05-10-2009, 03:22 PM
|
#2
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 28244
|
تاريخ التسجيل : 07 2009
|
أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
|
المشاركات :
526 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اﻷخ يحيى
لا بد من التفريق بين اﻷفكار العادية، واﻷفكار التي يُحْدِثُها المرض، أو الحالات التجاوزية ؛ ولمَّا كانت الأفكار العادية مقبولة أخلاقيا، واﻷفكار التي يُحْدِثُها المرض غير مقبولة أخلاقيا؛ فإنَّه من الواجب عزل اﻷفكار المُحْدَثَه من المرض عن المرض، وعزلها عن المرض، هو أولى الخطوات نحو الانتصار عليها.
قد تقول: أنا اعترف أنَّها أفكار غير سوية، وهذا فرع من العزل، ولكن مع هذا؛ فإنَّ هذه اﻷفكار ما زالت تتردد عليَّ، وهذا هو أساس سؤالي.
أقول: لا بد من الهدوء، وشم عطور، ولا بد أنْ يكون فراش وغطاء النوم فاتحين، والانشغال بشيء يسد مسد اﻷفكار غير السوية.. أهم وسيلة للانشغال هي القراءة.. أنصحك بقراءة كتب الدكتور طه عبد الرحمن.
أرجو أنْ تقرأ موضوعي عن الوسواس القهري، حيث يوجد رابط يحيل إليه في توقيعي.
بشأن مسألة شكوكك في وجود الله، أقول:
من مبادئ العقل أنْ لا يَحْكُم على الشيء غير المحسوس، لا بالنفي، ولا بالإثبات، فهو في حدود اﻹمكان العقلي، ولكن نحن نعلم أنَّ لكل معلول عله، وهو مبدأ عقلي، كما نعلم أنَّ عدم التسلسل مبدأ عقلي؛ وهذا يعني أنَّ لهذا الكون عله، والكون نفسه معلول، والعلة ليس لها بداية انطلاقا من مبدأ عقلي: وهو رفض التسلسل إلى ما لا نهاية.
قد تقول: لماذا لا يكون الكون نفسه علة ومعلول؟
أقول: لقد ميز الفيلسوفان الفارابي وابن سينا اﻷشياء إلى واجب الوجود بذاته، وممكن الوجود بغيره، فواجب الوجود بذاته هو الله، وممكن الوجود بغيره هو خلق الله، فهو لا يمكن أنْ يوجد بغير واجب وجود لذاته، ﻷنَّه لا يوجد مرحج يُرَجِّح وجوده على عدم وجوده، ولمَّا كان هذا الكون لا ارادة له، وجب أنْ يكون مُرِجِّح وجود هذا الكون صاحب إرادة، وصاحب اﻹرادة هنا هو الله، أو بتعبير آخر واجب الوجود بذاته؛ وهذا يعني أنَّ هذا الكون مخلوق لله.
مسألة المرجح واﻹرادة من عند المتكلمين وليست من عند الفارابي وابن سينا.
بشأن الشكوك في اﻷديان، فيمكنك أنْ تقرأ في كل اﻷديان لتعلم أيها أفضل - أنصحك بزيارة موقع ابن مريم، وحراس العقيدة، ومنتدى البشارة اﻹسلامية -، ولكن قد تقول:
ولكن اﻷديان تسبب تفرقة بين الناس، فهي تحول دون تواصل المجتمعات البشرية.
اقول: هذا غير صحيح، فمشاكل الناس، لن تنتهي وأكثرها ليست من الدين في شيء، وانظر إلى القبائل والعشائر البدوية، تجد عندهم الثأر من أقدم العصور إلى يوم الناس هذا، والدم عندهم يكاد لا يتوقف، وانتظر إلى الحربين الغربيتن الكبريين، التي يسمونها حربين عالميتين.
لماذا يسمونها حربين عالميتين؟
ﻷنَّها يرون انفسهم مركز هذا العالم، وبقية العالم مجرد أطراف لهم.. أليس هذا عين العنصرية، الن تسيل دماء كثيرة بسبب هذا التوجه؟!.
انظر إلى كتب الدكتور حسن حنفي، خصوصا كتابة علم الاستغراب، فهو يجعل الغرب طرف والحضارة اﻹسلامية مركز، والحضارة اﻹسلامية احتوت المسلم وغير المسلم.
كما ترى فالدين لا يفرق الناس، بل الناس تفرق باسم الدين وغير الدين، فالله خلق الناس لتعارف، وليس لتحارب، فالتعارف هو اﻷصل في الدين، والحرب مجرد فرع، وهذا الفرع سببه إزالة العدوان وليس نشره، وهذا المبدإ الديني لا يوجد أفضل منه عند من يرفضون اﻷديان، فالدماء عندهم كثيرة، ويكاد لا يكون عندهم قيمة للأرواح، خصوصا عندما تظهر العنصرية سافرة منهم.
أرجو أنْ تقرأ مواضيعي التي يحيل إليها الرابط التالي:
http://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=51719
كلمة أخيرة في هذه المشاركة، عندما كنتُ ملحدا كنتُ أرى أنَّ اﻷديان هي سبب التمييز بين البشر، وقد اتضح لي العكس، كما ورد في هذه المشاركة.
شكرا.
|
|
|