عند أول قرع لطبولي .. بهدوء تسللتْ ..
عند أول قرع لطبولي ..
بهدوء تسللتْ ( مشاعري ) فمالت ْ بخصرها تناظر عالمه ..
سُحِرتْ بنور طيفه و رائحة ألوانه و نسيم روحه ..
واااو ماأجمله ..
أغمَضَتْ عينيها .. و في لمح البصر تزينَتْ ..
بثوب شفّاف مُطعّم بالأشواق و اللهفة .. و تعطّرَت ..
و أخذَتْ تدور حول نفسها ..
و بليونة و يُسر تتراقص على أنغام القرع المستمر ..
و في خيالها .. تتأمله ..
قررت أن تترك مسكنها و تنتقل إلى مسكنه ..
و في حين غفلة ..
إنسابت من بين ضلوعي .. و تركتني .. غير مبالية ..
ضاحكة فَرِحَة .. متلهفة ..
لا تنظر خلفها أو حولها .. هي فقط تنظر إتجاه مسكنه ..
نعم .. لقد إنتزعها ذلك الساحر من دواخلي .. وسَحرَها و ذهب بها ..
يالا حظي ماأتعسه ..
فقد تُرِكتُ وحيدة .. كالشريدة .. بلا هوية محددة ..
و بعدها بثوانٍ ..
مالبث بأن إختلط بروحي ساكن جديد لا أعرفه ..
إحتل مسكن ذات الرداء .. بداخلي .. و سرعان ماتحكم بخيالاتي ..
و لكن .. آآآه ماأروعه ..
كيف أطرد هذا الغريب و قد زرع في أركاني بساتين الأزهار الملونة ..
كيف أطرده وأستعيد تلك الأسيرة المسحورة ..
التي أحبّت أن تكون جارية طائعة في مضجعه ..
أصبحت أرى الجمال بداخلي ساطع .. مُشّع .. يزيد من رونق إبتساماتي ..
وأشعر بها هناك سعيدة .. تطوف في أسرها .. له مُتَجَمّلة ..
.
.
ثم ..
.
.
سطعت أشعة الشمس الصيفية .. و نفذت من خلال زجاج نافذة القطار إلى عينيّ ..
فإستيقظتُ من نومي منزعجة ..
حينها فُتِحَت عينّي لتلتقي بعينيّ أحد الركّاب .. و .. إبتسم لي ..
و لكنني لم أبتسم .. وأغمضتُ عينيّ مرة أخرى .. غير مبالية .. لأعود للنوم ..
فأنا مازلت متعبة من سفري هذا .. و مازال أمامنا وقت طويل حتى نصل ..
عندما أغمضتُ عينيّ .. تذكّرت حلمي الجميل .. و تمنّيتُ أن أعود للنوم لأرى ذات الحلم .. و أكمله ..
ذهبت في النوم .. و لكن مالبثتْ أن أزعجتني أشعة الشمس مرة أخرى ..
لتجبرني على فتح عينيّ من جديد .. و بضيق ..
و لكن .. عندما فتحتها في هذه المرة .. فتحتها لأرى عينيّ ذات الشخص و لكن عن قرب ..
و رأيت وجهه البسّام الهاديء بوضوح .. وذلك عندما إقترب من مقعدي لإسدال النافذة بالستائر ..
لحجب ضوء تلك الأشعة عني .. التي شعر بها تزعجني و تمنعني من النوم ..
إندهشتُ للطفه كثيراً .. و عجز لساني بطرح الحروف ليعبّر له عن إمتناني ..
فقد شعرت بالخجل كثيراً حين أدركت أن هناك من كان يرقبني و أنا نائمة ..
نظرتُ له بإستحياء شديد .. شاكرة له فعله اللطيف بإبتسامة .. و بدون كلمات ..
و كان شكري له فقط .. عبارة عن تلك الإيماءة البسيطة ..
و التي كان لها أثرها الكبير في داخله .. فقد شعرتُ بهذا عندما أطال النظر في عينيّ مباشرة ..
و كأن إستحيائي هذا أعجبه .. بل أسَرَه .. لا أعلم ..
و لكنني أحسستُ حينها بتسارع شديد في نبضات قلبي .. و أحسستُ بشيء ما من داخلي أنتزع ..
و حل مكانه شيء جديد ..
سعادة غامره ملأت قلبي .. رغم عدم تقبلي لما يحدث .. ماذا حدث لي .. ؟؟
قد سحرتني هذه النظرات الماجنة .. ياإلهي ماأقدرها .. و ماأعظم قدرتك ..
كم كان موقفي محرجاً حينها .. فأخفضت عينيّ بإنزعاج منه .. لإبعاد نظراته عنّي ..
فأدرك فعله .. و أحمّر وجهه .. و تاه بنظراته ..
و قام يشرح لي .. بإبتسامة محرجة .. و كلمات غير مرتبة ..
بأنه فقط لاحظ إنزعاجي من أشعة الشمس .. فأراد أن يحجبها عني .. لكي لا تيقظني ..
و مالبث أن أكمل كلماته حتى عاد لمقعده مسرعاً .. مختلساً بنظراته من حين لآخر ..
لم أعرف حينها لأي إتجاه ألفت وجهي .. فأنا مازلت تحت تأثير تلك اللحظة ..
و لا أريده أن يشعر بأني شعرت بشيء .. فقررت أن أغمض عينيّ ..
لمحاولة الخلود للنوم مرة أخرى .. رغم شعوري بعدم حاجتي للنوم مرة أخرى في حياتي ..
فلم أعد أشعر بالتعب .. أو حتى الرغبة في إكمال ذلك الحلم ..
فقد كانت تلك اللحظة كفيلة .. بأن تبدد كل تعب السنين الفائتة و القادمة ..
ليس فقط تعب ذلك اليوم ..
وكانت كفيلة أيضاً .. بأن جعلتني أكمل حلمي الجميل وأعيشه ..
و بإن أدرك أن حلمي تحقق .. :) ..
|