الموضوع: تيه
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2009, 11:24 PM   #3
عبث
عضو فعال


الصورة الرمزية عبث
عبث غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29236
 تاريخ التسجيل :  12 2009
 أخر زيارة : 16-05-2011 (03:32 AM)
 المشاركات : 23 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


يا سيدي ردك المهتم قد فعل بي خيرا وأنا التي كنت متوجسة من استشارتي..فلست معتادة على تعرية شعوري أمام الآخرين..فأشكرك شكرا لا يحيط به لفظ.
صعب علي جدا الشرح ولكن سأحاول..
أنا فتاة عمري أربع وعشرون..ناجحةجدا في عملي وقبله في دراستي..غالبا يأخذ الناس عني انطباعا قويا بأني قوية حازمة مثقفة ذات رأي سديد..أخشى أن يكون هذا تباهيا ولكنه كلام الأقارب والأباعد..إلى هنا والوضع جيد ولكن هذه هي القشرة الخارجية..
منذ صغري عندما أمتدح لشيء جيد أحس بالإطراء ثم لا يلبث أن يتحول هذا الشعور إلى شعور بالذنب لا أدري لماذا.. كأني خدعتهم..زمالاتي جيدة ولكني لا أؤمن بالصداقة لأمرين,الصداقة تستوجب الانفتاح وجدانيا على الآخر وهذا أمر لا أحسنه ولا أريده,وكذلك عندما أضطر إلى البقاء مع شخص ما فترة طويلة (ساعة أو أكثر) مهما كانت الجلسة مسلية إلا إني ساعة خروجي من عنده أشعر بالغثيان والدنس كأني أتخمت بكثرة الحديث..لذا صار صمتي أكثر من كلامي لا لأني أحب الصمت بل لأني أكره الكلام..في الاجتماعات الودية مع المعارف والأقارب لا أحس بأني نفسي غالبا أكون مرحة وبشوشة بقدر حتى أن إحداهن تقول( لا أستطيع تخيلك غاضبة) فإذا تفرق الجمع استيقظت شجوني النائمة..ما هي هذه الشجون؟ لا أعرف.. كل ما أعرفه أني منذ عرفت قلبي وهو ذو شجن وقلق..منذ سن مبكرة وأنا أستجيب للأمور المحزنة بسرعة وأرى لمحة حزن في كل سعيد..مرة عندما كنا أطفالا ضربت أمي أختي فلم تبك أختي ولكني بكيت..إلى الآن وتأثري سريع ولكني لا أعبر عنه بالبكاء..أخذت على نفسي عهد بأن لا أبكي ومؤخرا توفيت إحدى قريباتنا كان قلبي يغرق ولكني لم أبكِ أردت ولكني لم أفعل..
بالنسبة لمراحل نموي:
أعتبر طفولتي أسوأ مرحلة في حياتي أتمنى ألا يأتي أسوأ منها..كنت أدرس في مدرسة ابتدائية كنت أعتبر فيها من تصنيف اجتماعي مختلف (ليس أسوأ ولا أفضل فقط مختلف) أنا وأختي وبما أن البشر أعداء المختلف كنت منبوذة ولم يتبرع أحد بصداقتي فكنت أعاملهم بعنف وأتعمد المشاجرات فزادوا في نبذي(ومعهم حق) لكني لم أخبر أحدا من أسرتي عن هذا الوضع..انتقلت إلى المرحلة المتوسطة وتحسن الوضع قليلا حيث استوعبت الطالبات الاختلاف بيننا دون نبذ حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية والجامعية فإذا هم يخطبن ودي فآثرت الزمالة لا الصداقة..في المنزل كان الوضع سيئا أيضا بسبب المشاكل بين أختي الكبرى وأمي حتى تزوجت أختي وأنا مراهقة فهدأ الوضع..
أريد معرفة ما سبب الاطمئنان...ولمادا....وكيف....وأين.......ومع من.......بسبب من......ولأجل من..................؟؟؟؟؟
ونفس الشيء بالنسبة لعدم اطمئنانك؟

أنا لا أشعر بالاطمئنان إلا مع أختي الصغرى(أصغر بعام تقريبا) هي الوحيدة في العالم تعرف ما يدور في عقلي وقلبي..والوحيدة التي لا تحكم على أشد أفكاري غرائبية..وأشد ما أكون هدوءا في الأماكن التي أعتاد عليها مثل المنزل ومكان العمل ومن قبل الجامعة لأن الأماكن الجديدة تربكني حتى أني أحيانا لا أستطيع التركيز في الرؤية..لا يوجد سبب محدد للاطمئنان كما لا يوجد سبب لعدمه..أحيانا يكون شعوري مطمئن و أنا أنتظر أمر مفصلي مثل اختبار أو زيارة في العمل وأحيانا يكون غير مطمئن وأنا أتسلم شهادة تكريم..و عموما لفظ عدم الاطمئنان هو لفظ مخفف لما أشعر به فقد يشتد حتى يكون حزنا لا أعرف له سببا فأتبنى أي قضية لأبكي عليها..وقد يخف ليصبح عدم اطمئنان كأني أنتظر شيئا لا يأتي..الآن حياتي أفضل من قبل وأنا أسير ولا أقف ..أطور نفسي في كل شيء و أحاول تجاهل مشاعري ولكني لا أفلح..ما فائدة النجاح إذا لم يشعرك بشعور جيد؟!
نسيت أن أخبرك عن أسرتي هي أسرة متوسطة في الحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية..عندما كنت صغيرة كانت علاقتي مع والدي استثنائية وهو رجل عاشق للكمال دقيق في أحكامه فكنت أحاول دائما إثارة إعجابه بنجاحاتي كانت تسعده بالطبع..ولكنه لا يصفق لها فرحا..في مراهقتي وقعت في خطأ سخيف من أخطاء المراهقين التافهة فغضب أبي علي ..لم يفعل شيئا ولكنه فقط كف عن الابتسام لي ربما لمدة أسبوع..تحطمت نفسي وكنت أبكي الليل والنهار..حتى بعد أن اعتذرت له وقبل اعتذاري..استمر الشعور بالحزن من غضبه علي حتى بعد زواله..وسقط أبي من مكانته الاستثنائية.. مازلت أحبه وأحترمه كأب وليس كقديس..
بدأ لدي شيء غريب الآن قد كنت أكره أن يضمني أحد أما الآن فعندما يشتد علي القلق أذهب إلى أمي وأضمها فيخف ساعة أو ساعتين ثم يعود..أحيانا يشتد علي فلا أنام إلا وأختي تمسك يدي حتى يهدأ قلقي ( هو ليس نوبة ذعر فقط شعور داخلي لا جسدي).
قد ذكرت أن لدي أفكار غرائبية, منذ صغري وأنا خيالي واسع وأدبي وكلما كبرت يزداد لأني أكتب..ولكن الشخصيات الخيالية في قصصي كففت عن كتابتها وصارت تعيش في مخيلتي..بمعنى أني كنت عندما أحزن أكتب عن فتاة حزينة كنوع من التخفيف ..الأمر بدأ يتغير صرت أحزن إذا صارت الشخصية حزينة ..الآن لدي شخصيات في عقلي مكتملة وعميقة كأنها تفكر لوحدها حتى أنها قد تختلف في فلسفتها وتفسيرها للكون عني..ما زلت أعرف الفرق بين الخيال والحقيقة ولكن خيالي أو عالمي الداخلي قوي الجاذبية ..أنا الآن متوقفة عن كتابة القصص ومكتفية بمشاهدتها كفيلم في عقلي ربما لأن كتابة الشخصية على الورق سيقتلها وربما لأنها ستصبح كما تقول أختي مجرد امتداد للواقع..لا أريد أن أفقد عالمي الداخلي ولكن لحظة الانتقال منه إلى الواقع هي لحظة ارتطام مؤلمة.
أطلت فاعذرني..