عرض مشاركة واحدة
قديم 14-09-2009, 07:28 AM   #11
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


اﻷخت مؤمنة بالله
أهلا بك مرة أخرى

أريد أنْ أقول من الجيد الابتعاد عن محاورتهم، ليس خوفا منهمن فهم ليسوا مخيفين، ففكرهم لا يؤدي إلى خوفنا، ﻷنَّ فساد أساسم لا يخفَ على عاقل، وقد قال المعتزلي إبراهيم النَّظَّام - رحمه الله - "أنَّ الشاك أقرب إليك من الجاحد"، والجاحد ممكن أنْ يكون ملحد، خصوصا في مسألة الله، فميله إلى الجحود من الهوى، فأقل ما يُوجبه العقل هنا هو التوقف عن الحُكم، إنْ نفيا، أو إثباتا.

وفي سياق آخر، لقد تكلَّم ابن سينا عن مسألة المثير (مثورة (شيء يسبب إثارة) والقرين (شيء يكون مع المثير)، حيث قال:"قرين الملذوذ ملذوذ، وقرين المؤلم مؤلم".
ماذا يعني بكلامه هذا؟
لنجيب من خلال مثال:
عندما يُحَاور الملحد، فإنَّ المؤمن الذي يُحاوِر الملحد يتألم؛ ﻷنَّ الملحد يريد أنْ يهدم معتقداته، والتألم يتفاوت من إنسان إلى آخر، حيث يمكن للمرضى بالمرض الذي نتكلم عنه أنْ يَشْعُروا به بشدة؛ وذلك لوجود المرض في أعصابهم، ثم يُضَاف إليه توتر، فيشتد المرض الذي في اﻷعصاب، على اﻷقل لمدة معينة؛ وهذا يجعل معتقدات المؤمن تُشَكِّل له مصدر ألم؛ وذلك لشدة النقد الحاصل من الخصم، حتى ولو كان النقد مجرد تشويش لا أكثر؛ حيث تبدأ مسألة معينة تؤلمه، ثم مع الوقت يتشعب اﻷلم، لينتقل إلى مسآئل لا يقترب النقد لها، وهنا يمكن للمؤمن - المريض بالتأكيد - بمجرد أنْ يرى أو يسمع شيء يعتقده؛ فإنَّه يتألم، ويجد في نفسه نفورا منه، ويمكن أنْ يجد في نفسه ميلا لأقوال الملحد، بل ربما لا يمكن تسكيت الألم إلا بإتباع الملحد فيما يقول.. أقول للمرضى: لا تجعلوا المرض يوجه منهجكم في الحياة، ولا بد من إخضاع كل شيء للعقل الذي من مهماته في هذا الحال كشف ما يُحْدِثه المرض والتوتر من انحراف.
لا بد من أنْ يعي المريض هذه الخطوات؛ ﻷنها تُشَكِّل خطرا على معتقده، فعليه أنْ يبتعد عن محاورتهم ويترك الساحة للعلماء، ثم عليه أنْ يسمع ويقرأ كلام العلماء؛ ﻷنَّه يقلل التوتر، وهذا علاج بالضد.
وفي جميع اﻷحوال على المريض أنْ يترك هذه المسآئل؛ ﻷنَّها تزيد مرضه، ويمكن أنْ يراها أو يقرأها في أوقات متباعدة، فإذا زاد المرض الذي يحصل من التوتر بالتأكيد، فلا بد من ترك الساحة، فالصحة أولى.
شكرا.


 

رد مع اقتباس