29-07-2009, 06:33 PM
|
#6
|
عضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27460
|
تاريخ التسجيل : 04 2009
|
أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
|
المشاركات :
950 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
تعريف السحرة والمشعوذين للتابعة/أم الصبيان
يعتقد العديد من السحرة والمشعوذين أن التابعة/أم الصبيان أصلها من الجن وبالتحديد يقولون بإنها إحدى بنات إبليس وسميت بهذا الاسم لأن لها ثمانية أولاد كلهم ملوك (وتسمى أيضا بنائلة أم الشعور المائلة) (1)...
كما يدعي السحرة وأتباعهم، أنها مختصة بصرع النساء وتتبع العزاب وخطف الأطفال وإغراء الرجال بمساعدة أولادها الثمانية (2) وبعض سحرة الجن والإنس...
وأم الصبيان/التابعة عندهم من أكثر المتمردين من الجن والشياطين قسوة وبشاعة في التنكيل ببني البشر، وخصوصا الأطفال منهم ولتأكيد صدق كلامهم، ينسبون إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) (وهو منهم براء): «بينما أنا سائر في أزقة المدينة إذ لقيت امرأة كاملة الوجه واللون زرقاء العينين، فقلت: أين تريدين؟ فقالت: جئت للذي في حجر أمه آكل لحمه وأشرب دمه وأدق عظمه فقلت (الحديث منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم دائما): لعنة الله عليك يا ملعونة؟ فقالت: لا تلعني يا رسول الله، فإن لي اثني عشر اسما من عرفهن وعلقهن فإني لا أقربه...
وفي مقام آخر من الكتاب "الرحمة"، تقدم أم الصبيان نفسها كما يلي: «أنا التي أخلي الديار وأنا معمرة القبور وأنا التي مني كل داء وكل مضرة, نومي على الصغيرة فيكون كأن لم يكن (,,,) ونومي على المرأة عند الحيض أو عند الولادة فتعقر ولا يعمر حجرها (,,,) وأما الصغار فندق عظمهم ونأكل لحمهم ونشرب دمهم ونخلي حجور أمهاتهم ونحب من الصغار والنساء أكحل العينين أحمر الوجه,,, إلخ», ويصور صاحب الكتاب (3) الملامح المرعبة لتلك الجنية المتمردة في شكل «عجوز من الجن أنيابها كأنياب الفيل وشعرها كسعف النخيل، يخرج من فيها (فمها) الدخان ولها صوت كالرعد القاصف وعيناها كالبرق الخاطف ذات خلق بديع ومنطق شنيع (,,,) تسكن الهواء بين السماء والأرض».
يتعمد السحرة وصف هذه الجنية «أم الصبيان» صاحبة الإثني عشر اسما، حتى يسهل عليهم بث الرعب والخوف في نفوس العامة وحتى يظهروا قوتهم وتمكنهم من هذا العالم الرعب ولنتخيل الصورة في عقول البسطاء: من ناحية نجد كائن أسطوري مرعب، بشع، مخيف ومفزع له أعوان من الجن والانس مقابل رضيع، لا يزال في اللفة، لا حول له ولا قوة حتى تتمكن منه وتلتهمه أو تمرضه... فتظهر بذلك قوتهم وتعلو فوق قوة الجن.
مع مرور الوقت، يقول مصطفى واعراب (4)، اتسع مفهوم التابعة ليشمل كل الشرور التي تعتقد العامة في كونها مدبرة من الآخر: «الأسرة التي تفقد أطفالها الصغار أو مصدر رزقها، والنساء اللواتي يجهضن بلا سبب واضح، كما الفتيات اللواتي لا يتمكن من الزواج، وما إلى ذلك من العشاق المهجورين والأحبة الممنوعين من الوصال، إلى رجال الأعمال الذين توشك مقاولاتهم على الإفلاس».
كل هؤلاء وغيرهم ممن يلاحقهم سوء الحظ والفشل، يعانون من وجهة نظر المعتقد الشعبي من مطاردة «العكس» ولعنة «التابعة», والاعتقاد في التابعة والعكس يتجسد أكثر ما يتجسد في الممارسات السحرية المرتبطة بأمور الحب والزواج...
لقد تحولت "التابعة - فيما يبدو- من صورتها الأصلية، صورة المخلوق الخفي الذي يزحف على الأرض بين اقدام البشر ليتسلق سيقان الأمهات إلى ظهورهن كي يلتهم أطفالهن الرضع بدموية مرعبة لتتحول إلى لعنة أزلية تتنقل بين البشر وتطارد بـ «العكس» (سوء الحظ) الكبير والصغير، الرجل والمرأة....
(يتبع)
*********************
1) نائلة ام الشعور المائلة: سميت بذات الشعور المائلة لأن شعرها طويل جدا بحيث انه يغطيها...
2) أبناء أم الصبيان، كلهم من أشرس قبائل الجن - على حسب ادعائهم- ويستخدمون سحرا يعتمد، في اعتقادهم، على ربط الإنسان عن طريق أثره بمجموعة من الطلاسم والعزائم ...
3) كتاب "الرحمة في الطب والحكمة" المنسوب زورا إلى السيوطي.
4) د. مصطفى واعراب، باحث مغربي ، صاحب كتاب "الطقوس والمعتقدات السحرية في المغرب".
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة يحي غوردو ; 30-07-2009 الساعة 02:12 PM
سبب آخر: إضافة هوامش
|