الموضوع: قصائد زهدية
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2010, 04:02 PM   #3
رياانة
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية رياانة
رياانة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21605
 تاريخ التسجيل :  10 2007
 أخر زيارة : 17-04-2010 (02:05 PM)
 المشاركات : 1,477 [ + ]
 التقييم :  90
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيك أخي البتار وكتب الله لك الأجر



(( تفيض عيوني ))


تفيض عيوني بالدموع السواكب
ومالي لا أبكي على خير ذاهب

على العمر إذ ولى وحان انقضاؤه
بآمال مغرور وأعمال ناكب

على أشرف الأوقات لما غبنتها
بأسواق غبن بين لاه ولاعب

على أنفس الساعات لما أضعتها
وقضيتها في غفلة ومعاطب

على صرفي الأنفاس في غير طائل
ولا نافع من فضل علم وواجب

على فرص كانت ولو أنني انتهزتها
نلت فيها من شريف المطالب

على كم ذنوب كم عيوب وزلة
وسيئة مخشية في العواقب

على أنني آثرت دنيا دنية
منغصة مشحونة بالمعايب

على فعل طاعات بغير توجه
ومن غير إخلاص وقلب مراقب

أصلي الصلاة الخمس والقلب جائل
بأودية الوسواس من كل جانب

على أنني أتلو القران كتابه
تعالى بقلب ذاهل غير راهب

على أنني قد اذكر الله خالقي
بغير حضور لازم ومصاحب

على طول آمال كثير غرورها
ونسيان موت وهو اقرب غائب

على أنني لا اذكر القبر والبلى
كثيرا وسفرا ذاهبا غير آيب

على أنني عن يوم بعثي ومحشري
وعرضي وميزاني وتلك المصاعب

مواقف من أهوالها وخطوبها
يشيب من الولدان شعر الذوائب

تغافلت حتى صرت من فرط غفلتي
كأني لا ادري بتلك المراهب

على النار ما هجرت سبيلها
ولا خفت من حياتها والعقارب

على السعي للجنات دار النعيم
والكرامة والزلفى ونيل المآرب

فآه على عيش الأحبة ناعما
هنيئا مصفى من جميع الشوائب

واه علينا في غرور وغفلة
عن الملا الأعلى وقرب الحبائب

فكم بفؤادي من غليل ومن أسى
ومن حسرات متعبات غوالب

وكم من دموع في الخدود سواكب
تجود بها سحب في الجفون الذوائب

ولو أنني ابكي الدموع وبعدها
الدماء على ما فاتني يا معاتبي

لكان قليلا في كثير وما عسى
يرد البكاء من ذاهب أي ذاهب

فاستغفر الله العظيم جلاله
وقدرته في شرقها والمغارب

إليه متابي وهو حسبي وملجئي
ولي أمل في عطفه غير خائب


 

رد مع اقتباس