10-12-2009, 11:02 PM
|
#5
|
عضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27460
|
تاريخ التسجيل : 04 2009
|
أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
|
المشاركات :
950 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
** 4 **
ثمة أفكار تائهة في رأسي، وإن لم تجد مخرجا فلسوف تنفجر... كلمات تتلوى وتتخبط، صغيرة ملطخة بالبول تتعلم المشي كالعرجاء... تريد العبور من وراء السخام لتبني رواية يسري إليها الخدر...
- لا أفهم كل هذا الجنون؟
تستيقظ لتجد أنك عدت إلى نقطة البداية كل مرة... كما لو أصابك تبلد دماغي التهابي المنشأ، يحرص على إتلاف كل خلايا دماغك، ويجعلك تنزلق باتجاه الخرف...
كل مرة يعبث الكاتب "السادي" بعداد ذكرياتك، فيعيده إلى الصفر من جديد...
كل مرة يوقظك في أحلامك لتدرك أنك شخص محبط...
كل مرة يذكرك بأن هناك الكثير مما لم تشاهده بعد... تفاصيل وجزئيات غابت عن ناظريك في زيارتك الأخيرة لمكان الأحداث... فيعيدك إليها، غصبا عنك، لتتعذب أنت.. وينتشي هو...
السادي:
- هل شاهدت فيلم "القيامة الآن"؟
- كلا... وهل يستحق المشاهدة؟
- لن أدعك تشاهده فحسب... سأجعلك تعيشه...
- وهل برمجتك اللغوية العصبية قادرة على تحقيق الإنجاز؟
- كافية لأن تضع قلبك في "خلاط كهربائي" وتحيله إلى مخفوق توت بري... بدم بارد...
- إذن استثمر كل مواهبك ومشاعرك... تحدث عن أطعمة الكلاب... والمثلجات... وجلسات المخدرات والجنس الجماعي...
- وأنت نسمة هواء منعشة تضاف إلى كل هذا...
- لم أتيت بي إلى هنا؟
- لم لا تثور؟؟؟ ليس عليّ، بل على أوضاعك... هذا أفضل من أن تبقى حبيس الحبر والورق الجليدي حتى تنفق من البرد، ولا من يسمع مواءك...
- أحتاج من يمنحني بعض الدفء، حتى أعود لعالمي..
- هذا إذا عدت...
- لم يصل أحد إلى ما وصلت إليه، وهذه معجزة... لكني أستقيل...
- أنت ساقط جاحد...
- سأحزم أمتعتي وأرحل..
- لا أمتعة لديك عندي... ودعني أكمل أسطورتي...
- لا أومن بالأساطير...
- يجدر بك أن تؤمن بها، لأنك تعيش داخلها...
- لا أعرف أنني أعيش أسطورة... لا أعرف حتى أنني أعيش...
- كان عليّ أن أستحيل عالم "إحاثة" وأنبش في خرائب ذاكرتك، من تحت الأنقاض، لأجد أقدس أسرارك... أنت عقاري الذي استثمرت فيه كل مشاعري ومواهبي، بدل استثمارها في الدعارة والمخدرات... والسياسة...
- أنت بلا ضمير...
- أنت ضميري... فتصرف على سجيتك...
صرخت:
- ما كنت محتاجا لمعالج نفسي، يُشرّح طفولتي ويغوص في تفاصيل ذكرياتي، ليخبرني في النهاية أنني كنت أكبت عقدة أوديب بداخلي، وأنني بحاجة لمن يعطل دماغي، بعض الوقت، لينعش أعضائي التناسلية... وأن ما بداخلي فظيع جدا، وأن علي أن أكره نفسي الفظة القاسية... أو أن أقطع رأسي حتى يرتاح هذا السادي الذي يورطني كل مرة أكثر... وهذا القارئ الذي لا يقل عنه "سادية"...
السادي، كرّة أخرى:
- هل تريد أن تعرف آخر رواية أبدعتها؟
- عن أي شيء تدور أحداثها؟
- إنها قصة(ك)... رجل شكلته العقد، وعركه اضطرابه النفسي...
- ابدأ من النهاية إذن...
- لم أكتبها بعد...
- وهل للديمقراطية والعولمة والحداثة.. فيها نصيب؟
- هن يصلحن للسرير فقط... بقرات شؤول، مفعمات بالشبق، وينبغي وصلهن بعداد لحساب إنجازهن... ويحسن إبقاءهن بعيدا عن أعواد الكبريت، أو اقتناء عازل طبي...
- هذا تعريف "الخير"...
ضحك باستهتار، فقلت:
- هلا توقفت عن الضحك، لأني لا أقدر على ضبط نفسي؟
- هل تريد أن تضع قيودا على الضحك؟
- القيود موجودة فعلا... لكن على دماغك... وعليك أن تتحرر منها وتعمل على ملء الفراغ كي تجد طريقك...
- أنت بارع... لكني لا أعرف طريق الجحيم...
- لا أحد بهذه البراعة (قلت)... وأنت اخترت طريقك...
- فيم تفكر؟
- في لا شيء...
- فيم تحدق إذن؟
- في كل شيء...
" "
" "
(يتبع...)
|
|
|