12-09-2009, 06:25 PM
|
#9
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اﻷخت مؤمنة
الحوار مع الملحدين ليس سهلا، خصوصا إذا كان الذي يحاور الملحد لا يملك اﻷدوات التي تؤهله للدخول في محاورة، بشأن الموضوع الذي يملك معلومات قليلة بشأنه، فهنا يمكن أنْ يسقط المحاور في الإلحاد ويظن أنَّ فكرة الملحد صحيحة، وهي أساسا تقوم على أنَّ الله غير موجود.
لننظر إلى مسألة وجود الله أو عدم وجوده.. في الحقيقة لا بد من اﻹقرار بإنَّ الملحد فاسد الفكر، والسبب أنَّه مُصِر على أنَّ الله غير موجود، ولو رجعنا إلى العقل المجرد، لأقر بتكافؤ اﻷدلة في هذا الشأن، ﻷنَّ الله غير محسوس، وغير المحسوس؛ يستوي القول: أنَّه غير موجود، والقول: أنَّه موجود، وبهذا يسقط كلام الملحد بشأن أنَّ الله غير موجود، هذا في الخطوة اﻷولى، أمَّا في الخطوة الثانية، فإنَّنا نقول أنَّ لكل معلول علة، وهذا مبدأ عقلي، ثم ننظر في الكون فنراه منظَّم، وأنَّه يسير بنظام محكَّم، وهذا يجعلنا نميل إلى اﻹقرار بوجود الله، ولكن الملحد سيبقى متشبث بفكرته، وهذه مشكلته، ويجب على المؤمن أنْ يتشبث بفكرته أيضا، فالصراع بشأن هذا الموضوع لن ينتهي أبدا.
على المريض الذي يخوض في هذه المسائل أنْ يتزود بالعلم، وإلا فسيضيع، ومعلوم أنَّ الذين يتصدون في أمتنا اﻹسلامية للملحدين وأشباههم، هم المعتزلة واﻷشاعرة وكذلك السلفية الذين يخوضون في هذه المسائل، للمعتزلة كتاب ضخم وممتاز في هذا الشأن وهو "المغني في أبواب العدل والتوحيد" للقاضي عبد الجبار، وللأشاعرة كتاب مقالات اﻹسلاميين للاشعري، والاقتصاد في الاعتقاد للغزالي، وشرح المواقف للجرجاني، وشرح المواقف لسعد الدين التفتازاني، وإلجام العوام عن علم الكلام للشهرستاني، واﻷبكار للآمدي، وللسلفية كتاب ابن تيمية وهو الرسالة التدمرية، وموافقة صريح المعقول لصحيح المنقول، وللظاهرية كتاب الملل والنحل وهو لابن حزم الظاهري.. كل هذه الكتب تشد في اﻹعتقاد وتحافظ عليه.
على المريض الذي يقرأ اﻷفكار التي في الكتب المذكور أنْ يكون هادئا، وإلا فستتشبث اﻷفكار المخالفة لمَا اعتاده المريض ﻷنَّه لا يريدها، وكونه لا يردها وهو مقرون بغضب؛ يجعل الذهن يتشبث بها أكثر، ولكن على المريض أنْ يرد هذا التشبث للمرض، وإنْ أراد أنْ يقرأ في الكتب المذكورة فلا بد أنْ يقرأها وهو قليل المرض، فإذا زاد المرض منها، فلا بد من تركها إلى أنْ يهدأ المرض، وهكذا دواليك.
لقد لفت انتباهي اسمك (المؤمنة بالله) وأنت في هذا الحال، وكانَّك تقولي أنا لست ملحدة، بل مؤمنه، وهذا شيء طبيعي في هذا الحال، وأرجو أنْ تنظري إلى نصائحي لتعلمي كيف تتعاملي مع هذه المسألة.
عن نفسي، لقد مررت بمدة كنت ملحدا فيها، وقد تجاوزت السنتين، وحَدَث هذا بسبب قراءتي في كتب الفلسفة، ولكن كتب الفلسفة إذا قُرِأت كثيرا؛ فإنَّها ترد إلى اﻹيمان، وكذلك كتب علم الكلام فهي وجدت لصد من يتربصون بالعقيدة.. بعد أنْ قرأت كثيرا في هذا المجال عدتُّ إلى اﻹيمان بحمد الله، وقد الحدتُّ ثم آمنت بالله عندما كان مرضي قليلا، ولكن اﻵن بحمد الله لدي خبرة بهذه المناورات.
أخيرا، أنصحك بقراءة كتب الحكيم الفيلسوف المغربي"طة عبد الرحمن"، فهو صاحب فكر راقي جدا، له كتاب "اللسان والميزان أو التكوثر العقلي"، و"سؤال اﻷخلاق"، و"تجديد المنهج في تقويم التراث"، و"فقه الفلسفة"، و"العمل الديني وتجديد العقل"، وكتب اخرى.
أرجو لك قراءة هادئة.
شكرا.
|
|
|