رسـالـتــي الأولــى .. !!
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم ،،
- عندما تكون بمنزلة الأب في البيت ،، وعندما تكون بمرتبة القائد لسفينة الإبداع المبحرة ،، وعندما تكون شعاعا لأصحاب الضر ،، ونبراسا لأصحاب الحسِّ ،، وعندما تكون تملك شيئا تستطيع ان تمنحه للقادر وللمحتاج ،، فماذا ينقصك لتفرح قلوبا رأت فيك ذلك الرمز ؟
- غيمة ضبابية تشكلت على عينيك وأنت تنظر لأطفالك الصغار وهم يكبروا ،، ولم تستطع أن تحافظ على رونق مظهرهم ،، وعلى جمال ملابسهم ،، وعلى سلاسة حروفهم ،، كنت تملك وسائل كثيرة وليس وسيلة واحدة لرصّ الصفوف ،، وتنظيم جميع الطوابير حتى الخامس ،، نظر أليك الصغار بعيون من سيقودهم إلى جنة المعرفة ،، غلى فردوس المحبة والفرحة ونشر الإبتسامة الصافية ،، وكنت تعلم أن هذا الطريق صعب وقد يعتريه كثير من العوائق ،، ولكن الرجال دائما يتحملوا المصاعب فقط لإنهم آباء وأسياد المكان الذي تربعوا عليه ،،
فلتسمح لي بأن أناديك : رجل الأساطير ،،!!
إنها أسطورة القرية الجميلة التي أوجدتها أصابع بريئة وسقتها أيادٍِ طاهرة كطهارة الرذاذ النديّ على الشجر الأخضر البهيّ ،،
كانت قرية آمنة مطمئنة يدخل اليها العشرات في اليوم ينهلون منها الخير ويسمعون من رجالها ونسائها كثير من الحكم والعبر ،، واليوم وبعد مرور هذه السنون جاءها من يذيقها البأس والعذاب ويغيّر الإبداع بالإبتداع ،، ةويقلب الخير شرا ،، والشر حسنى ،، وأبدل الأماكن ،، وغيّر الكراسي وجعل من هم في الصفوف الأولى في أواخر قاعاتها ،، فعلا إنها قرية الأساطير ،،!!
رجل الأساطير أنت ظاهرة أتيت في زمن النواقير المتحركة والتي لم تستطع بسواعدك أن تعدلها وأن تبثّ فيها روح العدل والحكمة والبهاء ،، أحببتُ من شئت وكرهت من شئت ،، فقربّت اليك من تشاء وأبعدتَ عنك من تشاء ،، وكلهم أولادك وصغارك وأنت المطالب بنشر العدل في سفينتك المبحرة ،،
يا رجل الأساطير : كفاك طقطقة الأصابع وقظم الأظافر ،، كفاك العيش في وهم الأسطورة التي لاتنتهي ،، دع أطفالك الصغار ينعموا بحرية الكلمة ،، ولا تجعل منهم وفيهم من يعيش تأتأة النطق وحوقلة الذِكر ،، لاتجعل شعار قريتك :
(لنسجن الإبداع ،، ونبدع في السجن) ..!!
- إن العتمة دليل على نعمة البصر ،، وإن النور رحمة لمن يملكون قوة البصر ،، ولكن الحكمة في العتمة والإبصار أن الله تجلى في الأثنين وأوجد فيهما إبداع خفيّ لايشعره إلا من عاش في نورالحريةوالحكمة وحقا لا يعد حكيما من لا يعرف الظلام أحيانا ..!!
وأنتظر مني غدا رسالتي التي بعد الأولى ..!!
كتبه / أبو مروان
24/8/1430
|