عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2009, 02:19 PM   #2
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


شياطين الإنس:
قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام /112). وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنْ الْأَسْفَلِينَ (فصلت /29)، وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (البقرة/14)
اختلف المفسرون في المراد بالشياطين، في الآية الأخيرة، فقال ابن عباس والسدي: هم رؤساء الكفر، وقال الكلبي: هم شياطين الجن، وقال جمع من المفسرين: هم الكهان (تفسير القرطبي)، بينما فسر السعدي شياطينهم: برؤسائهم وكبرائهم في الشر، وقريبا منه ما قاله ابن كثير: شياطينهم، سادتهم وكبراؤهم ورؤساؤهم من أحبار اليهود، ورؤوس المشركين والمنافقين، وقال مجاهد: أصحابهم من المنافقين والمشركين، وقال قتادة: رؤوسهم وقادتهم في الشرك والشر (وهو قول أبي العالية والسُّدي والربيع بن أنَس وغيرهم)، قال ابن جرير: وشياطين كل شيء مردته، ويكون الشيطان من الإنس والجن.
جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي ذر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر:«تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن» فقلت أوَ للإنس شياطين؟ قال نعم ، (1) فالإنسان قد يصبح شيطانا مجازا أو أخا للشياطين إذا فعل أفعالهم، قال تعالى في سورة الإسراء:  إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا  (الإسراء/27).
في كثير من الآيات أمرنا الله سبحانه أن نستعيذ من شر إصابة الشياطين بالهمز، وقربهم ودنوهم منا؛ فتضمنت الاستعاذة أن لا يمسونا ولا يقربونا، وذكر ذلك سبحانه عقب قوله: ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون (المؤمنون /96)، فأمرنا أن نحترز من شر شياطين الإنس بدفع إساءتهم إلينا بالتي هي أحسن، وأن ندفع شر شياطين الجن بالاستعاذة منهم، ونظير هذا قوله في سورة الأعراف:خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين(الأعراف /199) وقوله تعالى: ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم(فصلت /34) فهذا لدفع شر شياطين الإنس.
جاءت الاستعاذة من شر شياطين/الإنس، الذين يؤنسون ويرون بالإبصار، بلفظ السميع البصير في قوله تعالى:  إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  (غافر/56)، لأن أفعال هؤلاء، أي شياطين/الإنس، أفعال معاينة تسمع بالأذن وترى بالبصر، وأما نزغ شياطين/الجن فوساوس وخواطر يلقونها في القلب ويتعلق بها العلم، فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم منها، وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير، في باب ما يرى بالبصر ويدرك بالرؤية، ولهذا أمر تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته، بإسداء الجميل إليه، ليرده طبعه الفطري عما هو فيه من الأذى...

.....

**********
1) (رواه أحمد. انظر أيضا تفسير القرآن العظيم لابن كثيرمراجعة الألباني. ص. 20)


 

رد مع اقتباس