عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-2009, 10:56 AM   #1
آه ياسنيني
المركز الاول (أميرة الأبجديّــات)


الصورة الرمزية آه ياسنيني
آه ياسنيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27270
 تاريخ التسجيل :  03 2009
 أخر زيارة : 29-12-2011 (06:32 AM)
 المشاركات : 817 [ + ]
 التقييم :  54
لوني المفضل : Cadetblue
قـــصـــة..الأيــــــامـ الــعــشــرة..!



أوغادُ بالفعل..!

كان شبه ممددٍ على الطريق الذي يبدو أنه حاول قطعه في تلك الظهيرة,شيخٌ كبير كما يبدو,كان يحاول عبور الطريق العام للجهة الأخرى عندما كادت أن تصدمه إحدى السيارات,مددتُ يدي لأعاونه على النهوض..أمسكتُ بيده المرتجفة المتجعدة الواهنة والتي مدها لي بعد أن ناديته:

ياعم هل أنت بخير..؟!..سأساعدك..!

وتناولت يده المرتجفة بيدي..وعندما أسندتهُ على جسدي ونهض..أخذ يضرب بيده الأخرى وبعصاه الغليظة التي كانت تسنده الرصيف..وبدأ يتحدث إلى ويقول:

بارك الله فيك يا ولدي..لم أرى تلك السيارة وهي تمرق بجانبي..

وألتفتُ إلى وجهه الذي رسمت عليه الأعوام المديدة رسمتها المتعرجة..وألفيت عينيه مفتوحتين..لكنهما أقرب إلى البياض التام..كان الشيخ أعمى..فلم يرى تلك السيارة التي كادت أن تصدمه..لكن ألم يرهُ هؤلاء الفتية المتهورون..!

قلت له ونحن نمشي على جانب الطريق:

هل منزلك قريب من هنا ياعم..فقط أخبرني بعنوانه وسأوصلك إليه..
قلت ذلك فشعرت بأن رجفة يده أزدادت,ووهن جسده الواهن أصلا..
لم يجبني على سؤالي بل قال:

ماأسمك يا ولدي..؟

رددتُ عليه:

سامح ..أسمي سامح ياعم..لكنني لست من أبناء هذه البلدة,,بل من أبناء البلدة المجاورة..,هل منزلك قريبٌ من هنا يا عم..؟

عندها توقف عن السير..وبدوري توقفتُ لأنني كنتُ أسنده..فخاطبته قائلاً:

هل من خطبٍ ما ياعم..؟

تنهد بألم ثم طلب مني أن آخذه إلى مخبز قريب فهو يشعر بالجوع..!

أستغربتُ من طلبه لكنني نظرتُ حولي فأبصرتُ مخبزا لايفصلنا عنه سوى الطريق العام..

ذهبتُ لأشتري الخبز بعد أن اخبرني أنه لا يريد
شيئاً آخر..بعد شرائي لما طلب..عدتُ لأجدهُ جالساً على درجات مدخل إحدى البنايات..ناولته ما طلب..تناول نصف احد الارغفة ثم حاول النهوض فساعدته,يبدو أن الفزع من الحادث الذي كاد يصيبه زاده وهناً..!

أخذتُ بيده,لكنه طلب مني أن أتركه,فهو مايزال قادرا بمساعدة عصاه على أن يصل إلى حيثُ يريد..

خاطبتهُ :

لكن ياعم..أنت لا تستطيع....

لكنه قاطعني قائلاً:

هيا يابني أذهب في طريقك لقد أخذت من وقتك مايكفي..أستطيع أكمال وجهتي..هيا فلتكمل سيرك إلى حيث أردت..!

أجبته:

حسناً ياعم..كنت فقط أريد المساعدة..إلى اللقاء أذن..أتمنى أن تكون بخير..

ومضيت وتركته يكمل سيره البطيء..

عندما وصلتُ إلى بيت جدتي حيث أقيم مؤقتاً..بعد سفر والدايّ إلى
الحج..ناديت جدتي لأجدها في المطبخ تعد الغداء لنا..

أمممم رائحة لذيذة يا جدتي ..كم أحب البقاء معك..!

ضحكت جدتي وهي تلثمني على خدي..وتقول:

وكأنك لست الولد المدلّل والوحيد لدى والديك..!

لقد كنتُ كذلك بالفعل..كنتُ أبلغ من العمر 13 عاماً..لقد أصبحتُ شاباً!

هكذا كنت أعتقد بينما والداي لا يزالان يعتبرانني طفلاً صغيراً..ولم يوافقا على طلبي البقاء لمفردي في المنزل أثناء سفرهما الذي سيستمر 10 أيام فقط..!

وبعد مجادلة قصيرةمعهما كنتُ أنا الخاسر فيها بطبيعة الحال قررا أخذي لجدتي لأبي في البلدة المجاورة للتعتني بي أثناء غيابهما القصير برأيي,,وهكذا كان..

لكن مازال بإمكاني أن أكون أكثر استقلالية هنا ,هكذا كنتُ أفكر..فجدتي تنام باكراً كما اعتقد وسيكون بمقدوري فعل ما أريد..

لكنني لم أكن أتوقع أن هذه الأيام العشرة ستكون بداية منعطفٍ جديد في حياتي ..لم أكن لأتصوره في أكثر أحلامي خيالاً..!


يــُـتــبـــع...


بقلمي النازف:آه ياسنيني

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس