20-08-2009, 10:00 PM
|
#9
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
السلام عليكم
اﻷخت جوجو
أولا: أنتِ لا تعاني من توهم المرض، بل تعاني من مرض، وما الوسواس إلا انعكاس لواقعية المرض، أي أنَّ الوسواس يأتي بعد أنْ يحصل المرض، ولكن هذا لا يعني أنَّ وسواس معين لا يمكن أنْ يُفْضِي أو يؤدي إلى المرض، فيمكن أنْ يُفْضِي إلى مرض، ففي الحال اﻷول:
1- يَحْدُث المرض:
2: يحصل الوسواس بسبب المرض، ويكون شديدا، ﻷنَّ الوسواس وجد مرضا يتكئ عليه.
ولكن في الحالة الثانية:
1-يَحْدُث الوسواس:
2- الوسواس يُحْدِث المرض، أو الوسواس يُسَبِّب المرض، هذا إنْ سببَّه أساسا.
3- يَحْدُث وسواس، ولكن الوسواس هنا يتوسع ويتشعب:
* فتوسع الوسواس هو: أنْ يستهلك الوسواس وقتا طويلا، أما
** تشعب الوسواس فهو: أنْ ينضاف وسواس على وسواس آخر، والوسواس الثاني يَلحقة ثالث، وهكذا دواليك.
في بداية المرض ينخضع المريض كثيرا للوسواس، ولكن بعد مدة يبدأ يتركه وحده، انطلاقا من تهافتها أو تناقضها، أو فسادها، أو خطئها.
ليس كل مريض تأتيه نفس الوساوس التي تأتي غيره من المرضى، فبعض المرضى يصابون بالخوف المرضي من الموت أو خُواف الموت، وبعض المرض يسعى للموت، ثم أنَّ فرع الوساوس تتدخل ثقافة المريض فيه، ففي المجتمعات البدوية تختلف وساوس المرضى عن وساوس المرضى في المُدُن، ولكن هناك وساوس متطابقة في جُل المرضى، ومِن المرضى مَنْ ينتصر عليها، ومنهم من ينأسر فيها.
ثانيا: الأعراض التي تعاني منها ليست قليلة، فالهلع موجود، والاكتئاب موجود، والوساوس موجودة، والرهاب الاجتماعي موجود، وهذا كله ظاهر في مشاركاتك السابقة، وهذه اﻷعراض - حسب أبحاثي - يكفي أنْ يعاني اﻹنسان من هلع لتحْدُث بقية اﻷعراض، فالهلع يَحْدُث في لحظة يوجد فيها :غضب أو تذمر، أو ضجر، أو قلق، أو عمل متعب لديه القدرة على إخراج اﻷعراض من كمونها أو من خفائها.. بعد أنْ يعاني المريض من الهلع؛ فإنَّه يُلْحَق باكتئاب، فالهلع حالة يكون المصاب - من حيث الشعور - في علو أو وسط، أمَّا الاكتئاب فالشعور يكون منحفضا، ويكون الفكر اليأسي بعكس الهلع، فالهلع يُشْغِل الانسان كثيرا بالموقف الحاصل في الحاضر، بعكس الاكتئاب الذي يمكن أنْ يدخل بُعْد الماضي، والمستقبل، بالاضافة إلى توسيع الفكر اليأسي في الحاضر.
لنربط مسألة الرهاب الاجتماعي مع الهلع والاكتئاب، فالذي يصاب بالهلع، ومن ثم الاكتئاب؛ فإنَّ يهجر الناس، فهو لو لم يهجرهم وهو مكتئب، فلا يوجد دليل على أنَّ الهلع لن يحصل، بل اﻷدلة موجودة على ارتفاع إمكان حصوله، وأبرز اﻷدلة على هذا اﻹمكان هو: عدم الرضى عن حالك المكتئب وأنت بينهم، وهذا كافٍ بإنْ يُحْدِث الهلع، والهلع ما هو إلا الاكتئاب ولكن عندما تخرج الاعراض من كمونها أو خفائها، ومن ثم يبدو الشعور بالجسد على أنَّه مرتفع - لا أقصد انَّه يُزاد في الطول -، فحدقة العين تتسع في هذا الحال، وهذا الاتساع أحد مؤشرات الشعور بالارتفاع آنَ الهلع.
وبناء عليه، فالمريض يتجب الناس لئلا يصاب بهلع.
ملاحظة: استخدم المصطلحات باختلاف عن التي في كتب علم النفس، واحتفاظي بنفس المصطلحات سببه أنَّني أريد بناء جسور بيني وبين القراء، فلئن يفهموا قليلا ممَّا أكتب خيرا من أنْ لا يفهموا شئيا بسبب المصطلحات التي لم يعتادوا عليها، ولكن المرضى هم أكثر الناس لديهم قدرة على فهمي، بعكس أصحاب ما يُسَمَّى علم النفس المرضي، فصاحب ما يُسَمَّى علم النفس المرضي يتوهم توهم المريض للمرض، فيُنْزِل - أو يُسْقِط - وهمه على المريض.
كلامي هذا كله موجود في مقالاتي التي يوجد لها رابط في توقيعي، ولكن كتابتي هنا ذات أسلوب سهل، بعكس الاسلوب في المقالات المُكَوِّنَه للكتاب فهي مليئة بالمصطلحات التي لم يعتَد الناس عليها.
والسلام عليكم
|
|
|