15-08-2009, 03:14 AM
|
#12
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اﻷخ متفائل
مقال الدكتور.ابراهيم بن حسن الخضير ومقال أ.د.عبدالله السبيعي، تكمل بعضها بعضا، فهذا ذَكَرَ جانبا وذاك ذكر جانبا آخر، ولهذا فالدكتور.ابراهيم بن حسن الخضير لم يبالغ في شيء، ومن يقرأ في كتب علم النفس المرضي سيعلم صحة كلامه عندهم.
الدكتور عبدالله السبيعي تناول نقص السيروتونين، وأنا أسأل هل يمكنه أنْ يأتينا بدليل محسوس على أنَّ نقص السيروتونين هو السبب اﻷساسي، ومن ثم يعود المريض إلى العافية إذا اتزن السيروتونين؟
ما أريد الوصول إليه هو التالي: نعلم أنَّ الحُمَّى تسبِّب جفافا، فلو أردنا القضاء على الجفاف بعيدا عن الحُمَّى لكان العلاج ظاهريا، ﻷنَّ أساس الجفاف هو الحُمَّى، فالقضاء على الفرع لا يقضي على اﻷساس، ولكن القضاء على اﻷساس قضاء على الفرع، أو بكلمات اكثر خصوصية، القضاء على الجفاف لا يقضي على الحُمَّى، ولكن القضاء على الحُمَّى قضاء على الجفاف.
وعليه فما لم يأتِ احد بدليل على أنَّ نقص السيروتونين هو اﻷساس في المشكلة، فلا وزن لكلامه، ويسند قولنا هذا أنَّ اﻷدوية التي تزود اﻷعصاب بالسيروتونين لا تقضِ على المشكلة، وهذا يعني أنَّ نقص السيروتونين لا يقدم اﻹجابة وحده ولا مع بقية السيالات العصبية التي ذكرها؛ وذلك ﻷنَّنا نرى كثير من المرضى قد تناولوا أدويتهم لمدد طويلة جدا، ولم تكن سببا في شفائهم، وهذا يجعلنا ندخل عامل جديد في هذه المعادلة، والعلاج السلوكي والمعرفي لا يقدمان الجواب؛ وذلك ﻷنَّ الكثير قد خضع لها عندما كان يتناول الحبوب، فلم تأتِ بصحة، بل أتت بمرض، ومن هنا نُرَكِّزُ أكثر على إدخال عامل جديد، وهذا العامل هو ما سميته الروت في غير المرضى، والروات في المرضى العاديين، والتروات في الذين في أجسادهم فرط روت، والروت ومشتقاته أصلا، وله فروع كثيرة جدا، منها الحُمَّى، ومن ثم الجفاف، إلخ.
وبناء عليه، فمن قضى على اﻷفكار التي كانت تُسبِّب زيادة المرض ولم يَزُل المرض تماما؛ فهذا يعني أنَّ اﻷفكارَ تُعَزِّزُ المرض لا أكثر، هذا بعد استحكام المرض في الجسد، ومن هنا نرى أنَّ سبب هذه اﻷفكار هو المرض في الجسد، فلكي يُقْضَى على اﻷفكار تماما فلا بد من القضاء على أساس المشكلة، وهو المرض في الجسد، ولكن هذا لا يعني أنَّ القضاء على اﻷفكار المتعلقة بالمرض لا يمكن القضاء عليها أو على أكثرها دون القضاء على أساس المرض، وهذا أقل من يمكن فعله، وهو لا يحتاج من المريض أنْ يذهب إلى أحد، فيمكن للمريض أنْ يقضي عليه، ومن لا يستطيع القضاء عليها، أو على اﻷقل لجمها، فيمكنه الذهاب إلى معالج سلوكي ومعرفي ليعينه على القضاء عليها أو لجمها.
وفي الختام، هذا المرض إنْ استحكم في اﻹنسان، فعليه أنْ ينظم حياته بناء على أنَّ المرض جزء من جسده.
|
|
|