نفساني - عرض مشاركة واحدة

19-11-2002, 08:37 AM

أهلا بأخيتي العزيزة أم مروان ..

كل مداخلاتي في منتدى التجارب تحاول أن تصف ألمي ..

عموماً ..
دعيني أجاوب على سؤالك بسؤال ..

" أم مروان " التي تعرفينها .. التي تنسجمين معها و تشعرين بالألفة معها و الانتماء لها .. و تفخرين بها ..
أليست ترافقكِ عندما تكونين لوحدك ، بين الناس ، و في كل مكان ؟

ماذا لو كانت تتخلى عنكِ .. في أوقات معينة دون غيرها ؟
في الأوقات التي تجتمعين فيها مع الناس تحديدا ؟

هي .. بمثابة الدرع الواقي الذي يحميكِ من أخطار كثيرة .. لو فقدتيه ( لا سمح الله ) لشعرتي بنفسك تصبح هشة ، ضعيفة .. تصبح ( مكشوفة ) و هنا يصيبك رعب فظيع !

الآخرين .. لا يستطيعون رؤية هذا الدرع لأنه ( غير مرئي ) ..
هم فقط .. يستطيعون معرفة وجوده من عدمه .. اذا ما وُجّهَت لكِ ضربة قوية بنصل حاد فارتدت عنكِ أو انكسرت على درعك ( الغير مرئي ) المهم أنه لم يبدو عليكِ أنكِ تأذيتِ .. هنا يعرفون أنكِ ترتدين الدرع ..
فتأمنين بذلك شرهم ..

قد تكونين فعلاً ترتدينه ............ و بالتالي لن تؤذيكِ أي ضربات
فتشعرين بالأمان .. و تواجهين الحياة بثقة و اطمئنان ....................

و قد تكونين لا ترتدينه .. و بالتالي فإن الضربات ستؤذيكِ حتماً .. و هذا هو سبب الرعب الفظيع الذي سيتملك كل ذرة من كيانك .. و أنتِ تقفين هناك دون درع ..
متوقعة أي ضربة حادة قد تفاجئك في أي وقت على أي موضع من جسدك

لم ينتهِ الأمرُ بعد ..
بل انه لم يبدأ حتى ينتهي ‍‍!!

الألم يا أم مروان .. هو عندما تتظاهرين بأنكِ مرتدية ذلك الدرع .. ( هل تذكرين ؟ قلنا انه غير مرئي و الناس لن تعرف بوجوده من عدمه الا برؤية ردة فعلك للضربات .. )

و التظاهر بأنك مرتدية اياه يعني أنه عليكِ أن تتحملي الألم الرهيب الذي ستسببه لكِ احدى النصال الحادة عندما تضرب جسدكِ غير متعمدة ..
عليكِ أن تتحملي و لا تُظهري ألمك هذا أبداً .. عليك أن تستمري في ايهامهم أنك مرتدية الدرع ..
و إلا ‍‍!!
و الا فسينكشف أمرك لو صدر منك و لو تأوه بسيط ..
و عندها ستكونين فريسة سهلة لمن يعشقون أذية الغير .. الذين ستستمتع نفوسهم المريضة بإعمال نصالهم الحادة في جسدك .. كيفما يحلو لهم !
كلما صادفتيهم !

هل فهمتي قصدي يا أم مروان ؟
هل فهمتي الآن نوع معاناتي ؟
نعم انها تندرج تحت الرهاب الاجتماعي لأنه أقرب ما تنطبق عليه و تتشابه معه

السنوات الماضية من عمري عشتُها أتظاهر بوجود الدرع .. و طبعاً أنهكني ذلك و أتعبني للغاية ..
فكما رأيتي بنفسك .. المسألة تتطلب السيطرة على مظاهر الرعب ( الرجفة - التلعثم .... الخ ) ، و تحمل الآلام .. حتى لا يُفتضَح أمري ..

و العمليتان مرهقتان .. لم تُبقيا لي أي طاقة للتركيز في أي شيء ...
أثخنتني الجراح ..
فكان لابد من التوقف .. لأرتاح قليلا من هذا العذاب و لألتقط أنفاسي
لذا انسحبتُ من الجامعة ..
و من الحيـــاة ..

لماذا تغيب نفسي عني عندما أحتاجها ؟
لماذا تتركني ( مكشوفة ) أمام النصال الحادة تملأ جسدي بالجراح ؟

( لمــاذا )
هذا ما كان هدفي في الماضي معرفته ..
لكني غيرتُ الهدف الآن ..
لم يعد يهمني أن أعرف السبب ..
لأنه يحتاج وقتاً طويلاً
و عقارب الساعة لا تنتظرُ أحداً !

أرغب الآن فقط في التكيف مع المرض
لأنني أريدُ أن أعيش .......................................

أم مروان
جزيتِ خيراً
و بانتظارك اذا كان لديكِ أي تعليق
تحياتي لمرورك