05-08-2009, 02:36 PM
|
#7
|
عضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27460
|
تاريخ التسجيل : 04 2009
|
أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
|
المشاركات :
950 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
في معنى القرين:
قَرَن الشيءَ بالشيءِ و قَرَنَه إِلـيه يَقْرنه قَرْناً: شَدَّه إِلـيه، و قُرِّنتِ الأَسارَى بالـحبال، شُدِّد للكثرة،
والقَرينُ: الأَسير، والقَرَن، بالتـحريك: الـحبل الذي يُشدّ به، والـجمع نفسه قَرَنٌ أَيضاً،
والقِرانُ: الـمصدر والـحبل، ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنه: الـحياءُ والإِيمانُ فـي قَرَنٍ، أَي مـجموعان فـي حبل أَو قِرانٍ،
وقوله تعالـى: وآخرين مُقَرَّنِـين فـي الأَصفاد(ص/38)، إما أَن يكون أَريد به ما أَريد بقوله مَقرُونـين، وإما أَن يكون شُدِّد للتكثـير؛ قال ابن سيده: وهذا هو السابق إِلـينا من أَول وَهْلة،
والقَرْنُ: مثلك فـي السنِّ، تقول: هو علـى قَرْنـي أَي علـى سِنِّـي، قال الأَصمعي: هو قَرْنُه فـي السن، بالفتـح، وهو قِرْنه بالكسر، إِذا كان مثله فـي الشجاعة والشدّة، وجاؤُوا قُرانى أَي مُقْتَرِنِـين،
والقُرانى تثنـية فُرادى، يقال: جاؤُوا قُرانى وجاؤُوا فُرادى، وقَرَنْتُ الشيءَ بالشيءِ: وصلته،
والقَرِينُ: الـمُصاحِبُ،
و القَرينانِ: أَبو بكر وطلـحة رضي الله عنه، لأَن عثمان بن عُبَـيْدا، أَخا طلـحة، أَخذهما فَقَرَنَهما بحبل فلذلك سميا القَرِينَـينِ، وورد فـي الـحديث: إِنَّ أَبا بكر وعمر يقال لهم القَرينانِ.
قال تعالى: وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا(النساء/38).
نفهم من الآية أن القرين على أنواع: قرين إنسي، وقرين شيطاني، وقرين من الملائكة، على أن الشيطان هو القرين الأسوء، وهذا ما توضحه عدة آيات وأحاديث، نذكر منها قوله تعالى في سورة الصافات: فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ(50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ(51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ(52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ(53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ(54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ 55.
الآيات كما هو واضح، تتحدث عن القرين الإنسي، بدليل أن الحوار الدائر بين الاثنين ورد فيه: (يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53)) فهذا قرين بشري، لأنه يموت ويكون ترابا وعظاما، على خلاف ما يفهم من قوله، عز وجل، في سورة (ق): وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ(22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ(23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ(24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ(25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ(26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ(27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ28 حيث يفهم من سياق سورة (ق) أنها تتحدث عن القرين الملائكي، أي الملك الموكل به، وهذا قول الحسن وقتادة والضحاك، (وقد فسر القرين في هذه الآية بالملك كل من ابن كثير والقرطبي والسعدي وغيرهم).
وفـي الـحديث ما مضمونه: ما من أَحدٍ إِلاَّ وُكِّلَ به قَرينُه، أَي مصاحبه من الـملائكة والشَّياطين، فقرينه من الـملائكة يأْمره بالـخير ويَحُثه علـيه، وقرينه من الشياطين يدعوه للشر ويزينه له.
حاصل القول إذن أن القرين قد يكون ملكا، كما قد يكون جنا أو إنسا، لكن، وبغض النظر عن المعنى اللغوي الموارب للفظة "قرين" أو عن معناها المجازي، كما هو الشأن في خبر أبي بكر وطلحة، أو أبي بكر وعمر...
فإن المفهوم الدلالي الذي نبحث عنه يحيلنا مبدئيا على وجود شيطان للإنس، وهذا الشيطان ينقسم إلى قسمين:
يتبع ...
|
|
|