عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2001, 02:31 PM   #4
psycho_student
عضو جديد


الصورة الرمزية psycho_student
psycho_student غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 788
 تاريخ التسجيل :  10 2001
 أخر زيارة : 03-09-2008 (08:43 PM)
 المشاركات : 6 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
تابع عصاب الوسواس القهري



أسباب عصاب الوسواس القهري :

1. النظرية التحليلية :

النكوص إلى مرحلة طفولية في المرحلة الشرجية ، ففي هذه المرحلة يقوم الوالدان بتدريب الطفل على التخلص من الفضلات وعلى النظافة ، و لكن الطفـل يستمتع بأن يخرج على قواعد النظافة في هذه المرحلة ، كما أنه يكون عندئذ كثير الميل إلى التحدي والتمرد ، ولذلك نراه يقاوم متطلبات الوالدين ، والأبوين يعتمدان على العقاب والعنف في تنفيذ رغبتهما ، ويضطران الطفل إلى إنكار سلوكه المتوجه نحو تحصيل اللذة ، عندئذٍ ينشأ التكـوين العكـسي ويتحول الطفل إلى الإفراط في النظافة والنظام واقتضاء الكمال ، حتى إذا بلغ مرحلة الرشد نـراه يستعيد أحكام والديه ويظل يتهم نفسه بأنه لم يسلـك السلـوك المناسب ، و في بعض الحالات يعكس السلوك الوسواسي القهري بطريقة رمزية محاولـة المريض أن يغير من النتيجة التي انتهت إليها مشاهد الطفولة ، وإذا بما كان يشعر المريض به أثناء طفولته من عداوة وغيظ قد أصبح يعبرعنه في صورة أفكار ملحة تتعلق بالموت ، موت و احد من الناس المقربين إليه بعـد أن تقنـعت ولفها الغموض .


2. النظرية الفسيولوجية :-

نجد أن هذه الأعراض أكثر حدوثاً في الأطفال حيث نلاحظ رغبتهم في السير على حافة الرصيف أو الدوران بطريقة خرافية في اتجاهات معينة أو لمس أعمدة الكهرباء في الطريق أو محاولة حفظ أرقـام السيارات ...الخ ، وهذه حالات طبيعية ولكن عندمـا تطغى هذه الطقوس الفرد الراشد السـوي تدل على وجود اضطرابات فسيولوجية في الجهاز العصبي ، و في موجات الدماغ الكهربـائية ، كما تظهر في حالة الإصابة بالحمى المخية أو الصرع الحركـي النفسي ، و قد فسر بعض العلمـاء هذه الظاهرة بوجود بؤر كهربية نشطة في لحاء المخ ، بصورة مستمرة وتتصل بدوائـر أخرى حتى تتكرر نفس الفكرة أو الحركة ، وقد يكون هذا الأساس في محاولة علاج هذا المرض المزمن باستئصال بعض الموصلات العصبية بين المهاد والفص الأمامي حيث تسبب حالة من العجز الكلي أو آلامـاً نفسية قاسية أو نوبات اكتئاب شديدة .

مصير عصاب الوسواس القهري :-

إن حوالي نصف إلى ثلث الحالات تتحسن في غضون خمسة سنوات على الرغـم من كافـة أنواع العلاج المختلفة ، ويبدو أن هذا التحسن يحدث بغض النظر عن الطرق المتبعة في العلاج ، والتي يعتقد أن تأثيرها يرتكز على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب المصاحب للوسواس تاركـاً الوسـواس ليشفى تلقائياً ، وقد كان ينظر سابقاً لمصير الوسواس القهري على أنه أسوأ من بـاقي الأمـراض النفسية ، ولكن الأبحاث الحديثة أثبتت أن هذا المرض يوازي باقي الأمراض العصابية ،والجدير بالذكر هو تحول بعض حالات الوسواس القهري إلى مرض الفصام ، ويختلف العلماء في تفسير مدى هذا التحول .

علاج عصاب الوسواس القهري :-

1. العلاج النفسي : يحتاج المريض للعلاج النفسي وذلك لتفسير طبيعـة الأعراض ، وتشجيعه وطمأنته بأن حالته بعيدة عن الجنون و التقليل من خوفه على ملكاته العقليـة مع محاولة الكشف عن العوامل الدفينة التي أدت إلى هذه الأعراض والمعنى الرمزي لأعراضه .ويواجه العلاج لهذا المرض عن طريق التحليل النفسي العديد من الصعوبات والتي لخصـها فينيكل في عام 1931م هذه الصعوبات كالآتي :

أ. صعوبة عملية الطرح وبالتالي عدم وجود الألفة العاطفية بين المريض والمحلل .

ب. التغير المستمر في أعراض المريض مما يجعل الاستمرار في تحليل الأعراض صعباً إلى حد ما .

ج. لا يستطيع المريض الاسترخاء التام لعملية التداعي الحر نظراً لملاحظته الدائمة لكلامه وسلوكـه ونقده الذاتي لطبيعة شخصيته القهرية .

د. يعتمد المحلل في علاجه على استعمال الجزء المتكامل في الشخصية للتقدم البطيء في التحليل ، وفي حالة الوسواس القهري المزمن تكون الشخصية قد تداخلت في المرض بطريقة يستحيل معها فصل أي جزء متكامل منها للنفاذ إلى العلاج التحليلي .

ه. يستحيل على المريض أن يقتنع بالنزول من برجه العاجي وأن يترك سيطرة مثاليته وما يطلبـه من نفسه لتخفيف المطالب المثالية .


2. العلاج البيئي والاجتماعي : يحتاج المريض أحياناً إلى تغيير مكان العمل أو السكـن حتى يبتعد عن مصدر الوسواس خصوصاً إذا كانت له عـلاقة بالخـوف من الأمـراض أو التلـوث بميكروبات أو طقوس حركية خاصة ، وبالطبع هذا النوع من العلاج وقتي و لا يستأصل المـرض جذرياً لأنه سرعان ما تعود الأعراض ثانية بالرغم من تغيير البيئة .


3. العلاج الكيميائي : تفيد أحياناً العقاقير المضادة للقلق والاكتئاب والأدوية المطمئنة الكبرى في اختفاء التوتر والاكتئاب المصاحب للوسواس مما يجعل المريض قادراً على مقاومتـه راغبـاً في الاستمرار في نشاطه الاجتماعي ، وقد استطاعت هذه العقاقير أن تخفف آلام المرضى وجعلتهـم يتكيفون اجتماعياً على الرغم من استمرار الوساوس ، وتدل الخبرة الإكلينيكية على فائدة عقـار الأنافرائيل في الوريد في علاج بعض الحالات .


4. العلاج الكهربائي : لا تفيد الصدمات الكهربائية في علاج الوسواس القهري لكنها تحسن الأعراض الاكتئابية والأفكار السوداء التي تصاحب المرض ، ولا يلجأ إلى الكهرباء إلا في الحالات التي يخشى منها على صحة المريض النفسية من الناحية الإكتئابية .


5. العلاج السلوكي : ويصلح هذا العلاج خاصة مع المخاوف القهرية إمـا بالتحصين البطيء أو التعرض المباشر .


6. العلاج الجراحي : إن العملية الجراحية تأتي بأحسن نتائجها مع الحالات المنتقاة من الوسواس القهري والتي يجب أن تكون فيها الشخصية متكاملة ، ودرجة التوتـر والقـلق شديدة مع عدم القدرة على التكيف بأعراضه مع المجتمع ، مع فشل سبل العلاج السابقة ، فهنا يكـون التـدخل الجراحي ذا أهمية فاصلة ، لأنه سيعيد للمريض قدراته على الاستمرار في نشـاطه الاجتـماعي ، وهذه العملية لا تشفي الوساوس ولكنها تجعل المريض غير مكترث بها ولا يصحبها حينئذٍ أي قلق أو توتر ، ومن ثم تجعل منه ثانياً عضواً نافعاً في المجتمع ، وتأتي الجراحـة بأحسـن نتائجـها في الوسواس إذا هاجم الجرّاح التلفيف الحزامي أو السطح الحجابي من الفص الجبهي .


 

رد مع اقتباس