عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2009, 12:39 AM   #2
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


الكونيات اللسانية
************************

هي مجموع العناصر اللسنية ( صوتي، صواتي، نحوي، رمازي، دلالي، أو مفرداتي ) التي يفترض أنها مشتركة في كل اللغات الطبيعية العالمية.

مسألة قديمة:
فكرة أن هنالك كونيات لغوية ليست حديثة، فمنذ القرن 17م تساءل الفلاسفة والنحاة وفقهاء اللغة عما إذا لم يكن هنالك قواسم مشتركة بين مختلف لغات العالم، رغم اختلافاتها الظاهرية.

منذ ذلك التاريخ والسؤال يطرح باستمرار، خاصة بعد الستينيات، حيث، وتحت الضغط المتزامن مع الترجمة الآلية والمنهج التوليدي، بدأ البحث من جديد عن كونيات لسانية.


النظرية العامة للغة:
تعريف:
"اللغة": هي اللسن، وهي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، وهي فعلة من لغوت أي تكلمت. أصلها لغوة أو لغي أو لغو، الجمع لغات ولغون.
لغا: مال عن الصواب وعن الطريق واللغة أخذت من هذا لأن هؤلاء تكلموا بكلام مالوا فيه عن لغة هؤلاء الآخرين. (كما حدث للعبرانيين الذين مالوا عن الأصل عن العربية/الفطرة)

اللغو: النطق والصوت.

واللغة بمفهومها العام هي نسق وصفي للإشارات. لمعرفتها يجب دراسة اللسانيات التاريخية، و دراسة اللسانيات الآنية. حالما نتخلى عن التغيرات التي تطرأ على اللغة يمكن أن نلاحظ الاختلافات والعلاقات المتشابهة التي تجعل من اللسان نسقا واحدا يعبر عنه بطرق مختلفة.

فالأشياء لها وجود في أربع مراتب : في الكتابة، والألفاظ، والأذهان، والأعيان. وكل سابق منها وسيلة إلى اللاحق، لأن الخط دال على الألفاظ، والألفاظ دالة على ما في الأذهان، والأذهان دالة على ما في الأعيان. والوجود العيني هو الوجود الحقيقي الأصيل الذي لا تختلف فيه اللغات، وفي الوجود الذهني خلاف في أنه حقيقي أو مجازي وهو أيضا واحد في كل اللغات لأنه صورة أو شبح للوجود العيني الحقيقي الذي هو في الواقع، وأما الأولان [الخط واللفظ] فمجازيان قطعا وهما أساس اختلاف سائر اللغات.

الإنسان مدني بالطبع، وهو محتاج إلى إعلام ما في ضميره إلى غيره، وفهم ما في ضمير الغير، فقاده الإلهام الإلهي إلى استعمال الصوت، وتقطيع النفس الضروري بالآلة الذاتية إلى حروف يمتاز بعضها عن بعض، باعتبار مخارجها وصفاتها، حتى يحصل منها بالتركيب كلمات دالة على المعاني الحاصلة في الضمير فيتيسر لهم فائدة التخاطب، والمحاورات والمقاصد التي لا بد منها في معاشهم.

ثم إن تركيبات تلك الحروف لما أمكنت على وجوه مختلفة، وأنحاء متنوعة، حصل لهم ألسنة مختلفة، ولغات متبائنة وعلوم متنوعة.

هناك نظريتان ينقسم حولهما اللغويون:
1- هناك من يعتقد أنه في البدء كانت عدة لغات أو لهجات كل مرة يتحد البعض منها ليكون لغة واحدة قوية، بعد مرور الزمن تبدأ هذه اللغة القوية في الانقسام لتكون بدورها عدة لهجات مختلفة بعض الشيء ينقرض البعض من هذه اللهجات والبعض الآخر ينقسم بدوره وهكذا إلى ما لا نهاية، فكل يوم تولد لغة جديدة وتموت أخرى قديمة لم تستطع مقاومة التغيرات.

2- وهنالك من يعتقد أنه في البدء كانت لغة واحدة ومع مرور الزمن بدأت في التوسع بفعل الهجرة ثم في الانقسام لتتحول إلى عدة لهجات تتطور بعيدا عن اللغة الأم الأساسية ثم تتكون لغات أخرى متشابهة ومختلفة، وفي النهاية سيستعمل سكان العالم لغة واحدة عالمية كما كان في بداية ظهور الانسان.
فالانسان القديم فرقته الظروف الطبيعية ولقمة العيش فباعدته رغم قربه...
والانسان الحديث جمعته الوسائل التقنية وقربته رغم بعده فالعالم أصبح قرية لا تزال تتقارب تماما كما يتقارب الزمن...

ومما لا شك فيه عندنا أن النظرية الثانية أقرب إلى الصواب لأنها توافق ما وصل إليه علم الوراثة بدراسته للكائنات الحية: خلية واحدة تنقسم إلى عدة خلايا وكل خلية تنقسم بدورها... وهي متشابهة ومختلفة في آن واحد...


 

رد مع اقتباس