|
أخي الكريم المتألم/ كلمات من أختك..Bdadh
أخي العزيز/المتــــــــآلم
مسائك سعيد ووردي أنشاء الله، وكان بودي أن أقراء لك مشاركة أجمل وأعذب...
أخي سامحك الله وغفر لك ولوالديك وذريتك....قلت في موضوع الانتحار...
يعلم الله سبحانه وتعالى ان كلماتك انت ومشاعل الخليج عن الانتحار هزت مشاعري وحركت ما انا فيه من الم وعذاب،حيث ان اهذا الشعور ينتابني دوما بل ويكاد في كل يوم ،نعم إنها مأساة الواقع المرير الذي نعيشة ،كارثة المرض النفسي الذي حطم كل معنى جميل في حياتنا وسلبنا متعة الحياة وسعادتها،ودمر الأمل الذي نعيش به .
صدقوني أنني اعرف الألم الذي تعانون منه وحجم العذاب الذي تشكون منه ليس لأني ذكي ولكن لأن تجربة المرض النفسي اعتصرتني وأنا في ريعان الشباب واطفئت كل شمعة تنير حياتي عندما كنت إبن التاسعة عشر ربيعا
نعم لقد كنت كالشعلة المتوهجة وامل لامتناهي وطموح لايمكن ان يوصف وعلاقات ليس لها حدود ،ولكن مع الاسف لم تمهلني الحياة طويلا لأتمتع بذلك وربما كانت تسخر مني .
فلقد كنت على موعد مع القدر المؤلم حيث سقطت صريعا في شباك المرض النفسي .
لقد دمر المرض الارادة وحطم الذات وابقاني كالعظم الواهن واصبحت حياتي بلامعنى ، واصبحت اشعر انني اموت ولكن ببطء شديد
إنني اشارككم العذاب في كل دقيقة بل وفي كل لحظة وحينما يكون الامل صفرا يصبح الوجودعدم ويصبح النهار عبء ثقيل والليل ملاذ وهروب تهرب فيه نفسي الحزينة ونفسي اليائسة عن واقعها الأليم .
اعلم انها كارثة حلت بنا جميعا ،ولكنها الاقدار فماذانعمل؟
حينما تسد كل الطرق وجميع المنافذ لايعد امام الانسان إلا سياسة واحدة وهي سياسة الاستسلام والخضوع فعليه ان يتعلم هذه السياسه ،ولولا علمي بأن في كل شئ يخلقه الله فيه حكمة لكنت انهيت حياتي منذو سنين طويلة ، لاشك اننا نتألم الان ولكن قد نفرح غدا امام واحد احد عادل لايظلم .
اخواني الأعزاء/ارجو ان لا اكون اطلت عليكم او عمقت الجراح لديكم ،ولكن يشهد الله انني اريد من خلال ماكتبت ان تشعروا بأننا جميعا في سفينة واحدة تبحث عن شط الأمان لنمد لبعضنا ما تبقى من امل علنا من خلاله نكمل مايسمى مشوار الحياة.
وأقول لك كما قلت لأختك ناديا رحمها الله حية وميتة....
أتدري ما الحل الصحيح..:
دع فكرة الانتحار في جانب من عقلك...
فكر في همومك ومشاكلك ومشاعرك المتألمة...
فكر في كل أمر وفي كل شخص دفعك للتفكير بالانتحار...
وحين تنتهي من التفكير العميق والكامل ستجد بأن الأيام قد مضت وأن السنين قد أوغلت في الابحار وبأناك المتآلم الموظف، الزوج، الأب، رجل بشعر أشيب، وبوجه مجعد.. ...!!!
وهكذا سيظل الانتحار كفكرة موجود ولكن في زاوية بعيدة في ركن مظلم قد لفه الغبار وقد علته خيوط العناكب، فكرة نتنة، ميته، متآكلة وأنظر لها وتذكر لحظة ولادتها....؟؟
ستجد أناملك تمتد إليها لدفنها هذه المرة...
لا تستهين بافكارك لكن دعها تنتحر بالتفكير فيها بالتعمق في مكنوناتها، في الأبحار فيما بعدها...
أخي الحبيب...
ماذا ينتظر الإنسان...
ماذا ينتظر حين تنسحب عقارب الساعات من ساعته وهو يقدر أن يركض خلفها ليسترجعها....
حين يبقى الساهر تحت النجوم ينتظر دون أن يسعى للوصول لما يريده....
حين يظل الوحيد يبكي وحدته دون أن يبحث عمن يجفف دموعه ويحتضن خوفه وحزنه برقة ذراعية ودفء صدره...
حين يتآلم المريض دون أن يبحث عن دوائه..
أنا هنا بجوارك والبتار بالقرب منك، وصوت الشباب ينتظر إشارة يدك، ونفساني يبحث عنك، وأبو ندى ينتظرك، وواهمة، تعد لك الشاي، وصمت المشاعر تناديك....والقائمة تطول..
كلنا حولك نمد لك أيدينا بدفء وبحب وبكل ما تريد فقط أبحث عنا وأكتب لنا وأسعى لنا بخطوة نسعى إليك راكضين بألف خطوة...
لا تنسى صلاتك ولا تنسى ذكر الله (إلا بذكر الله تطمئن القلوب) وقل (لا إله إلا الله في مقعدك وممشاك ووقوفك) وما ضاقت إلا فرجت....نحن هنا....فأين أنت :) :)
بدادة المستبدة....... :mad: :mad: :mad:
|