فليدخل كل ام وكل اب ليقرأوا هذه الرساله
بسم الله الرحمن الرحيم
أبتاه .. أنا روح وجسد
أبتاه ،
اهتممت بمأكلي ومشربي وملبسي ومسكني .. وجلبت
لي مدفأة في الشتاء ، ومروحة في الصيف .
واشتريت لي .. وأتخمتني بكل ما أريد ، لكن ...
ما اهتممت كذلك :
1- في صلاتي أول الوقت .. وقراءتي كتاب ربي .
2- في ذهابي إلى المسجد واستماع الدروس .
3- في مطالعة الكتب الإسلامية .
4- في شهر رمضان وبركاته .
5- في زملائي ورفقائي .
6- في ترددي على العلماء ومن أقتديه ،7- وتفقهي في أمور ديني .
8- في حسن أخلاقي وسيرتي .
قال الله سبحانه (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )) سورة طه – الآية 132
أبتاه ،
أنا روح كما أنا جسد ، وماذا تنفعني كل عطاياك ،
لو خسرت نفسي وكنت من أهل النار ، لا سمح الله ؟
أشكرك على كل ما تقدمه لي ... وإن كانت هذه وبالاً علي
وعلى من حولي من دون عبادة قائمة ، وتقوى رادعة ، وطاعة دائمة ،
وعمل صالح .
علمتني دورة لغات أجنبية ، ولم تدخلني في دورة قرآنية ..
أدخلتني لدورة كمبيوتر ، وأنا حتى الآن لا أعرف تلاوة كتاب ربي ..
وقمت بدورة محاسبة وتدقيق ، وأنا لا أعرف من فقهي شيئاً ... هل أنت مرتاح الضمير لذلك ؟
أبتاه ،
أعطيتني وما حصنتني .
أبتاه ،
منذ أيام التقيت عالماً جليلاً ، يقول :
يا خادم الجسم كم تسـعـى لـراحـتـه
أتعبت نفسك فيما فيه خـسران
أقبل على الروح فاستكمل فضائلها
فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
وأنت يا أماه ، لماذا طغت عاطفتك علي ؟
لماذا سكت عن غفلتي وسهوتي ؟ وعن صلاتي عند الصباح ؟
لماذا ابتسمت في وجهي وأنا أعصي الله العظيم ؟
كم من مرة تألمت على أيامك السالفة في المدرسة ، وقبل
التزامك ، وفترة شبابك ، لماذا لم تستفيدي من تجربتك في تربيتي ؟
لماذا تهاونت في الحلال والحرام ، عندما تجاوزت الحدود ، ولم تردعيني ؟
هل كان هذا لصالحي ؟
أماه ،
ألم تلحظي أني غافل وأن كل شيء زائل ، وأيامي في الدنيا قلائل ؟
أماه ،
نبهيني ، أيقظيني ...
|