عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2009, 11:20 PM   #2
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


قال سامر: أحسنت، أما الآن فلننتقل إلى موضوح الشيطان:
وقال سامٌر: لنذهب إلى القرآن لنعرف ماذا تعني كلمة شيطان، وهل يوجد فرق بينها وكلمة إبليس..
موضوع الشيطان بعكس موضوع الجن من حيث سهولة تناوله، فموضوع الشيطان أكثر تعقيدا، ولهذا سنتاوله تناولا مختصرا، غير مخل بما نريد، وهو التفريق بين الشيطان، وإبليس، مستحضرين في قلوبنا ما توصلنا إليه في موضوع الجن، والروت الجني:
إبليس يعلن شيطنته إذ تمرد
لنبدأ بقوله تعالى:"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)" الحجر.
القتل والأسباب التي تدعو إليه، أعمال شيطانية
"وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)" القصص
يقصد موسى – عليه الصلاة والسلام – بـ"هذا من عمل الشيطان"، الأسباب التي جعلت العمل الشيطاني يقع.. من الأسباب التي جعلته يقع: أنَّه وجد رجلان يقتتلان، واحد من شيعته، والثاني من المصريين، فمال للذي هو من شيعته وقد كان غضانا؛ فقتل المصري، ونسب العمل إلى نفسه عندما قال: "فلن أكون ظهيرا للمجرمين"؛ لأنَّ الذي يكون للمجرمين ظهيرا؛ يَظْهَر إذا إجتمعت أسباب شيطانية، تُفْضِي إلى قتل إنسان ظلما، وقد قتل المصري ظلما؛ وذلك لأنَّ الذي هو من شيعة موسى – عليه الصلاة والسلام – "غوي مبين"، كما جاء على لسان موسى – عليه الصلاة والسلام -؛ لأنَّه استصرخه، وباستصراخه؛ تجمعت أسباب شيطانية لإرتكاب عمل لا يريده النبي موسى..
الداء في الجسد شيطان
قال قاسمٌ لسامر: هل يمكن أنْ يقال عن مرض يُصيب الجسد بإنَّه شيطان؟
قال سامر: بلى، واقرأ قوله تعالى: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)" ص
الشيطان أصاب أيوب - عليه الصلاة والسلام -، وكان الدواء الذي يزيل الشيطان هو: مغتسل بارد، وشراب؛ ولهذا فالشيطان كان داء في جسده..
المنافق شيطان
قال قاسم: أنا أحفظ آية، يُوصَف الإنسان فيها بأنَّه شيطان، واقرأ قوله تعالى:"وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)" البقرة.
هنا يُوصف الإنسان بالشيطان، إذ كان منافقا، فالمنافق عندما يكون بين مؤمنين يقول: أنا مؤمن، ولكن عندما يذهب إلى مشركين أو كفار ويقول:"أنا معكم، فأنا أستهزئ بالمؤمن"؛ فهو شيطان، بل شيطان إنسي مارد.
أعداء الأنبياء الإنسيين شياطين
قال سامر: أنا أحفظ أية يُوصف الإنسان فيها بالشيطان بوضوح بالغ، وهي قوله تعالى:"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)" الأنعام.
قال قاسم: صَدَقْتَ، ففي الآية التي ذَكَرْتَها يوجد "شَيَاطِينَ الْإِنْسِ"، "شَيَاطِينَ الْجِنِّ"، رغم أنَّه يمكن الفصل بين كلمة الْإِنْسِ، وَالْجِنِّ؛ فتكون قراءة أخرى..
وقال قاسم: ما رأيك أنْ ننظر في مسؤلية الإنسان من خلال الآيات التي ذُكِرَ فيها إبليس والشيطان؟
قال سامر: هذا موضوع تشواكي، فلو ركزتُ فيه سيبعدني عن موضوعي، فأنا أحوج إلى التركيز في موضوعي، ولكن بالجملة أنا أقدم كلمة شيطان على إبليس، فالشيطنة عمل من الإنسان فيما يخص مسؤليته عن أفعاله، وليس لإبليس سلطان على عباد الله، ثم أنَّ الذي اتَّبَعَ إبليس، قد اتَّبَعه لأنَّه شيطان مارد من الإنس، ولولا شيطنته المتمردة على الحق، لمَا اتبع ابليس، كما أنَّه في الإنس شياطين أمْرَد من شياطين الجن الأبالسة، وربما يتمنى إبليس الجني أنْ يعمل تحت إمرتهم..
وعلى كل حال، فالاستطاعة الإنسانية تسبق "لحظة يفعل"، وليس الاستطاعة مقرونة بـ"لحظة يفعل" غير سابقة عليها، ففي "لحظة يفعل" يكون الفعل إحْدَاثا من الفاعل الإنساني، وفي "لحظة فَعَلَ" يكون المَقْدُور الذي فُعِل، لفاعل واحد، وليس لفاعلين: يكون الأول خالقا، والثاني مكتسبا، بل المقدور لفاعل واحد، فالإنسان ليس مجبرا في صورة مختار، بل مختار في صورة مختار، وهذا قول أهل العدل، ولكن الذي يقول بمقدور لفاعلين، ليس جبريا خالصا، بل جبريا معتدلا، والجبري المعتدل، معتدلا من حيث قوله بالكسب، وجبري من حيث يقابل الكسب فاعل، وهو الله..
قال قاسم: لا بأس، ولكن ما علاقة الروت بالشيطان؟
قال سامر: ألم تصلك الرسالة من إحدى الآيات السابقة؟
قال قاسم: وهل هناك أية فيها كلمة روت، واستدرك قائلا: آآآآآه، الآن فهمت: تقصد أنَّ المرض الذي يَحْدُث في الجسد شيطانا، لأنَّه يُخْرِج صاحبه عن الاعتدال؛ ولمَّا كان الروت يَحْدُث في الجسد؛ فإنَّ الروت يكون شيطانا..
قال سامر: أحسنت، ولكن لا تنسى أنَّه جني أيضا..
قال قاسم: لو لم تسبقني بالكلام، لذكرت أنَّه جنِّي، فشكرا لك على كل حال.


 

رد مع اقتباس