الموضوع: وقيل من راق
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-2009, 11:12 AM   #49
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين


المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف .

كوني قوية أختي الفاضلة واعلمي أن الجن/السحر (إن وجد في حالتك وأنا لا أعتقد ذلك) وأيا كان نوعه لا يخيف المؤمن المتقي الحافظ لكتاب الله ولا يرهبه لأنه يعلم أن الباري سبحانه قد حسم شأنه بقوله (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (102) فلا تخافي أحدا من البشر بل وجهي خوفك إلى رب البشر وثقي بقول المصطفى:
" وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " وحتى إن نالك ضرر من أحد (معالج أو طبيب أو غيرهما) فاعلمي أن الله قد كتبه عليك فارضي بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن تحاولي دفع الضر عنك لأن الله تعالى قال " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " الشورى/40 .
واعلمي أنك أنت المنتصرة: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ(39) (الشورى)


المؤمن المتوكل على الله يعلم أن ما وهبه الله له من نعم الدنيا -ومن بينها الذرية- هي متاع الحياة الدنيا وهي زائلة لا محالة ويعلم أن ما عند الله خير ويصبو إليه لأنه هو الرصيد النافع:
(فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(36) (الشورى)

الله خبير عليم بصير بالعباد يعطي كلا على حسب طاقته وقدرته ليبتلي أحباءه فهو القائل:
وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ(27) (الشورى)

والإنسان بالنسبة للذرية لا يخرج عن الحالات الأربع التي حددتها سورة الشورى :
... وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ(48)لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ(49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ(50) (الشورى)

فالإنسان قد يهبه الله :
1- الإناث
2-أو يهبه الذكور
3- أو يزوجه ذكرانا وإناثا
4- أو يجعله عقيما.
فهذه الحالات حددها الباري سبحانه وعلى المؤمن أن يرضى بأية حالة وضع فيها ففي كل ابتلاء وامتحان ...
قد تبدو الحالة الرابعة "العقم" هي الأصعب على النفس لكن الله قد يجعل فيها خيرا كثيرا فمن لم ينجب أطفالا فليعلم أن الله أعطاه فرصة من ذهب ليختار أي الأبناء يريد ذكورا أم إناثا أم ذكورا وإناثا وذلك بفتح باب كفالة اليتيم (هذا الواجب الذي غفل عنه الكثيرون وذهبوا يبحثوا عن مخرج لهم عند الأطباء والرقاة والمشعوذين فخسروا أموالهم وخسروا أوقاتهم وخسروا أنفسهم وعانوا الأمرين ولم يغيروا من واقعهم شيئا... فلو أنهم فكروا ولو للحظة في هذه الإمكانية / الهبة الربانية الثمينة لعملوا أن الله أراد لهم الخير بل الخير الكثير (دخول الجنة ورفقة المصطفى وهي أفضل منزلة)...
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أرحم الناس باليتيم وأشفقهم عليه فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]
وقال أيضا: (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه ) رواه ابن ماجه.
وقال : من عال ثلاثة من الأيتام كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله ، وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين أختان والصق إصبعيه السبابة والوسطى } رواه ابن ماجه
قال النبي صلى الله عليه وسلم :( من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة) رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد


فكفالة اليتيم من الأمور التي حث عليها الشرع الحنيف، وجعلها من الأدوية التي تعالج العديد من الأمراض النفسية وتحل الكثير من المشاكل الاجتماعية، فهي تلين القلب وتشغل وقت الإنسان بما هو مفيد وتدخل السرور على الكافل وعلى اليتيم وتمكن الإنسان من إدراك حاجته كما جاء في الحديث، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني وقال الألباني حسن لغيره . انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/676 .
فمن أراد أن يرق قلبه ويدرك حاجته فعليه بهذا العلاج العجيب الذي لم يجده عند طبيب ولا أخصائي ولا حتى راقي...

وهنا تحضرني قصة حدثت لأحد معارفي منذ أكثر من 40 سنة...
في بداية زواجه السعيد الذي انتظره سنين حتى يظفر بمن أحب ...وبعد مرور بعض السنوات 3 أو أكثر لم يرزقه الله الذرية، وكثر كلام المحيطين به (لأن العادة عندهم كما في الكثير من البلدان العربية، أن ينجب المتزوجون بعد سنة أو سنتين على الأكثر ...وإلا فالأمر وراءه ما وراءه خاصة إذا كان "العيب" -كما قد يعتقدون- من الزوجة – فإما أن تنجب وإما أن تستبدل بالولود...)
المهم قصد الأطباء فلم يجد عندهم حلا لمشكلته ولم تحدد العلة بالضبط... ومع مرور الوقت بدأت حالته وزوجه تسير نحو الكآبة والهم وبدأت المعاناة تدب إلى نفسيهما وضاقت بهما الدنيا لكن الله سبحانه القائل في محكم كتابه (إن بعد العسر يسرا) أرسل لهما من يوجههما إلى حل لم يخطر لهما على بال: كفالة طفل يتيم ، اقتنعا بالفكرة بعد تردد وتوكلا على الله وأتما إجراءات الكفالة وأصبح لهما من يؤنس وحدتهما ويشغل وقتهما ويدخل السعادة من جديد بعد أن كادت تغادر عشهما...
لم تمر سنتين على كفالة هذا الطفل اليتيم حتى حملت المرأة وكانت سعادتها لا تصدق... نعم حملت وأنجبت طفلة هي الأولى تلاها خمسة أطفال (بنتان وثلاث ذكور)... اليوم هما جدين لستة أطفال 2 ذكور و4 إناث...

لقد أدركا حاجتهما بسبب كفالة اليتيم وقد يدركان صحبة المصطفى في الفردوس الأعلى... والله أعلم
(إن بعد العسر يسرا) (إن بعد العسر يسرا)...



******