نفساني - عرض مشاركة واحدة

22-08-2009, 01:46 PM

الأخت الفاضلة / كيميائية .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أسأل ربي ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ..
أسأل الله أن اكون عند حسن ظن من يحسن الظن بنا .. والله المستعان ..
- بادئة ذي بدء : أشكر أخي الفاضل طلال الهاجري على مداخلته الآنفة الذكر والتي حملت في بعض طياتها محاور جميلة جدا اشكره عليها ،، له مني وافر الدعاء بالثبات على دينه ..

- ثانيا : موضوعك حمل أربع محاور مهمة جدا من وجهة نظري ولخصتها على عجالة والمحاور الآربعة التي أخترتها هي صلب موضوعك يا اختي ،، ساتوقف عندها على السريع علنّي أستطيع أن أسهب بها بإذن الله وتستفيدي منها قدر الإمكان ..

1 - ( انا الان على اعتاب مرحلة هامة في حياتي نقلة نوعية لن تتكرر.. )

2 - (الجديد انني سأمكث مدة طويلة واحتكاكي سيكون كبيرا وعلاقاتي ستكبر وان ارى الخوف من تكبير دائرة التعارف .. )

3 - ( لقد نشأنا في البيئة التي ترى صحة الرأي الواحد ...)

4 - ( إنني أبحث بشدة عن إجابات راشدة تبتعد وتنأى عن الجدل والخوض في نقاشاتٍ معرفتنا .. )

- الحمد لله : أولا قبل ان اجيب على تلك المحاور أستغربت فعلا من قولكِ :
( ضع ديني وحجابي واخلاقي في كفة لانه امر مفروغ منه) ومكمن إستغرابي هو :
كيف تستطيعين الثبات على دينكِ بهذه الثقة ولاترغبين النقاش في ذلك وهو أس الحل في غربتكِ ،، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيفما شاء كما ورد في الآثر .. إن محاولتكِ تمسكِ بدينكِ وحجابكِ وأخلاقكِ هو من سنقذكِ من شطايا الشبهات في غربتكِ .. فلا تقولي إنه أمر مفروغ منه وأسألي الله الثبات على الطاعة ..

1- ( انا الان على اعتاب مرحلة هامة في حياتي نقلة نوعية لن تتكرر.. )
- إن الخوف النفسي والفكري من هذه المرحلة لابد أن يزال من مخيلتكِ اختي الفاضلة ،، فالأهمية لاتكمن في الخوض في هذه المرحلة ولكن الخوف يكمن في النتائج العلمية والسلوكية والثقافية المكتسبة من خلال الإحتكاك بمن هم على دينكِ ومن جلدتكِ .. الشيء الأهم الذي دوما كنا ننصح أبنؤنا المبتعثين للخارج هو الثقة بالنفس والقدرة على تخطي هذه المرحلة بهدوء الأعصاب والإستعانة بأصحاب الخبرات واللجوء إلى سفاراتنا المنتشرة في العالم للتعرف على قوانين وأنظمة هذا البلد وذاك .. قد لاتكون أعتاب كما ذكرتي أختي الكريمة ولكنها من وجهة نظري إنطلاقة لمرحلة لاأقول لاصعبة ولكن جديدة في حياة كل إنسان .. والبدايات دائما تكون صعبة ،، ولكن ييسرها المولى عزوجل وجل إذا ألتزمنا بما ذكرناه آنفا ..

2 - (الجديد انني سأمكث مدة طويلة واحتكاكي سيكون كبيرا وعلاقاتي ستكبر وان ارى الخوف من تكبير دائرة التعارف .. )

- دائرة المعرفة لن يكبرها ويصغرها غيركِ يا أيتها الفاضلة ،، فدائرة المعارف في المحضن العلمي الذي ستكوني فيه سيكون نطاقه ضيقا وفي حدود المنهج الذي ستدرسينه ،، أما خارج دائرة العلم فأنتي من يتصرف في هذا المحور بالطريقة التي أنتي ترغبين بها ،، وهذا يعتمد بالأساس على طبيعتكِ الأجتماعية والسلوكية المكتسبة ،، فلا تحسني الظن بالكثير ممن حولكِ ،، ولا تفشي سرا لأي مخلوق حتى لو كانت قريبتكِ في السكن ،، وعندما تختاري أي شيء أنتي مقتنعة فيه لاتحتاري بإتخاذ القرار المناسب ،، وأسألي الله من فضله دوما ..
لاتزرعي الخوف حولكِ ،، ولا تجعليه عنوانا لكِ وشعارا ،، فمن تسكن في الرياض مثلا وتدرس في الشرقية أو العكس تخاف من المجتمع الجديد مع العلم بإنها في نفس الدولة وقد يكون لها أقرباء هنا ،، فما بالكِ عندما نكون في بلاد لاتربطنا معهم أي انساب أو حضارة أو سلوكيات ؟ نعم أنا أوافقكِ الرأي (قد) ينتابنا شيء من الخوف ولكن صدقيني ستكون هذه في البدايات وتخطيتها سيكون بالتأقلم وترويض النفس على محاولة الوصول للقمة بتخطي تلك الصخور الصغيرة التي لاتنيني عن الوصول لتلك القمة ..

3 - ( لقد نشأنا في البيئة التي ترى صحة الرأي الواحد ...)

هذه النقطة قد أسهب بها كثيرا لإننا عانينا منها كثيرا عند دراستنا في الخارج ،، وفي الأخير اكتشفنا أن الخطأ ليس من نظام دولتنا ولا من نظام الدولة التي ندرس بها ،، ولكن من خلال تطوير ذواتنا ومعرفتنا بحقيقة النفوس البشرية التي نتعامل معها (حسب تربيتنا المحافظة والحمدلله)
- جميعنا نستاء جدا عندما نسمع أو نقرأ كل مايكتب او يقال عن بلادنا وهذه طبيعة بشرية مختزلة في وعي الإنسان الطبيعي جدا ولا ضير في تخطي هذا الأمر بالحوار الجماعي مع أصناف كثيرة ممن حولكِ من المبتعثين من جميع أنحاء العالم ،، وقد تجدين من يستهزء بحجابكِ أو لباسكِ أو تصرفاتكِ فأعلمي إن بيئتكِ هي الصح وأن من تربيتي عليه حتى لو كان منهجه منهج الرأي الواحد هو ماتدينيين الله به ،،

سأكمل لكِ غدا بإذن الله ..