَ ليس له مشيئةٌ، وليس له اختيارٌ، وإنما هو مُجْبَرٌ على أفعالِه " .
ومعنى هذا : أنَّه إذا عُذِّبَ على المعصيةِ يكونُ مظلومًا؛ لأنَّها ليستْ فِعْلَهُ، وإنما هو مجبرٌ عليها - كما يقولون -، تعالى الله عن ذلك .
فهم جمعوا بين " الجبرِ في القدر " ، وبين " التجهُّم في الأسماءِ والصفاتِ " ، وجمعوا إلى ذلك " القولَ بالإرجاءِ " ، وأضافوا إلى ذلكَ " القول بخلقِ القرآن " ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ .
قال ابن القيم :
جِـيْمٌ وجِـيْمٌ ثُمَّ جِيْمٌ مَعْهُمَا مَقْرُونَــةً مَــعْ أَحْــرُفٍ بِــوِزَانِ
جَــبْرٌ وإِرْجَــاءٌ وَجِــيْمُ تَجَــهُّمٍ فَتَأَمَّلِ المجمُوعَ في الْمِيْزَانِ
فَاحْكُمْ بِطالِعِها لِمَنْ حَصُلَتْ بخلاصِــهِ مِـنْ رِبْقَـةِ الإيمـان
يعني : جمعوا بين " جَبْرٍ " " وتَجَهُّمٍ " " وإِرجاءٍ " ، ثلاثُ جيمات، والجِيمُ الرابعةُ جِيمُ جهنَّم .
الحاصلُ : أن هذا " مذهبَ الجهميةِ " ، والذي اشتهرَ فيه نفيُ الأسماءِ والصفاتِ عن الله - سبحانه وتعالى -، انشَقَّ عنه " مذهبُ المعتزلةَ " ، " ومذهبُ الأشاعرة " ، " ومذهبُ الماتريدية " .
و " مذهبُ المعتزلة " : أنهم أثبتوا الأسماءَ ونفوا الصفات، لكن أثبتوا أسماءً مجرَّدة، مجرَّدَ ألفاظٍ لا تدلُّ على معانٍ ولا صفاتٍ .
سُمُّوا " بالمعتزلة " : لأن إمامهم " واصل بن عطاء " كان من تلاميذ الحسن البصري - رحمه الله -، الإمام التابعي الجليل، فلمَّا سئُلَ الحسن البصري عن مرتكب الكبيرة، ما حكمه ؟ فقال بقولِ أهل السنَّةِ والجماعة : " إنه مؤمنٌ ناقصُ الإيمان، مؤمنٌ بإيمانِه فاسقٌ بكبيرته " .
فلم يرضَ " واصلُ بنُ عطاء " بهذا الجواب من شيخه؛ فاعتزلَ وقال : " لا . أنا أرى أنه ليس بمؤمنٍ ولا كافر، وأنه في المنزلةِ بين المنزلتين " . وانشَقَّ عن شيخه - الحسن - وصار في ناحيةِ المسجد، واجتمعَ عليه قومٌ من أوباشِ الناس وأخذوا بقوله .
وهكذا دعاةُ الضلالِ في كلِّ وقتٍ، لا بدَّ أن ينحازَ إليهم كثيرٌ من الناس، هذه حِكمةٌ من الله .
تركوا مجلسَ الحسنِ ، شيخِ أهلِ السنّةِ، الذي مجلسُه مجلسُ الخيرِ، ومجلسُ العلمِ، وانحازوا إلى مجلسِ " المعتزلي : واصلِ بنِ عطاء " الضالِ المضِل .
ولهم أشباهٌ في زماننا، يتركونَ علماءَ أهلِ السنّة والجماعةِ، وينحازونَ إلى أصحابِ الفكر المنحرف .
ومن ذلك الوقت سُمُّوا " بالمعتزلة " ، لأنهم اعتزلوا أهلَ السنّة والجماعة؛ فصاروا ينفونَ الصفات عن الله - سبحانه وتعالى -، ويثبتون له أسماءَ مجرَّدة، ويحكُمون على مرتكبِ الكبيرة بما حَكَمَتْ به " الخوارجُ " : ( أنه مخلَّدٌ في النار ) ، لكن اختلفوا عن " الخوارج " في الدنيا، وقالوا : ( إنه يكون بالمنزلة بين المنزلتين، ليس بمؤمن ولا كافر ) .
بينما " الخوارجُ " يقولون : ( كافر ) .
يا سبحانَ الله ! هل يُعقَلُ أنَّ الإنسانَ لا يكونُ مؤمنًا ولا كافرًا ؟ !
والله - تعالى - يقول :
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ .
ما قال : ومنكم من هو بالمنزلة بين المنزلتين . لكن هل هؤلاء يفقهون ؟ ؟ ! !
ثمَّ تَفَرَّعَ عن " مذهبِ المعتزلةِ " " مذهبُ الأشاعرة " .
و " الأشاعرة " : يُنسبونَ إلى " أبي الحسن الأشعري " - رحمه الله - .
وكان أبو الحسن الأشعري معتزليًا، ثم مَنَّ الله عليه، وعرفَ بطلانَ مذهب المعتزلة، فوقف في المسجد يومَ الجمعة وأعلنَ براءَتَهُ من مذهبِ المعتزلة، وخلعَ ثوبًا عليه وقال : ( خلعتُ مذهبَ المعتزلةِ، كما خلعتُ ثوبي هذا ) . لكنَّه صار إلى " مذهبِ الكُلاَّبِيَّة " : أتباعِ " عبدِ الله بن سعيد بن كُلاب " .
و " عبدُ الله بنُ سعيد بن كُلاب " : كان يُثبِتُ سبعَ صفاتٍ، وينفي ما عداها، يقول : ( لأنَّ العقلَ لا يدُلُّ إلا على سبعِ صفاتٍ فقط : " العلمُ " ، " والقدرةُ " ، " والإرادةُ " ، " والحياةُ " ، " والسمعُ " ، " والبصرُ " ، " والكلامُ " ) يقول : ( هذه دَلَّ عليها العقل، أما ما لم يدلّ عليه العقل - عنده - فليس بثابتٍ ) .
ثم إنَّ الله مَنَّ على " أبي الحسن الأشعري " ، وتركَ " مذهب الكُلابِيَّةِ " ، ورجعَ إلى مذهبِ الإمام أحمد بن حنبل ، وقال : ( أنا أقولُ بما يقولُ به إمامُ أهلِ السنَّة والجماعة أحمد بن حنبل : إنَّ الله استوى على العرش، وإنَّ له يدًا، وإنَّ له وجهًا ) . ذَكَرَ هذا في كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وذَكَرَ هذا في كتابه الثاني : " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " ذَكَرَ ( أنَّه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ) . وإن بَقِيَتْ عندَهُ بعضُ المخالفات .
ولكنَّ أتباعَهُ بقوا على " مذهب الكُلابية " ؛ فغالبُهم لا يزالون على مذهبه الأول، ولذلك يُسَمّون " بالأشعرية " : نسبةً إلى الأشعري في مذهبه الأول .
أما بعدَ أن رجعَ إلى مذهبِ أهلِ السنّة والجماعة؛ فنسبةُ هذا المذهب إليه ظلمٌ، والصوابُ أن يُقال : " مذهبُ الكُلابِيَّة " ، لا مذهب أبي الحسن الأشعري - رحمه الله -؛ لأنه تابَ من هذا، وصَنَّفَ في ذلك كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وصَرَّح برجوعه، وتمسُّكِه بما كان عليه أهلُ السنّة والجماعة - خصوصًا الإمام : أحمد بن حنبل رحمه الله -، وإن كانت عندَه بعضُ المخالفات، مثلُ قولِه في الكلام : ( إنَّه المعنى النفسي القائم بالذات، والقرآن حكاية - أو عبارة - عن كلام الله، لا أنَّه كلامُ الله ) .
هذا " مذهبُ الأشاعرة " ، منشَقٌّ عن " مذهبِ المعتزلةِ " .
" ومذهبُ المعتزلةِ " منشَقٌّ عن " مذهبِ الجهمية " .
ثُمَّ تفرَّعت مذاهبُ كثيرةٌ، كلُّها أصلُها " مذهبُ الجهمية " .
هذه - تقريبًا - أصول الفِرَقِ على الترتيب .
أولاً : " القدريةُ " .
ثُمَّ : " الشيعةُ " .
ثُمَّ : " الخوارجُ " .
ثُمَّ : " الجهمية " .
هذه أصول الفِرَق .
|
|
|