17-11-2002, 03:35 AM
|
#3
|
................
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 328
|
تاريخ التسجيل : 07 2001
|
أخر زيارة : 28-09-2010 (01:57 AM)
|
المشاركات :
3,903 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
* نوع الجريمة :
القصة بدأت عندما أراد أحد الشباب( يرحمه الله) أن يرتكب جريمة أخلاقية بالقاتل ( يرحمه الله ) في صيف مضى ..
ولما لم يستطع الجاني أن يرتكب فعلته تلك بادره صاحبنا بطعنة في قلبه أردته قتيلا ..
* حيثيات الحكم :
بعد التداول والتشاور لمدة ثلاثة أعوام وبعد أعتراف الجاني بأرتكاب جريمته وتوقيعه شرعا على الحكم صدر الحكم الشرعي بتنفيذ حكم الله في الشاب ( غ . ش )
*كيفية تلقيه الحكم :
أسودت الأرض أمام ناظريه عندما نطق القاضي بما نصه : ( صدر أمر محكمة التمييز برقم ... وتاريخ .... بتنفيذ حكم القصاص في المدعو .... ... وذلك بسبب أعترافه شرعا بما نسب أليه من ..... و....و .....
كانت صدمة وكانت الأعين شاخصة نحو السماء وعبارات غير مفهومة تخرج من تلك الشفاه المائلة نحو الموت ..
نظرتُ أليه وهو يستمع لحكم الله فيه وكأنني أرى ميتا أمامي واقفا على أرجله المتصلبة ..
نظر أليّ وأبتسم وقال : سمعت يا أستاذ أحمد ؟
قلت له : سمعت أنت ماقاله الشيخ ... ؟
قال أنه يقول : تنفيذ القصاص ..!!!
قلت : قل الحمد لله فأمامك رجاء الله عزوجل ثم جهود المحسنين من أهل الخير بالسعي نحو الصلح لأولياء الدم وووو ....
* أبلاغي له بموعد التنفيذ :
جاءني أمر بإبلاغه بأن تنفيذ الحكم الشرعي فيه عند الساعة صباحا وكان وقتها الساعة الثانية عشر مساء أي بعد تسع ساعات من الآن ..
صليت الفجر معه في جامع السجن وبدت عليه أمارات الطمأنينة والرضا بأن ماهو مكتوب سيحصل ولكن ...
أستغرب بوجودي في هذه الصلاة معهم في الجامع لأنني بالعادة يكون عملي صباحا ..
فتسائل عن هذا الأمر هو وغيره فقلت لهم :
جئت لكم لأودعكم لأنني مسافر غدا للــ..... فقلت أنتم أبنائي وأخواني فأحببت أن أسلم عليكم ..
فأنفردت بأصحاب القضايا الكبيرة وعانقتهم واحدا تلو الآخر ولكن كان عناقي لـ ( غ .ش ) فيه نوعا من الحرارة حتى أنه شعر بذلك وقال لي : كأنك ستودعنا للأبد على هذا السلام الحار ..!!!
قلت له : لعلك لن تراني يا (غ) بعد اليوم ..!!!
قال : أعوذ بالله خير ؟
قلت له : لا لا لا لشيء
وأفطرت معهم فطورا بسيطا ومازحتهم كعادتي وأعطيتهم عدد من النكت والطرائف التي أعتادوا أن يسمعوها مني في ( بعض) الأحيان ..
وجلست مع صاحبي وزميل له ثانٍ نتذاكر بعض الآيات التي كنا نسمعها لبعض حتى أشرقت شمس ذلك اليوم ..
وعندها أنفردت بصاحبي ودمعت عيني وأنا أحدثه عن الأمل والرجاء والترغيب بنعم المولى عزوجل على أننا مسلمين ونعبده على بصيرة وعلم ..
وقال لي : أبو مروان في شيْ ؟
قلت له :نعم ؟
قال : خيرا ؟
قلت له : أن عمي شقيق والدي توفي بالأمس وقد ذكرتني وفاته بوفاة والدي رحمه الله تعالى ..
قال لي : كلنا سنموت يا أبا مروان !!!!
قلت له : أسعد يوم في حياتي عندما أعلم أنني سأموت في الوقت الفلاني حتى أتوب وأستغفر وأصلي وووووو
قال : كلنا يحب ذلك ..
قلت له : ولكن المولى عزوجل أعطاك هذا الأمر ومنعه مني لأن توبتك خالصة لوجهه ..
أما أنا فلا أعلم متى سأموت ولا في أي ظرف سأكون حينها ..
قال : أفهم من كلامك أن قطع رأسي قد أقترب ؟
قلت له : قد تكون وفاتي أقرب من وفاتك يا شيخ ..
قال : قل لي الله يرحم والد والديك اليوم ؟
قلت له : أنت مستعد ألى لقاء ربك منذ أن صدر عليك الحكم فلماذا تخاف من حكمه إن كان اليوم أو بعد أسبوع أو بعد سنة ..؟
قال لكي أستعد نفسيا لذلك ؟
قلت له : أنا متيقن أنك مستعد منذ ذلك اليوم الذي سمعت فيه الحكم ..
قال : ولو عليّ أن أكون طاهرا ونظيفا وقارئا للقرآن ووو ..
قلت : أذن قم فأستعد للقاء من أحسنت الظن فيه ..
قال : يعني اليوم ......... ؟
قلت : بأبتسامة ممزوجة بطمأنينة نعم اليوم ....... !!!
قال : طيب تسمح أكلم الوالدة والوالد ؟
قلت : وماذا ستقول لهما ؟
قال : سأودعهما لعلي ألتقي بهما في الجنة أن شاء الله ..
( ولأن النظام في بلدي يمنع ذلك الأتصال في هذا الوقت بالذات وفي هذا الظرف أعتذرت له أن جوالي ليس معي الآن )
قال : يا اللله ودي أسمع صوت الوالدة قبل تنفيذ القصاص ..
وكمان ودي أخلي الوالد يحللني وكمان ودي أسمع صوت شهودة ومنال وحمودي ووو ( بدأت الحالة الهيستيرية المتوقعة في مثل هذه الظروف ) !!!
طيب يا بو مروان ممكن أتصل على ( أبو ...) والد القتيل لكي أحاول فيه للمرة الأخيرة أن يسامحني ويعفوا عني وووووو ( أنهمر في البكااااااء )
وضممته على صدري كالطفل الذي فقد والديه وشعرت بأن ثوبي بدأ يبتل من كمية الدموع المنهمرة عليه ووضعت يداي على وجهه في حركة حنان أبوي أخوي فقلت له : أحسن الظن بالله عزوجل فأن ماعند الله هو خير وأبقى وو
قال : سأموت بعد قليل ؟
قلت ستحيا حياة أبدية أن شاء الله بعد قليل فأن الموت هو موت القلب العاصي موت الجوارح التي لم تتب لربها ، أما أنت فقد أعلنت توبتك وندمت وها أنت تجدد التوبة وتنيب لربك أستغفر ربك وقل الحمد لله ..
* كتابته للوصية :
كتب وصيته الأخيرة وكان القلم الذي يكتب فيه تعب وهو يتحرك على تلك الأنامل الطائشة من الخوف وأوصى والده بأن يحج عنه وأن يتصدق عنه بالشهر 100 ريال لوجه الله عزوجل ، وأوصى جميع من يعرفونه بأن يسامحوه ,,
* .........
وجاءت السيارة السوداء وشاهدها من بعيد وبدأت رجلاه تتثاقلان بالمشي لأن الروح عزيزة وتعرف طريق نهايتها ونظر أليّ وألى زملائي الذين عاشوا معه أكثر من 34 شهرا تقريبا وذهبت أليه وقد بدأت رجلاي تسحباني ألى جسده الطاهر وقلت له : تريدني في شيء ؟
قال : لاتتركوني وحدي ..
قلت له : معك الرحمان يا شيخ ..!!!
قال لي : طيب أبقى أشوف أمي أبقى أشوف أبوي ..!!!
لم أتمالك نفسي وسكبت دموعا حـّـرا قلت له : أنتظرهم في الجنة سيأتون لك ..
قال : لا لا لاأريد أن أموت ..
وتم تنفيذ حكم الله في أخي وحبيبي ( غ.ِش) وكبـّـر الناس تعظيما لشعيرة من شعائر الأسلام ..
وذهبنا لتغسيله وكان وجهه وضاء ويشع منه نور التوبة وصدق اللقاء .. وتفاجأت بأن الذي خلفي هو والده وبدأ ينوح نوح الأطفال ويقول :
دعوني أقبـّل رأسه ..لم أتصور أنني لن أشاهده قبل أن يموت ..
نعم حتى أتشبع من ضمه وتقبيله لساعات بل لأيام .. وتمتم الأب بكلمات خفية قائلا :
الله يصبرك يا أم (غ) تعال شوفي نور أبنك كيف يشع ..
الله أكبر ..
الله يرحمك ياوليدي ..
كنت طيبا ولم تؤذي أخوانك ..
كنت مطيعا للجميع ..
من لي من بعدك ..
* أبلاغي لوالدته بوفاته :
لم أكن أتصور أن والد صاحبنا لم يبلغ زوجته بأن أبنهم قد تم تنفيذ القصاص فيه
لكن تفاجأت والدة صاحبي أن صوتي لها هذه المرة قد أختلف ..
قالت وفقها الله : أبني أحمد كيف (غ) اليوم ؟
قلت لها : بأحسن حال يا خالة أم ...
قالت ممكن أكلمه ؟
قلت لها هو بجانبي الآن ورافض أن يكلمك ..
قالت : ليه ؟
قلت لها : هو يبكي لأنه خائف من الموت ..
قالت لي : طمنو يا أبني أن الموت حق على جميع خلقه ..
قلت لها : أذن مؤمنة أن (غ) سيموت ؟
قالت : يمكن أحنا قبله يا أبني ..
قلت لها : أذن أحتسبيه عند الله ياخالة ..!!!
قالت : كيف يعني ( غ) مااااااااات ؟
قلت لها : هو مامات ياخالة ولكنه حيا يرزق الآن عند رب غفور رحيم أدعي له بالمغفرة والحمد الله أنكِ مؤمنة أن الموت حق وأبشرك كان وجهه يشع نورا وأبتسامته تشق فمه ووووو لم أكمل حتى سمعت أنينا أم ثكلى فقدت ظناها العزيز ..
وسمعت سقوط سماعة الهاتف وسمعت صدى صوت ( غ) يصدح بين أروقة ذلك المنزل الذي ترعرع فيه ..
* وما أن سمع زملاءه بالخبر مني حتى أصبحتُ كالأم عندما تحتضن أطفالها في حالة الخوف والهلع ، وتصبرهم أنهم مافقدوا عزيزا ولكن فقدوا جسدا كان معهم ثم رحل ..
وتاب بعد سماع هذا الخبر أكثر من 5 من زملاءه وعرفوا أنه من لم يمت بالسيف مات بغيره ..
------- الخاتمة ----------
الغرض من سرد تلك الأحرف ليس للتسلية أو الأطلاع ولكن لكي أوصل رسالة مفادها أن الموت حق وطريق كلنا سنسير عليه ..,
ومن رحمة الله على هؤلاء المذنبين التائبين أنهم عرفوا متى سيلقوا الله ..
أما نحن فليس لدينا علم بذلك ..
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين
12/9/1423
أدعوالأخيكمفيهذاالشهربالمباركبالرحمةوالغفران
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مروان ; 17-11-2002 الساعة 04:30 AM
|