07-12-2009, 12:03 AM
|
#2
|
عضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27460
|
تاريخ التسجيل : 04 2009
|
أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
|
المشاركات :
950 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
** 2 **
ماذا فقدت؟ وماذا أخذ منك الآخرون؟
حياتك؟... تلك مجرد أوهام... فليأخذوا الأوهام... وليرحلوا، كما رحلت أنت...
دماغي، كم هو مزعج؟ وكم هو مؤسف أن أعرف بأنه مزعج وأعجز عن السيطرة عليه؟
...والسيطرة، هذا ما نبحث عنه دائما، لكننا لا نسيطر على شيء في الواقع: لا على مشاعرنا، ولا على نمونا أو دقات قلوبنا، ولا على مكيفات الهواء، أو حتى ألوان ملابسنا... ليس لنا إلا الفوضى، وهذه طبيعتنا...
الصخب والفوضى يملآن الأزقة والدروب في دماغي...
في ليلة واحدة، ربما في أكثر من ليلة، تقرر مصير أمة مزقها الطغيان والجور... لتنساب باتجاه الموت... لكن موتها، والحق يقال، لا يعني شيئا غير بعثرة حياة تافهة تستحق البعثرة أصلا...
البطولة: قتل أكثر، واغتصاب أكثر، وحرائق أكثر... أهو المثل الأعلى للرجولة؟
العظمة.. المجد.. النصر.. البسالة... أليست هذه صفات الطاغية؟ فكيف لمحاكاة الأسطورة أن تولد النفي والقتل والخيانة، وتستعرض قائمة فشلها الطويلة؟؟؟
هناك، إن كنت لا تعلم، أشرار كثيرون يعيشون بيننا، يختبئون خلف ملامح مألوفة، أو حتى جميلة أوطيبة... هم ليسوا بحاجة إلى جدران أو ظلام للاختباء، لأنهم يتقنون التمويه كالحرابي... وعلينا أن نفتح أعيننا جيدا حتى نتمكن من رؤيتهم، لكن ينبغي أن نكون حذرين حتى لا نفتحها أكثر من اللازم...
فهل علي، كحكواتي سمج، أن أخفي كل هذا... وأكتفي بالحديث عن "كريمة الفانيلا" وشموع أعياد الميلاد؟؟؟ أن أخفي قلقي تجاه الموت وفاتورة الدواء.. وأبدي إعجابي بالسيقان البضة والصدور الناهدة، زيفا، بفعل عمليات التجميل...؟
** 3 **
رأيت حلما قبل أيام، ولم أستطع فك رموزه إلى الآن...
لست للأحلام عبارا، وهو بدا أشبه بقطع أحجية ممزقة، تماما كالوطن، والنفق كان طويلا...
بدأت القصة، عند مدخل النفق، وكانت قطع الأحجية قطعة واحدة...
من كنتُ في الحلم؟
من كنت، ومن أنا؟ من أنا فعلا؟
أدعى... ماذا أدعى؟
ما المهم في اسم؟ لديك هواء تتنفسه، والمستقبل كله أمامك...
صدقوني الاسم لا يهم، إنه مجرد مكبس جبار يضغط علينا ويقيدنا طوال العمر، ويبتلعنا في النهاية... كما يبتلع الليل النهار، ويبتلع النهار الليل...
وأنا كنت مجرد ضرس في ناعورة مثلومة... مجرد راكب إضافي، أتخبط وسط المحيط وحدي... أرى الجميع، لكن لا أحد يراني أو حتى يلتفت إلي، كأن ضباب البحر قد غيبني عن عيونهم وأبصارهم، وكنت أشعر بالعجز، لأنه لم يكن لدي خيار آخر... فيما كانت المخاطر القابعة تحت الماء تترصدني...
كيف حدث لي هذا؟ تصوروا، أنا الذي نسبة ذكائي ضعيفة جدا، بل ربما أنا مقبل على أن أكون متخلفا عقليا... ورقيقا جدا كفتيات المدارس... أستيقظ فجأة، بعد أهدأ ليلة في حياتي، لأجدني وسط احتفال صيني صاخب بمناسبة حلول سنة التنين...
هذه بداية مثيرة للحكاية... أن أبدأ من حيث أجد نهاية لأحزاني، وأنا مدرك تماما بأني لن أجد هذه البداية أبدا... وأعود من حيث أتيت... لكني أريد أن أحصل على قصتي...
سأقص حكايتي إذن... لكن لست أدري إلى أي حد سأغوص في التفاصيل... فبعضها قد غاب عني، وبعضها الآخر لا أريد أن أذكره، ليس خوفا ولا خجلا، لكن فقط لأني أريد أن أحتفظ به لنفسي... فهل هناك من مانع؟
- إما أن تقول كل شيء، أو لا تقول شيئا... وتذكّر أن المعلومات أهم منك أنت نفسك، تماما كما يقولون في مراكز الجوسسة... وحاذر أن تناور، فأنا أعرف كم أنت ماكر... (ارتفع صوت القارئ بالاحتجاج)
قاومت في البداية، لكني كنت أعرف بأني لن أتحمل عناده، فمكري نفسه له حدود، ولا أحد يستطيع أن يسابق الريح...
القارئ محتجا، مرة أخرى:
- هل تحاول التلاعب بي؟
- ربما؟
- الأمر يفلح معك دائما...
- هذا اختبار حياة عميق، ولهذا السبب أنا مستاء منك، بقدر ما أنت مستاء مني، لأننا نشبه بعضنا... فقط نقلب الأدوار... لنحدد بأي اتجاه نريد: المقدس أم المدنس؟ إلى ما سيؤول العالم؟
- حسنا، لقد قلت كل ما علي قوله... وأنا مجرد كاتب...
- وأنا لم أقل بأنك الإسكندر...
" "
" "
[/
(يتبع...)
|
|
|