عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2009, 03:17 PM   #5
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


شياطين الجن:


شياطين الجن قسمان، قسم يتكلف بالبشر، وآخر مختص في الجن، رغم أنه منهم، وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن (الأنعام/112)، وشياطين الجن كلها من نسل إبليس وقبيله، يسلطها على الإنس كما يسلطها على الجن، لأن الجن أيضا منهم الصالحون ومنهم دون ذلك، فقد روي عن ابن عباس، بإسناد ضعيف، أنه قال: مع كل جني شيطان ومع كل إنسي شيطان.(تفسير القرطبي)، وقيل إن إبليس يوسوس في صدور الجن كما يوسوس في صدور الناس، ومعنى من شر الوسواس أي الوسوسة التي تكون من الجنة والناس وهو حديث النفس.(تفسير القرطبي كما أورده الشوكاني في فتح القدير).
لقد أمر الله نبيه بدفع شر شيطان/الجن بالاستعاذة منه فقال:  وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم. (الأعراف/200) ثم قال:  وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم. (فصلت/36) فأكد بإنّ وبضمير الفصل وأتى باللام في السميع العليم وقال في الأعراف: إنه سميع عليم، وسر ذلك، أنه حيث اقتصر على مجرد الاسم ولم يؤكده أراد إثبات مجرد الوصف الكافي في الاستعاذة، والإخبار بأنه سبحانه يسمع ويعلم، فيسمع استعاذتك فيجيبك، ويعلم ما تستعيذ منه فيدفعه عنك، فالسمع: لكلام المستعيذ، والعلم: بالفعل المستعاذ منه. وبذلك يحصل مقصود الاستعاذة وهذا المعنى شامل للموضعين. (1)

وحكمة الاستعاذة من شيطان/الجن، الذي نعلم بوجوده ولا نراه، أن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله، فهو لا يقبل رشوة أو هدية، ولا يؤثر فيه جميل أو معروف، بل هو شرير بالطبيعة، ولا يكفه عن الإنسان إلا الذي خلقه.

حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: هذا يطول، أرأيت لو مررت بغنم فنبحك كلبها ومنعك من العبور ما تصنع؟ قال أكابده وأرده جهدي، قال: هذا يطول عليك، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفه عنك، لهذا فالاستعاذة في القراءة والذكر أبلغ في دفع شر شياطين الجن التي تكون عن طريق الخواطر والأفكار والوساوس الداخلية.



هل لكل إنسان شيطان خاص به؟


قال تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين(الزخرف/36)، وقال أيضا: وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم(فصلت/25)، وفي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن، فقلت أوَ للإنس شياطين؟ قال: نعم (2). نقرأ في القرآن أيضا سورة كاملة في الموضوع: قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس(الناس/1-6)، ولنتأمل السر في قوله تعالى: من الجنة والناس. اختلف المفسرون في هذا الجار والمجرور، بمَ يتعلق؟ فقال الفراء وجماعة: هو بيان للناس المُوَسْوَس في صدورهم، والمعنى يوسوس في صدور الناس الذين هم من الجن والإنس، أي أن هناك ناس من الإنس وناس من الجن، ومعشر من الإنس ومعشر من الجن (3)، وأمم من الإنس وأمم من الجن، ونفر من الإنس ونفر من الجن... والموَسْوَس في صدورهم قسمان: إنس وجن، فالوسواس يوسوس للجني كما يوسوس للإنسي.


...

(يتبع)


*************
1) إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان.
2) رواه أحمد. انظر أيضا تفسير القرآن العظيم لابن كثيرمراجعة الألباني. ص. 20
3)  يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمان /33)


 

رد مع اقتباس