عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2009, 02:22 PM   #14
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


الشيطان/المقيض:

قال تعالى في سورة الزخرف: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ(37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ(38) وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ(39)، تدل كلمة "نقيّض"، في الآية 36، على أن الذي يقع للإنسان إنما يقع له لأنه ابتعد عن ذكر الرحمن، فهذه نتيجة شرطية، بحيث إن كل من عشي عن ذكره تعالى(1) ، بإعراضه عن تلاوة كتابه، وتدبر معانيه، قيض الله له شيطانا عقوبة له على هذا الإعراض: إنه قرينه الذي لا يفارقه في حله وترحاله، فهو مولاه وعشيره، وهو بئس المولى وبئس العشير، لأنه يصده عن سبيل الحق الموصل إليه وإلى جنته، فيتساوى في هذا مع الكفار، قال تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا( مريم / 83) أي تزعجهم إلى

المعاصي إزعاجا كلما فتروا أو ونوا، فلا تزال بالكافر تقوده من ذنب إلى ذنب، ومن معصية إلى أخرى بألطف حيلة وأتم مكيدة، وفي هذا رد صريح على من قال بأن الشياطين ترسل للمؤمنين فقط.

فالشيطان المذكور، في الآية 36 من سورة الزخرف، هو القرين المقيض أو الشيطان/المقيض، وهو خاص بالذي ابتعد عن الذكر، وقد يكون إنسا أو جنا، لا يبتعد عنه إلا في حالة رجوعه إلى الذكر، أما الشيطان الموكل فهو قرين الكافر والمؤمن على حد سواء، وهو من الجن، وهو ملازم للإنسان في كل الأحوال.



*****************
1- جمال الدين ابن الجوزي، تلبس إبليس، ص. 32.


 

رد مع اقتباس